الرئيسية / مقالات حول العراق / قراءة هادئة لدعوة البارزاني والطالباني ومستقبل شعبنا في وطنه

قراءة هادئة لدعوة البارزاني والطالباني ومستقبل شعبنا في وطنه

ماجد ايشـو

كتابات ++ كان لدعوة البارزاني بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ليلة 31/10في حماية المسيحيين في الاقليم المزعوم اصداء متفاوته اتفقت جميعها على الثناء للمبادرة الى جانب بعض التساؤلات الخجولة , وهذه الدعوة لم تكن غريبة فكان الطالباني قد صرح بها في بداية سقوط النظام بعد البدء باستهداف شعبنا من قبل جماعات مجهولة الهوية يقال بانها ارهابية أو من اتباع القاعدة وتنظيماتها ويتفق الجميع بوجود اجندات خارجية لتهجير شعبنا الاصيل في العراق كما يتفق الجميع بوجود تقصير من كل الاطراف في حماية شعبنا ونقصد الحكومية ومؤسساتنا القومية والدينية في الوقوف بجدية لافشال المخططات الرامية لاجتثاث شعبنا من جذوره أو صهره في بوتقة الاطراف المتصارعة سواء العربية او الكردية والتي نجحت في تهميش اسمنا القومي بزرع الخلافات والدسيسة بين ابناءه وتسميتنا بالمسيحيين لسهولة التعريب والتكريد والغاء آلاف من السنيين لحضارة هذا البلد لتسهيل عملية تقسيمه كون الاكثرية العربية والكردية المسلمة لا يريدون أن يرتبط العراق بحضارة أقدم منهم واحق منهم وتفرض على الجميع وحدة هذا البلد وتسقط جميع مؤامرات التقسيم والمناطق المتنازع عليها.

ولكي لا نبتعد كثيراً عن عنوان مقالنا ولمعرفة حقيقة الدعوات واكتشاف مصداقيتها علينا العودة الى ممارسات الحزبين الكرديين اللذان يقودهما البارزاني والطالباني وكيفية تعاملهما مع ابناء شعبنا واحزابه العاملة في المناطق التي يسيطرون عليها في الاقليم الكردي المزعوم، فإذا سالت أي آشوري أو مسيحي حول سلوك الاكراد وحكومتهم تجاه شعبنا سيأتيك الجواب الفوري إن هؤلاء الاكراد لا فائدة منهم بعد تأكده من خلو المكان منهم طبعاً فالتجاوزات لا زالت على حالها رغم التأكيدات والوعود التي اعطيت من قبل البارزاني والطالباني ولعدة مرات وفي مناسبات مختلفة.

ولا زال الاستيطان في مناطقنا وقرانا وعمليات تكريد شعبنا وبكل الوسائل المتاحة على قدم وساق وتزداد يوماً بعد أخر، ولا زال القتلة الذين طالت آياديهم أبناء شعبنا الابرياء احرارا دون أن تطالهم يد العدالة وحتى المحاكم والقضاء مسيس لصالح الحزبين، اما التوظيف فهو أنجع الاساليب المتبعة في فرض الانتماء الحزبي على من يرغب فلا وظيفة لغير المنتمي الى الحزب الديمقراطي الكردي وعلى مستوى فرّاش المدرسة، وحتى احزاب شعبنا التي ناضلت الى جانبهم يرفضون حصول أعضائها على الامتيازات التي حصلت عليها الاحزاب الكردية فالتمييز العنصري لدى الاحزاب الكردية لا مثيل لها في العالم أجمع فأي حماية يريد البارزاني والطالباني يريد أن يقدم لشعبنا المسيحي وشعبنا المتواجد تحت حكمه لا زال يعاني الامرين على يد اعوانه ومنتسبي حزبه.

وهنا نسوق مثلاً حياً لا زال يتفاعل بين ابناء شعبنا فبعد أن اوهموا اكثر من الفي عائلة مسيحية بشراء قطعة ارض 300 م2 بمبلغ 2000$ للقطعة في منطقة عقرة ليشيد عليها دار سكن لهم عام 2005 على نفقة مجلس الكنائس العالمي ضاعت الارض وذهبت دولارات المسيحيين في جيب حسن بدوي شقيق بابكر الزيباري وهو من المقربين الى البارزاني وحتى المحاميين يخافون تبني هذا الموضوع لاسترجاع حقوق شعبنا في امتلاك الارض التي تم شراءها، كما لم يستلموا النازحين المبالغ التي خصصت لهم من دولة رئيس الوزراء ولا يعرف في أي جيب استقرت.

فحقيقة المسيحي في العراق هو مضطهد اينما ادار وجهه، طالما كان القانون لا يحترم من قبل واضعي القانون وطالما بقيت المحسوبية والمنسوبية والفساد الاداري هي القانون السائد في البلد من شماله الى جنوبه يبقى المسيحي هو الضحية لهؤلاء الكواسر التي لا ترحم ولا تعرف معنى للأنسانية وحقوق البشر، وتجسدت حقوق شعبنا في التسمية التي اطلقها مكتب المالكي بالجالية المسيحية وفي تصريح ملا بختيار بقوله بأن لا ارض للكلدان والسريان والآشوريين على ارض (كردستان) وكأننا قدمنا على هذه الارض بمركبة فضائية من كوكب أخر،

(( وانا اكتب هذه الاسطر وصلتني معلومات من زاخو في حي النصارى بأن صبيان الاكراد وما يقرب من اربعون صبياً دخلوا المحلة بهتافات وشعارات تكفر المسيحيين وتهددهم بالرحيل وعند التجاء اهل المحلة الى الشرطة بالشكوى قالوا لهم بأن يراجعوا صباحاً وحدث هذا عصر يوم الثلاثاء 23/11/2010))، وقد وصلت عدة عوائل مسيحية ومن أهل المنطقة التي يسيطر عليها الحزبين الكرديين وتفاجئوا حين رفضت المدارس تسجيل اولادهم في المدارس بحجة أن أقوال البارزاني اعلامية ونحن ملتزمون بقوانيين الوزارة الرسمية ولا نلتزم بما يقال في الجرائد والفضائيات، يتضح لنا جلياً بأن الحزبين الكرديين لا يريدون لشعبنا أن يعود الى مناطقه التي هجرها بعد عام 1961 لانهم بالتأكيد سيطالبون بقراهم المستكردة واراضيهم المستوطنه ولهذا يضيقون عليهم الخناق للهجرة.

فمن يسمع بأن في زاخو مظاهرات تكفر المسيحيين ستكون وجهته الى خارج العراق بالتأكيد , والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة على من تقع المسؤولية الكبرى للوصول الى حل لما يعانيه أبناء شعبنا من اضطهاد على يد الاكثرية وإن الكلام المعسول للمسؤولين ما هو إلا ذر الرماد في العيون فيطمئنك في العلن ويضطهدك في الخفاء، فخلاصنا من هذه الحالة المزرية التي يعيشها شعبنا هي في وحدتنا وحدة احزابنا ووكنائسنا وحدة ضمائرنا ووحدة مصالحنا فلا مفر من وحدتنا إذا اردنا البقاء على ارضنا التاريخية وبعكسة سيكون التشرد والضياع في المهجر هو مصيرنا المحتوم.

واننا نشد على ايدي احزابنا التي اجتمعت مؤخراً لتوحيد كلمتها ونرجوا أن تكون الخطوة الاولى نحو تحقيق اهداف شعبنا وحقوقه المشروعة في وطنه، ووحدة الكلمة لا تتحقق بينهم إلا بالابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة والمصالح الشخصية والفئوية وإن التنازل في سبيل المصلحة العامة مطلوب من الجميع وبعكسه ستلاحقكم لعنة التاريخ ولعنة شعبنا على كل من يتسبب في التفريط بوحدة شعبنا.

فقوتنا في وحدتنا وليس الاستقواء بالغير الذي ينصب لنا الفخاخ ليتصيد في الماء العكر، ومطالب شعبنا يجب أن تكون واضحة وضوح الشمس فهذا وطننا ويجب أن نعيش فيه بحرية كاملة وبحقوق غير منقوصة دون منة من احد وثقتنا كبيرة بأن شعبنا سيحصل على حقوقه شاء من شاء وابى من ابى.

 

شاهد أيضاً

يوم في حياة رب عائلة مسيحية بالعراق

هدى جاسم بغداد ++ في منزل متواضع جدا، لا يحوي إلا القليل من الأثاث، جلس …