يأتي هذا اللقاء ترجمة عملية لسياسة الانفتاح الفكري والسياسي التي تتبعها المنظمة الآثورية الديمقراطية، منذ سنوات، على جميع القوى السياسية والحركات الديمقراطية والوطنية في سوريا، وقد تعمق هذا النهج وبات أكثر تطوراً ونضوجاً وجدية بعد المؤتمر الدوري العام العاشر للمنظمة الذي عقد في شهر آب الماضي.
في بداية اللقاء تحدث الأستاذ بشير سعدي مسئول المكتب السياسي في المنظمة الآثورية الديمقراطية عن التوجهات الجديدة للمنظمة في هذه المرحلة التي تمليها عليها سياستها الوطنية ومبادئها الديمقراطية قائلاً: لقد رفعت المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي شعار "التلازم بين النضال الوطني والقومي"، هذا التلازم تفرضه وتحتمه العلاقة الجدلية بين "مسألة الأقليات القومية" و"المسألة الديمقراطية" في سوريا . إذ لا حل لمـسألة الأقليات القومية إلا في إطار حل وطني ديمقراطي، ضمن إطار السيادة الوطنية ووحدة الأرض السورية، حل وطني يقوم على الديمقراطية والعلمانية ومبادئ العدل والمساواة,ومبادئ حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، والإقرار بالتنوع الثقافي والإثني، والحريات العامة والإقرار بالتعددية القومية والسياسية، لإيماننا التام بأن قضية حقوق الأقليات القومية هي قضية وطنية بالدرجة الأولى، وبالتالي هي مسئولية جميع القوى السياسية والأحزاب الوطنية والديمقراطية في سوريا، بما فيها أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ، قبل أن تكون قضية أحزاب الأقليات ذاتها.
وأضاف: نحن الآشوريون من"سريان وكلدان" في سوريا لسنا بأقلية مغلقة، لأننا من صلب النسيج الوطني للمجتمع السوري ومكون أساسي في الطيف القومي والسياسي في سوريا فلغتنا السريانية هي لغة سوريا القديمة، فهي بالتالي لغة وطنية سورية. ونشكل العمق التاريخي والحضاري كشعب أصيل فيها عبر تاريخها الطويل.
ونحن في المنظمة الآثورية الديمقراطية نرفض كل الشعارات والمواقف المتطرفة من أية جهة تصدر، نحن نطالب بحقوق نصت عليها جميع المواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان. نطالب بحقوق ثقافية وسياسية وحرية العمل السياسي لشعبنا كشعب أصيل ولكل الأقليات القومية الأخرى ضمن إطار الوحدة والسيادة الوطنية. وفي هذا السياق نأمل من بعض الأحزاب الكردية التي ترفع شعار "كردستان سوريا" التخلي عن مثل هذه الشعارات غير الواقعية والمثيرة للحساسية والتوجه نحو طرح قضية الأكراد في سوريا كجزء من القضية الوطنية الديمقراطية في سوريا، وبالمقابل هناك طرح كردي وطني ديمقراطي متطور علينا جميعاً أن نشجعه ونقف إلى جانبه.
وقد أشاد الأستاذ بشير سعدي بالمواقف الوطنية للحزب الشيوعي السوري الذي يحمل هموم الوطن وهموم جميع المواطنين والفئات الشعبية في سوريا، ومطالبه الدائمة بمنح الأقليات حقوقها الثقافية.
بالنسبة للإصلاحات السياسية في سوريا، يرى وفد المنظمة أن ظروف تكوين الجبهة قد تغيرت كثيراً وحدثت الكثير من التغيرات والتحولات السياسية والفكرية في سوريا، في هذه المرحلة الطويلة من عمر الجبهة، فبعض أحزاب الجبهة المتحالفة مع حزب البعث أصابها الضعف والتراجع ولم يعد لها تلك القاعدة الجماهيرية في المجتمع ولم تعد تشكل قوى سياسية حقيقية على الأرض، باستثناء الفصائل الشيوعية، وبالمقابل هناك أحزاب في الساحة السورية لها قوتها وشعبيتها بقيت خارج الجبهة، لهذا يجب تطوير الجبهة وتوسيعها لتشمل مختلف القوى السياسية في سوريا وبمختلف طيفها القومي، لا شك هناك قوى تتضرر مصالحها في حال تم توسيع الجبهة وتعديل ميثاقها، وستبقى الجبهة ناقصة وضعيفة الأداء إن لم يتم تطويرها وتحديثها لتعبر عن أوسع مدى ممكن من الواقع السوري، كما أن الأمل كان كبيراَ في إطلاق مسيرة التطوير والتحديث في سوريا لكن ظهرت أمامها الكثير من العقبات والمعوقات منعت من أن تتقدم هذه المسيرة وتنجز ما كان مأمولاَ منها. ولا زال الأمل قائما على إحيائها من جديد .عبر عملية حوار وطني يشمل كل القوى الوطنية الديمقراطية بمختلف طيفها وتنوعها السياسي والإثني في رحاب المجتمع السوري.
وقد شرح وفد المنظمة، مواقف وسياسة المنظمة التي لم تكن يوما في صف المعارضة السلبية لنظام الحكم في سوريا، إنما كان نهجها منذ البداية نهجاً سلمياً ديمقراطياً لإيمانها العميق بالديمقراطية كأسلوب لتحقيق أهدافها ولقناعتها التامة بعقلانية وواقعية الحل الديمقراطي لمعظم قضايا المجتمع السوري. وأكد وفد المنظمة، على أن التوجه الوطني للمنظمة هو توجه مبدأي ثابت واستراتيجي، والآشوريون في سوريا هم من أكثر الفئات ذات المصلحة في إقامة المؤسسات الديمقراطية وتطبيق القانون واحترام الدستور وحقوق الإنسان… وأوضح وفد المنظمة أن الهدف من هذه اللقاءات في هذه المرحلة هو تطوير ورفع مستوى الحوار بين المنظمة الآثورية الديمقراطية وبقية القوى السياسية في سوريا كونها تعتبر نفسها جزء من الحركة الديمقراطية الوطنية في سوريا، ونحن نرى أن لأحزاب الجبهة، وبشكل خاص "الحزب الشيوعي السوري" دوراً مهماً ومسئولية كبيرة في تفعيل الحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية في سوريا. فلا يمكن تحقيق الديمقراطية في سوريا إلا إذا تحولت إلى قضية وطنية من الدرجة الأولى، هل يعقل أن يكون حزب ما ديمقراطياً، من غير أن يرفض كل تجاوز على الحقوق والحريات بحق أية جهة سياسية أو فئة قومية أو اجتماعية أو اعتقال أي مواطن لأسباب تتعلق بالرأي والموقف السياسي.
فيما يخص مصطلح "المعارضة"، أوضح وفد المنظمة: أن المنظمة ليست في صف المعارضة السياسية المعروفة بأحزاب "التجمع الوطني الديمقراطي" المعارض. كما هي ليست واقفة في صف السلطة في سوريا،ربما أفضل تعبير أو وصف لحالتنا هو"المعارضة الإيجابية" ،بمعنى نحن نعارض سياسة الرفض والتنكر لحقوقنا القومية المشروعة وطنياً كشعب قديم وأصيل في سوريا، وحقوقنا في حرية العمل السياسي كحركة سياسية وطنية، لهذا نحن نطالب بهذه الحقوق، ونحن نعمل من أجل إحقاقها وتثبيتها دستورياً، من خلال النضال السلمي وعبر الحوار الوطني الديمقراطي.
تمنى وفد المنظمة من الوفد الشيوعي أن يساهم حزبهم، كونه حزباً له وزنه السياسي في الجبهة، في كسر الحواجز التي تعترض فتح حوار مباشر بين "المنظمة الآثورية الديمقراطية" وحزب البعث، وحثه على التعامل بإيجابية مع مسألة الأقليات القومية، وأن المخاطر والتهديدات التي تحيط بالوطن في هذه المرحلة، يجب أن تكون حافزاً إضافياً لتقوية الجبهة الداخلية في سوريا عبر تعميق وتوسيع الحوار الوطني الديمقراطي بين حزب البعث ومختلف القوى السياسية الوطنية بما فيها تلك الموجودة خارج الجبهة الوطنية على قاعدة الشراكة الكاملة في الوطن كبيت لجميع أبنائه ومتساوون في الحقوق والواجبات والمسؤوليات. وقد أقترح وفد المنظمة على الوفد الشيوعي أن تقوم جريدة "النور" الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوري بنشر مقالات، من حين لآخر، يقدمها رفاق من المنظمة تشرح مواقف وسياسة المنظمة الآثورية الديمقراطية من القضايا الوطنية، كشكل من أشكال التعاون بين الحزبين، وكان جواب الوفد الشيوعي أن هذا يحتاج لمزيد من العمل والحوار. وأخيراً أكد وفد المنظمة على أهمية الثقافة الوطنية الجيدة والحضارية في حياة الإنسان والشعوب ودورها الكبير في تجاوز الانتماءات القبلية والبدائية، فمن أسباب تراجع العمل السياسي وانحسار الأحزاب، وعدم قيام مؤسسات المجتمع المدني، كان غياب الثقافة الوطنية المتمدنة والمتحضرة مثل ثقافة حقوق الإنسان وثقافة الديمقراطية والحرية وغيرها من القيم والأخلاق الحضارية.
وبعد أن أنهى أعضاء وفد المنظمة حديثهم ومداخلاتهم، تحدث الأستاذ حسين عمرو سكرتير منطقية الحزب في محافظة الحسكة قائلاً: يوجد علاقات تاريخية قديمة بين الحزب الشيوعي السوري والمنظمة الآثورية، وهذه العلاقات لم تنقطع بل استمرت وكانت دوماً نحو الأفضل، ونحن بدورنا نعتز بهذه العلاقات الجيدة التي سنعمل على تنشيطها وتعميقها، وكان حزبنا دوماً يقف إلى جانب مرشح المنظمة ومرشحي بقية أحزاب القوميات في الانتخابات التشريعية. . وأكد الأستاذ حسين عمرو على أن لا خلاف بيننا حول القضايا الوطنية الأساسية. فمطالبنا واضحة وصريحة وقد طرحناها في برامج الحزب، فيما يخص الديمقراطية واستصدار قانون الأحزاب ومنح حقوق ثقافية للقوميات في سوريا. وبدورنا نرى أن الديمقراطية هي مفتاح الحل لكثير من المشاكل الداخلية ولمعالجة قضية الفساد في سوريا. ونحن نقول دوماً أن انهيار المنظومة الاشتراكية كان بسبب غياب الديمقراطية والحريات العامة، من حرية الصحافة وحرية الرأي. لا شك أننا نعتز بالمواقف الوطنية لسوريا واستمرار هذه المواقف يتطلب تحسين الوضع الداخلي على جميع الأصعدة فهذا من الضرورات الوطنية.
وأضاف الأستاذ حسين عمرو: أن ما سمعناه اليوم منكم حقيقة يبعث على الارتياح السياسي لحزبكم ولنهجكم الوطني كما عرفناه في المراحل الماضية، وأضاف: أن ما أسمعه منكم يعبر عن تقدم حقيقي وتطور نوعي قد حصل على فكر والنهج السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا، ونحن كشيوعيين يهمنا جداً أن تتوحد وتتقارب مختلف القوى السياسية في فكرها ونهجها الوطني. لا جدال على أن سوريا هي وطن لجميع السوريين وستبقى كذلك. وبقدر ما يشعر الإنسان بأن حقوقه مصانة في وطنه بقدر ما يتنامى شعوره الوطني ويدافع عنه.
أن النضال الديمقراطي السلمي هو سلوك صحيح وظاهرة صحية عالمياً وهو المطلوب في هذه المرحلة، خاصة في ظل نظام وطني في سوريا الذي نعتز به، وسنقف ضد كل من يرفع شعار إسقاط هذا النظام الوطني، كما نحن نرفض حل الجبهة الوطنية التقدمية. لا شك أن الجبهة لا تمثل كل القوى السياسية في سوريا، لكننا نحن ملتزمين بميثاق الجبهة الذي نعتبره وثيقة وطنية تاريخية هامة، نحن نقدر ونثمن دور الجبهة في تعزيز الوحدة الوطنية و نرى أن تحالفنا مع أحزاب الجبهة لا يتعارض مع قيام تحالفات مع قوى سياسية وطنية أخرى على أسس ديمقراطية ووطنية واضحة. نحن في الحزب الشيوعي السوري نقر بحدوث تحولات وتغيرات سياسية محلية وإقليمية ودولية منذ أن تأسست الجبهة، هذه التطورات تفرض تطوير ميثاق الجبهة وتوسيعها لتتوافق مع هذه التطورات.ولا ننكر وجود بعض النواقص والثغرات فيما يخص الوضع الداخلي، خاصة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي وتفشي ظاهرة الفساد، ونحن مستمرون في نضالنا من أجل تجاوز هذه النواقص ومعالجتها، فمن الضروري يتوافق الوضع الداخلي مع النهج الوطني في سوريا. بالنسبة للمنتديات ولجان المجتمع المدني، لنا موقفنا وفهمنا الخاص لمؤسسات المجتمع المدني، لقد طرحت في منتديات الحوار التي أقيمت في سوريا بعض الشعارات المتطرفة التي كانت سبباً في إغلاقها.
وأضاف الأستاذ حسين عمرو: هناك في الداخل قوى يمينية سوداء تعمل بعقلية ظلامية من الضروري التصدي لها، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من صراع شرس بين أميركا وحلفائها للهيمنة على المنطقة ونهب شعوبها وإثارة الفتن والقلاقل بين قوميات وشعوب المنطقة وما نظرية "صراع الحضارات إلا ترويجاً لمبدأ الصراع والحروب في العالم. نحن في الحزب الشيوعي لم نكن ضد إسقاط نظام صدام حسين الدكتاتوري في العراق، فهذا النظام يتحمل مسئولية كبيرة في قدوم أميركا واحتلالها للعراق، إذ لا يمكن لشعب مظلوم مضطهد أن يدافع عن نظام مستبد، لكن ما يحدث اليوم في العراق في ظل الاحتلال، ليس في مصلحة شعب العراق وشعوب المنطقة، ونحن كشيوعيين موقفنا هو ضد هذه السياسية الأمريكية.
وأضاف: أننا نمر في ظرف سياسي إقليمي ودولي دقيق وصعب, وتقف أميركا وإسرائيل وراء كل ما يحدث للمنطقة، لهذا علينا جميعاً أن نكون دقيقين في التعبير عن مواقفنا وندرك أبعاد وانعكاسات خطاباتنا السياسية، ولا ننجر وراء ما يشاع في الشارع والمنطقة. نحن ننظر لحزب البعث كحزب وطني حقق الكثير من الإنجازات الوطنية ، لهذا لسنا مع طرح شعارات وأهداف متطرفة التي لا تخدم سوى أعداء الشعب والوطن، هناك قوى ظلامية في الداخل هي معادية للديمقراطية، وهي ضد الجميع في سوريا. نحن مع الإصلاح الذي يتم ضمن الوضع القائم في سوريا، إن القرار408 الذي صدر عن القيادة القطرية في حزب البعث هو خطوة متقدمة باتجاه إصلاح النظام السياسي وتطويره.
أننا في الحزب الشيوعي السوري: نتفهم رغبة المنظمة وسعيها لتأكيد ذاتها كجزء من "الحركة الوطنية" في سوريا، وضمن إمكانياتنا كحزب سندعم المنظمة في هذا الاتجاه وسنساهم في تقريب وجهات النظر بينها وبين مختلف القوى السياسية في الجبهة. وسنكون عنصر مساعد لكم في حواركم مع القوى السياسية الأخرى. ولكن بالمقابل نرى أن كل حزب بقدر ما يعمل ويتنشط على الساحة الوطنية بقدر ما يثبت حضوره ووجوده. لهذا كنت دوماً أنصح القوى الكردية بضرورة فتح حوار مع مختلف القوى السياسية في سوريا من أجل توضيح قضيتهم وشرح مشكلتهم وليتفهم الآخرون طبيعة الحقوق التي يريدها الأكراد في سوريا. هناك مجموعات كردية متطرفة تريد أن تستغل الظرف الإقليمي والضغوطات الخارجية على سوريا وهذا بنظرنا يسيء للأكراد ولا يخدم قضيتهم.لا شك أن الاهتمام بالقوميات وحقوقها هو مطلب مشروع ومن مسئولية جميع القوى الوطنية العمل الجاد من أجل إيجاد حل معقول ومقبول لمسألة القوميات في سوريا. إذ لا يمكن إهمال وتجاهل تأثير الانتماءات القومية على الشعوب والقوى السياسية والحركات القومية ، لهذا من الضروري أن يتم احتواء هذه الحركات من خلال الحوار الوطني الديمقراطي واحترام المشاعر القومية لجميع الناس، لإيماننا بأن منح القوميات حقوقها يخفف عنها حالة التعصب ويزيل الكثير من التشنجات القومية والحساسية بين القوميات. ونحن في الحزب الشيوعي ندافع عن معظم القضايا التي نراها مشروعة ، خاصة تلك التي تهم شرائح واسعة من المواطنين السوريين.
وأكد بقية أعضاء وفد الحزب الشيوعي على: أن للجبهة مسؤوليات وطنية كبيرة، هناك ضرورة لاستمرار الجبهة, هذه الضرورة تحتم علينا الاستمرار في الجبهة لمواجهة التحديات الكبيرة وليس كل من خارج الجبهة هو غير وطني، نحن نسعى ونطالب بتوسيع الجبهة وتطويرها و تفعيلها عبر استصدار قانون الأحزاب.علينا جميعاً أن نقف في وجه أمريكا والإمبريالية، لا يمكن لأمريكا أن تجلب لنا الديمقراطية، فالديمقراطية تحقق بالنضال الوطني من الداخل. علينا جميعاً أن نعمل تحت شعار الوحدة الوطنية والتعايش المشترك ويجب تحصين الوحدة الوطنية وتقوية مقومات العيش المشترك. نضالنا بالدرجة الأولى هو نضال وطني اجتماعي ونحن نعمل من أجل الديمقراطية التي تحترم الدستور والقوانين، ولا يمكن الفصل بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية. لقد أكدت وثائق الحزب من المؤتمر السابع على مسألة الديمقراطية وقد تراجع الحزب عن شعار "الطليعة الثورية" بهدف الانفتاح على جميع القوى الأخرى في سوريا، حافظنا على استقلالية الحزب الشيوعي السوري الذي يتميز بطرحه المستقل والمتميز عن بقية أحزاب الجبهة فهو الأكثر تمسكاً ومطالبةً بالديمقراطية، وقد أكد الحزب على أهمية تحقيق الديمقراطية في برنامجه المقدم للمؤتمر لعام 1990 إذ طالبنا بقانون الأحزاب وحرية الصحافة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، كنا سباقين في طرح كل هذه القضايا. ولهذا البعض يقول عن حزبنا "معارضة من داخل الجبهة". حزبنا الوحيد الذي دافع عن معتقلي الرأي لعام 2001، لا شك هناك ضوابط وحدود للعلاقة بين أحزاب الجبهة ونحن ملتزمون بها ونعمل على أساسها. وأضاف أحدهم: هناك خصوصية لـ"المسالة الآشورية" في سوريا تتمثل في الخلط بين الدين والقومية أي عدم الوضوح بين المسيحي والآشوري"السرياني" فعندما تتحدث عن السريان أو الآشوريين يفهم البعض وكأنك تتحدث عن المسيحيين.
في نهاية اللقاء شكر وفد المنظمة الآثورية الديمقراطية، وفد الحزب الشيوعي السوري على تلبيته دعوة المنظمة وإجراء هذا اللقاء وعلى الصدق والصراحة المتبادلة والروح الوطنية العالية التي سادت أجواء الحوار، كما كرر الوفد الشيوعي شكره وترحيبه بوفد المنظمة وأكد على أن مكاتب الحزب هي مفتوحة دوماً لكل القوى الوطنية في سوريا.