الآثورية والوطن


إن الظروف والسياسية السائدة في العصر الحالي تفرض نوعا من العلاقات الضرورية لاستمرار التقدم والسير نحو الأمام في مجال حل المشكلات القائمة. إن واقع المجتمع والوطن الذي يعيش شعبنا ضمنه ،وتعدد القوميات المتعايشة ضمن هذا الوطن يفرض نوعا متقدما من التآخي بين هذه القوميات لإمكانية التصدي للمشكلات العامة التي تفرض سبل تقدم وازدهار الوطن ،وحل المشكلات لا يتم أبدا بمحاولة القوميات الكبيرة طمس معالم القوميات الأصغر منها وابتلاعها لان مثل هذه الأمور محاولة عقيمة لتحدي واقع عميق الجذور تاريخيا واجتماعيا وثقافيا ومحاولة لقطع روابط طبيعية قد يكون من المفيد إبقائها والإضافة عليها لما فيه خير المجتمع والوطن ،كما أن حل مشكلة التعدد القومي لا يتم بتجزئة أوصال الوطن إلى أجزاء وكيانات صغيرة ومستقلة كل الاستقلال ،أن في هذا إضعاف للقوى وهدر للطاقات وفتح المجال لقوى الشر للنفاذ إلى الوطن واستغلاله وهذا يضر بمصلحة المجموع ،والحل المثل هو اشتراك كل القوميات المتواجدة ضمن الوطن بالتعاون لحل المشاكل الرئيسية التي تتعرض لمصالح المجموع مع الاحتفاظ بالخصائص الواقعية لكل قومية بما لا يتعارض ووحدة الأهداف العامة والمصالح المشتركة والاعتراف بالوجود القومي لكل قومية لا يعني أبدا تجزئة المجتمع والوطن أو وضع فواصل بين المصالح المشتركة ليصار إلى حلها بشكل منفرد،إنما مصلحة الوطن هي مصلحة كل القوميات ،وهذا يفرض على المجموع محاربة العدو المشترك أي عدو كل القوميات والشعوب المتمثل بالاستعمار والصهيونية التي تهدف للتلاعب بمصائر الشعوب واستغلالها وامتصاص خيراتها والسيطرة عليها ووقف مسيرتها تحو التقدم كما إن الاعتراف بالوجود القومي لكل قومية لا يعني تجزئة الطبقة المستُغَلّة وتفريقها ومنعها من المطالبة بحقوقها بل أثبتت التجارب أن الاعتراف بالانتماءات القومية المختلفة لا يمنع الطبقات الكادحة من المطالبة بحقوقها ،لا بل يعني فتح المجال أمامها لأخذ المواقع الصحيحة في المعركة الكبرى ضد الاستعمار والاستغلال بجميع أشكاله ،لان الاعتراف بالواقع القومي يزيل كثيرا من العثرات من أمام مسيرة الشعوب نحو التقدم فالآثورية بدعوتها للاعتراف بالوجود القومي لشعبنا لا تعني الانعزال عن الوطن وقضاياه العامة بل تعني المشاركة الكاملة وبفعالية اكبر ،وان المطالبة بوحدة شعبنا لا يعني انتقاص من وحدة الوطن لا بل تهيئة قوة فعالة تشارك بقوة اكبر في الدفاع عن كرامة لكل شعب ضمن الوطن الواحد. ومصالح الوطن ولأجل مصلحة الوطن والشعب يجب أن تعم علاقات قبول واحترام الوجود الخاص لكل شعب ضمن الوطن الواحد.

شاهد أيضاً

قوميتنا والدين

كنا قد بينا رأينا في الماضي بالناحية الدينية في الإيضاحات الفكرية بشكل عام أتثبتنا انه …