الرئيسية / مقالات حول العراق / العراق .. ساحة صراع الثيران

العراق .. ساحة صراع الثيران

أشور العراقي

++ الكل يجري والكل يناور ويساوم ويستمر بالنهج ذاته، ولغة القوة والغطرسة ذاتها والإرهاب أصبح شماعتهم ليعلقوا فشلهم عليها، وهم أرهابيون أكثر من الإرهاب ذاته، وأصبح العراق وكراً للذئاب والثعالب والأفاعي والقتلة والمرتزقة، كما أصبح من أملاكهم المنقول وغير المنقولة، ولهذا يستطيعون صرف المليارات لتلميع أحذيتهم..

عذراً صورتهم، لأنها بشعة وقبيحة كأفعالهم، ولإنهم تسلطوا على اقتصاد البلد أصبحوا يمتلكون القوة التي تمكنهم من تشويه صورة المواطن الشريف والأصيل والمخلص، الذي يسهر الليالي ويعمل لبناء وتطوير وطنه ليرتقي به أمام الشعوب والأمم، ولكنهم شوهوا وأفسدوا ودمروا وزيفوا كل شيء، وهكذا أختلط الحابل بالنابل وأصبح عراق سومر وأكد وبابل وأشور، وعراق الحضارة والمعرفة ومكتبة أشور بانيبال في شمال العراق( بلاد أشور ) أكبر مكتبة في التاريخ القديم.. نقول أصبح هذا العراق خير دليل على ما نقول، فهناك تراب الأرض والشجر والأنهار والجبال، وكل جامد ومتحرك ينطق بأنها أرض أشور وحضارة الأشوريين، وكما قال بعض المؤرخين: لو بنينا في كل مدينة في العالم جامعة لترجمة الآثار الأشورية، فسوف نحتاج الى أكثر من خمسين عاماً لترجمتها..

هكذا أجدادنا قدموا للعالم العلم والمعرفة، من أجل عيشهم حياة كريمة، فكانوا الرواد في علم الفلك والتنجيم وفي الطب والهندسة وحدائق بابل المعلقة، وكانوا الاوائل في سن القوانين.. وشريعة حمورابي كانت العدالة الدليل بعينه على ما نقول، فتلك الأرض التي أنجبت أولائك الجبابرة نراها اليوم ساحة صراع للثيران، ولكنها ثيران مدربة وذات شهادات معترف بها دولياً، وليست كشهادات جامعات بعض دولنا. ولان الثيران رمز القوة أصبح الكل يبرز ويتباها بعضلاته للآخر، فالمعركة الغير متكافئة بدأت منذ 2003 والنتيجة( 0 …0 ) بين المتحاربين في العلن….؟؟؟؟؟؟ ولكنها لم تنته بعد، لإنها لا تلتزم بأية شروط أو قوانين، كما الألعاب الأخرى، فهي مفتوحة وحرة، فنرى الثور الأميركي يضرب بقرونه الفولاذية التي يتحكم بها كيف ومتى شاء وبلا رحمة، ويتلاعب مع هذا ضد ذاك…

كما نرى الثور الإيراني بقرونه المعممة يخور ويجول في الساحة، ويشتري ويبيع هذا وذاك و يضرب كيف ومتى شاء، أما الثور العربي الذي نحلته الوحدة العربية وطعنته الامبريالية العالمية وشتته بعض العصابات المكوكية الأميرية والملوكية واللا جمهورية، فأصيب بهشاشة العظام في قرونه، لهذا أصبحت ضراته غير موجدة.

أما الثور الكردي إنما هو المميز بين الثيران الأخرى، لان لديه ثلاثة رؤوس، واحد يخور ويجول وينطح ببغداد ولا يترك خلفه سوى الخراب والدمار، والثاني يتغطرس ويتسلبط ويسرق وينهب وينطح هذا وذاك، وثالثهم يخور ويجول في العالم وراء بروبكندة التبشير والتعجيل بإقامة دولته الثيرانية، عذراً الكردية، وهذا الثور أنه كالثعلب أيضاَ خداع ومكار يتلاعب على كل الحبال، ويستطيع أن يتموه جيداً، وقد فرض نفسه كحكم في الساحة، بل هو سمسار يتلاعب بالجميع.. بل منشار يأكل الجميع ويطعن كل من يريد بقرونه الصهيونية المسممة، وضرباته مميتة.. ومايزال الفائز الأول حتى الآن.

وهناك ايضاً الثور التركي الذي يجول في الساحة وينتظر ان يأتي دوره ليضرب، كما هناك الثيران الأوربية الفتية بأحجامها الكبيرة وحركتها القليلة التي أبهرت بهذه المعركة وكأنها في صالة سينمائية تستمتع بمشاهد أحدى أفلام هوليولد، لان هناك بالفعل تشابه بين تلك الأفلام وهذه المعركة ذلك أن مخرجها أمريكي أيضاً. وتلك الثيران الأوربية لا تنطح ولا تنتطح من احد، ولا تدرك لماذا أقيمت هذه المعركة حتى، ولا سبب تواجدها هنا أيضاً، أما الثور الروسي فقد رفعوه غياب غير مشروع، و حكم عليه بالحرمان مما ستنتج هذه المعركة من فوائد ومخصصات وثروات ومصالح وغيرها.

أما ثور الأقليات المسكينة المتواجدة في العراق، فيرثى لحاله ويا أسفاه.. أنه عجوز هرم ودون قرون أيضاً، فهو وضع في خط الدفاع كي يصد الضربات الموجهة للآخرين..و هكذا أصبح ضحية صراع لا ناقة له بها ولا جمل، وخاصة الدور السلبي التي تلعبه بعض هذه الثيران في أثارة الفتن العرقية والطائفية وأخطرها الدينية التي تنعكس سلباً على تلك الأقليات المسكينة، رغم أن بعضها قدم الكثير الكثير لهذه الأرض ولهذا الوطن منذ ألاف السنين، وما زال يقدم دون حساب.. لهذا فهو يشعر بخوف شديد على مستقبل الوطن والمواطن.

أجل هذه كانت صورة المعركة التي كان البعض تواق لرؤيتها ذلك أن هذا البعض كان موعوداً بالكثير.. وهكذا حققت هذه المعركة الغير متكافئة أهدافها ونفذت وعودها بممارستها الديمقراطية وحرية الترهيب والتدمير وسفك دماء الأبرياء، ونهب خيرات الوطن واغتيال وتهجير العلماء والكفاءات، لإفراغ العراق منهم، ولإعادته إلى العصور ما قبل الوسطى، لتكريس أمر الواقع على البؤساء الباقين، فالشعوب تحصد خيراتها في فصل الصيف أما نحن نحصد أشلاء شبابنا وآبائنا وأمهاتنا وأطفالنا وأجيالنا في كل الفصول، ولكن على ما يبدو ان أجدادنا البابليون أخطائها في تقسيم العام إلى أربعة فصول، لإننا اليوم في العراق وبعد جهد جهيد من الدراسات والبحوث تمكنت أحزابنا وقادتنا من أكتشاف عظيم ألا وهو، فصل جديد يضاف إلى فصول السنة وهو فصل موسم الانتخابات، الفصل الأكثر دموية..

عذراً عذراً ربيعاً لهم ، لان أحزاب وقادة الشعوب والأمم المتطورة تنشر ثقافاتها ورؤيتها وأديولوجياتها بين شعوبها وتقوم بدعايات انتخابية أيضاً، ولكن بوسائل علمية وبعيدة عن العنف وكل ما يسببه، .. وها نحن ننشر ثقافة الغدر والإرهاب والتسلط والسلب والنهب ودعاياتنا الانتخابية نقوم بها بوسائل علمية حديثة العهد، نعلن عنها بسيارات مفخخة وعبوات لاصقة وبالأحزمة الناسفة وبالاغتيالات والاعتقالات، أجل حتى لا يعيش من لا يصوت لنا، وهكذا سنضمن كل الأصوات الباقية إذا ظل أحد على قيد الحياة .أليست هذه الوسائل علمية أكثر من الوسائل التي تستخدمها الشعوب الأخرى….؟؟؟؟؟

أنظروا أليهم يبنون المدارس والجامعات والمصانع والمستشفيات، أما نحن فنقطع أمام أجيالنا هذا المشوار الطويل.. لنبني لهم السجون لتحميهم من مشقة الحياة الطويلة، ومن الأمراض الخبيثة التي انتشرت بشراسة في عراقنا هذه الأيام، نتيجة الإشعاعات النووية التي قذفت بها أمريكا بالأطنان من القنابل فوق شعبنا وعراقنا، ومئات الأطنان الأخرى التي دفنتها في هذه التربة المقدسة…. ولأن نهاية كل فرد الموت بنينا لهم المقابر أيضاً في موسم النتخابات ..أليست هذه أسمى الانجازات الإنسانية….؟؟؟

– 23-12-2009

شاهد أيضاً

قراءة هادئة لدعوة البارزاني والطالباني ومستقبل شعبنا في وطنه

ماجد ايشـو كتابات ++ كان لدعوة البارزاني بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ليلة …