إن إنجاز هذه الوثائق بما تحمله من مبادئ ونواظم عمل ورؤى وأفكار، ينطوي على أهمية كبيرة على صعيد الحياة الداخلية للمنظمة ، وأيضا على صعيد تطوير خطابها و دورها السياسي قوميا ووطنيا وكذلك تعزيز حضورها بين أبناء شعبنا في الوطن والمهجر. لكن مجرد إنهاء وإنجاز هذه الوثائق ( على أهميتها وغنى مضمونها وعمق أفكارها) ليس كافيا لتحقيق ذلك. باعتبار أن هذه الوثائق ليست نصوصا جامدة، وإنما تحتاج جهدا وعملا لترجمتها وتطبيقها في حياة المنظمة بهدف خلق بنى مؤسسية راسخة تتبنى المنهج الديمقراطي، وتقوم على التفاعل والتكامل ما بين الهيئات، وابتكار آليات خلاقة للعمل، كفيلة ببث الحيوية في مفاصل المنظمة في الوطن والمهجر ، بما يؤهلها للقيام بواجباتها ومسؤولياتها، ويفتح المجال لتحقيق إنجازات تتوافق والإمكانات المتوفرة لديها، ولم تتحقق في الماضي نتيجة الجمود أو التراخي، أو اللامبالاة أحيانا.
كما أن نشر وترسيخ الرؤى السياسية والفكرية المتجددة للمنظمة قوميا ووطنيا. في الأوساط الشعبية ، وبين النخب السياسية. يحتاج بلا شك إلى جهود كبيرة ينبغي أن تبذلها الهيئات والأطر القيادية المطالبة بإيلاء اهتمام أكبر بالشباب والمرأة، وتفعيل دورهم باعتبارهم حلقة الوصل الأساسية مع الناس والمجتمع. وذلك عبر تشجيعهم على اتخاذ المبادرات، والارتقاء بمستوى وعيهم وثقافتهم في كل المجالات وبما يجعلهم قادرين على عكس ونقل سياسات المنظمة بشكل ينسجم وتوجهاتها ونهجها، ويأخذ بالحسبان رفع استعداداتها على مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا.من هنا فإن مسؤولية رفاقنا تبدو كبيرة في المرحلة القادمة لاسيما الشباب منهم في ضرورة التقرب والتواصل مع الناس والمؤسسات والأحزاب القومية والوطنية وهيئات المجتمع المدني.بعد فهم واستيعاب مضمون وروحية هذه الوثائق.
باختصار ليست العبرة في إصدار القرارات وامتلاك وثائق متطورة فكريا وسياسيا ، وإنما العبرة هي بالتنفيذ وترجمة ذلك إلى واقع عملي محسوس، عبر اختبارنجاعة الأفكار المطروحة ومدى تقبل الناس لها، وهذا يتطلب منا جميعا الكثير من العمل مقرونا بكثير من الجدية.