الرئيسية / مقالات حول العراق / ورق الجوكر في اللعبة السياسية العراقية

ورق الجوكر في اللعبة السياسية العراقية

بقلم : أشور العراقي

++ لنشاهد معاً مسرحية الانتخابات العراقية والصراعات الإقليمية على أرض الرافدين، وكيف ستتشكل تلك الحكومة التي أجهضت قبل الولادة القيصرية،
أجل أنها من رحم العراق، لكنها اغتصبت ولقحت بحيوانات منوية غريبة وملوثة، وكل ذلك عن طريق التكنولوجية الغربية المتطورة، هذا ما بعد الحرمان والاجتثاث وغيرهما، فلقد شاهدنا كيف دفعوا بالمواطن إلى صناديق الاقتراع بحجة الحرية والديمقراطية اللتان لا وجود لهما في عراق اليوم، لأنهم سحقوا أرادة الشعب وكبلوا حرية الفرد ونهبوا خيرات البلد وقتلوا براءة الولد ولوثوا … و..وهجروا … وغدروا …ووووو ، بل جروا العراق إلى منزلق خطير، ودفعوا بأبنائه إلى صناديق الموت أولاً ليواجهوا الانتحاريين، وثانياً لكي يلبوا رغبة وحاجة الساسة الأنانيين لخدمة مصالحهم الشخصية، وليس الوطنية، العراق ينزف ووحدته مهددة ويعيش حالة من الغيبوبة، والكثير من السياسيين يعيشون بحالة من الأنانية والغباء السياسي والفلتان الأمني الذي نلتمسه كل لحظة بالتفجيرات والاغتيالات وغيرها من الأفعال العظيمة ….؟؟؟؟

إنما هناك لعبة أكبر مما تتوقعون تحاك ضد بلادكم يا أحفاد بابل وأشور، لأن حضارتكم أصبحت شوكة في حلوقهم وأزميلاً في خواصرهم، لأنها تكذب كل أساطيرهم وادعاءاتهم وحتى نبوءات بعض أنبيائهم، وتأكد بأنهم لا شيء أبداً عبر التاريخ، لذا نجد البعض من تلك القوى الإقليمية ومنها الدولية، تعمل ليلاً نهاراً على تدمير تلك الحضارة وأصحابها، وخاصة بمساندة عملائها المتواجدين على الساحة العراقية، تماماً كما ورق الجوكر في لعبة الورق تتحكم به كيف ما تشاء، هكذا تلك القوى المستعمرة تتحكم بإدارة اللعبة السياسية، وتسيطر على الساحة العراقية من كل النواحي، وتتحكم بحركة سير الأمور عن طريق عملائها من العراقيين الذين فقدوا أبصارهم وضمائرهم، نعم فقدوهل ولكن ليس من الإشعاعات التي خلفتها القنابل الأمريكية على أرض الرافدين، بل فقدوا كل قيمة إنسانية لديهم بإشعاعات كم من الورق الأصفر التي كانت وما زالت سبب تدمير العراق وشعبه.

أما بالنسبة إلى المواطن فأصبح كالسلعة الرخيصة المتواجدة في الأسواق العراقية، يشترى ويباع، بمساندة بعض من المكونات اللاسياسية التي تدعي السياسة، فأصبح المواطن المتألم الجريح يتعلق بقشة لينجو من الغرق، لأن من حقه أن يحلم بعراق أفضل، وأصبح يسيس لشراء بعض الأصوات في تلك الانتخابات المزعومة والتي لا معنى لها أصلاً، لإنها مزورة ومسيطر عليها من كل الكتل العميلة للقوى الإقليمية والدولية، والتي تم صرف ملايين الدولارات عليها، فهي تديرها، وبالتالي تشتري وتبيع بالعراق، وبالمواطن العراقي، كما تشاء لمصالحاتها الإقليمية، إلى أن كشفت الأوراق، وأصبحت اللعبة مكشوفة دون الحاجة إلى خبراء دوليين، ولا محليين، حتى يحللوا لنا ما هي أصول اللعبة، وكيف علينا أدراك أبعادها، لأن تلك اللعبة السياسية، بل التآمرية القذرة هي على أحفاد أشور.

أجل أصبح كل عراقي يدرك من هم الجواكر الدخيلة والعميلة المتواجدة على أرض الرافدين، وما هي غاياتهم وأهدافهم، سواء أكان الجوكر أمريكياً أو من القوات الدولية وعملائه من بعض الخونة العراقيين بانتماءاتهم المختلفة، أم الجوكر كان أيرانياً فرض نفسه بقوة في الساحة، ومحمياً بأصحاب عمائمه ليعمل ما يحلو له، أم الجوكر كان عربياً فقد توازنه وتخبط هنا وهناك، فأظهرت الأحداث بأنه الأضعف، ولم يثبت وجوده على الساحة.

والجوكر التركي أيضاً له حديث إذ لا يهتم في الظاهر، بل هو مشغول بجني المليارات من الشمال العراقي عن طريق شركاته المتواجدة هناك، وعلى ما يبدو يعمل بسرية ومن أولوياته عزل أكراد الشمال عن أكراد تركية وقطع كل الدعم اللوجستي عنهم ببعض التنازلات لأكراد العراق هكذا تخطط تركية.

أما الجوكر الصهيوني الخفي والعلني أثبت وجوده لأنه يعمل على الساحة العراقية منذ الستينات من القرن المنصرم تحت حماية عملائه من الذين لا يهدى لهم بال إلا إذا تفكك العراق إلى دويلات صغيرة بحيث تبقى هي الأكبر والأقوى لهذا نجدهم أزدادت مطالبهم هذه الأيام مروراً بالميزانية إلى رواتب عصاباتهم حتى المناطق المتنازع عليها.

ومن هنا ألا يحق لنا أن نتسأل من الساسة العراقيين أين أنتم من كل هذه اللعبة القذرة وعلى ماذا تتصارعون بتبادل التهم والأجتثاثات والأغتيالات والأعتقالات وغيرهم، إنما تم أجتثاث العراق بأكمله أبتداءاً من علمه حتى تاريخه وحضارته وأرضه فما بالكم، وما هي حجتكم في ذلك هل حقاً كل هذا العويل والبكاء من أجل العراق وكبريائه ووحدته ومصلحة مواطنيه، أم أنكم تتباكون على حضارة أجدادكم أول حضارة في التاريخ من سومر إلى أشور ومكتبته الأخير مازالت تقاوم ومنذو ألاف النسنين حتى يومنا هذا لتحافظ لكم على تلك الحضارة التي حفرت على كل صخرة ورملة وزهرة في تربة الرافدين منذو ألاف السنين وأعطت العلم والمعرفة لكل الأمم وتعيش وتحيا في قلوبهم وضمائرهم وتتراكم في متاحفهم  ولكنها أغتيلت وماتت ودفنت في موطنها وفي قلوب وضمائرأصحابها، وربما نظن للحظة بأنها صحت ضمائركم وتتباكون عليها لأن مدرعات أمريكا طحنتها تحت مجنزراتها، أم أنكم تذروا الرماد في عيوننا، بل صراعاتكم هذه كلها فقط من أجل أشباع غرائزكم وخزائنكم وكروشكم وأرضاء أولياء أموركم من الجواكر التي ذكرناها …؟؟؟

لذا أرى بأن ما كانت تسمى بالعملية السياسية أضحت في خبر كان ، للأسباب التي ذكرناها وغيرها لأن بعض من الكتل اللاوطنية تعمل بأرادات سياسية خارجية لا تخدم إلا مصالها الأقليمية أو الدولية، وها هي تبث سمومها بين هذا المكون وذاك حتى تخلق حرب طائفية ثانية وبهذا تكون قد سيطرت وبقوة على فرض نفسها وفرض قراراتها ، لأن المقابل سيكون الأضعف، وهكذا ستحصل على ما تريد من كل تلك المناطق والمحافظات التي تطالب بها، وبعد هذا ستعلن أنفصالها، وستنتهي المسرحية وينزل الستار، ولكن على وجوهكم السوداء أيها الساسة الأغبياء، هكذا سيكون ضرب من ضرب وهرب من هرب

شاهد أيضاً

قراءة هادئة لدعوة البارزاني والطالباني ومستقبل شعبنا في وطنه

ماجد ايشـو كتابات ++ كان لدعوة البارزاني بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ليلة …