الرئيسية / مقالات حول العراق / اتفقوا من أجل شعبكم !!

اتفقوا من أجل شعبكم !!

كتابات – شاكر الجبوري *

++يبدو ان اللقاء بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية قد تم ترتيبه بعقلانية كبيرة، لأنه تم على عجل وخارج التوقعات، ما يكشف عن تفاهمات جديدة، وهو بحد ذاته مدعاة للتفاؤل، لأن الأتفاق يعني الخروج من عنق زجاجة الخوف والمساومات، بعد وقت قصير من تلويح البارزاني باستقلالية كردستان، أو عفوا شمال العراق مثلما نبهني على ذلك الزميل " يعقوب رومانوس " في رسالة تخص مقالنا السابق" دولة كردستان".

لو يعرف المالكي وعلاوي حالة الاحباط التي تخيم على الشارع العراقي بسبب استمرار الخلافات والمماحكات لاتفقا على بياض، وتفاهما على حل كل الخلافات طالما انها تعني صلاحيات وحقوق يضمنها الدستور، ولو أنهما اعتبرا أن المسؤولية تكليف وليس تشريف لتنازل كل منهما عن بعض حقوقه، لأنه الكفة المقابلة هي شعب يستحق كل التضحيات ولا يجوز خذلانه مرة أخرى.

لن نضيف شيئا لو قلنا أن الشعب ضحى بأكثر مما يملك، فقد صبر على كل الهموم والمشاكل بانتظار الفرج، مقتنعا بأن مسار الديمقراطية قد وضع على الطريق الصحيح، ولا يحتاج الا الى المزيد من حسن النوايا وتقديم العام على الخاص ، واختيار كفاءات حقيقية لقيادة المرحلة المقبلة، وطي صفحة الماضي بكل سلبياتها، وفي مقدمة ذلك القفز على المحاصصات وتفعيل مشروع المصالحة الحقيقية، لأن الشعب مل الصراعات وهموم منتصف الطريق.

ان الاتفاق على تقاسم عادل للسلطة يعني بداية تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقة تستوعب الجميع، وتعتمد أسس جديدة في توزيع المهام بعيدا عن التزكيات الحزبية والشخصية، التي لم تكن يوما الخيار الصحيح لتفادي الأزمات وتقليل المشاكل،بل على العكس كانت ولا تزال معول هدم لدولة المؤسسات، التي نحن بأمس الحاجة اليها لاستشراق مرحلة جديدة ، تكون فيها مهمة انقاذ العراق وشعبه المسؤولية الأكبر والأهم.

ولأن شعب العراق يستحق الكثير نتمنى على كل العقلاء أن يضعوا خلافاتهم جانبا، فهي ليست معقدة كما يحاول البعض الترويج له، انها وجهات نظر سياسية لا ترقى الى التقاطع العقائدي، لأنه ومن باب المنطق سعي الجميع لخدمة العراق، واذا كان هذا هو الهدف حقا، فان غيره لا سيستحق حتى التوقف عنده كي يضمن التاريخ حقوقا للبعض ونقيضه لآخرين، اتفقوا نرجوكم لخدمة العراق وأهله.

* رئيس تحرير " الفرات اليوم"

شاهد أيضاً

يوم في حياة رب عائلة مسيحية بالعراق

هدى جاسم بغداد ++ في منزل متواضع جدا، لا يحوي إلا القليل من الأثاث، جلس …