الرئيسية / مقالات حول العراق / أأصول الأكراد ، وتاريخهم ، ورموز خيالهم.. (الجزء الأول)

أأصول الأكراد ، وتاريخهم ، ورموز خيالهم.. (الجزء الأول)

آشور العراقي

لقد تحدثنا سابقاً في مقالات أخرى أنا وغيري عن أصول شعوب تدعي بأنها ذات أصول واحدة وتسمى اليوم بالأكراد وهي: الكرمانجي، والكلهود، والكوران، واللور، وهنا يطرح سؤال: هل حقاً هذه الشعوب هي ذات أصل واحد ولكل منها تاريخها وثقافتها بالاضافة إلى تسميتها المختلفة ، لذا تعالوا معي لنذهب إلى ما وصلوا إليه العلماء والمؤرخون في هذا الموضوع وأعتقد بأنكم ستتفاجؤون بهذه النظريات المتضاربة من جميع المؤرخين.

أولاً : يقول المؤرخ الانتوغرافية ( ب . ليرخ ) عن الكرد بأنهم هندو . أوربية أي أحفاد أولائك الفرس الإيرانيين
ثانيا :يقول المؤرخ التاريخي هيرودوتس بأنهم من منطقة شرق بايتوكي أي (بوطان ) الحالية وتسمى بلاد الكاردوفوي
ثالثا : يقول المؤرخ اليوناني زنيفون بان الآراميين هم الذين أسموهم بهذا الاسم، كرد نسبة إلى جبل الجودي الذي كان يطلق عليه بالسريانية ( طورو دقردو )، أي جبل القرود، لوعورته وقساوته للعيش، وكانت تعيش فيه القرود بكثافة، وعندما انحدرت تلك المجموعة منه سماها الآراميون الآشوريون قردايه، أي أكراد، كما نلفظها بالعربية، وحتى يومنا هذا نسميهم بهذا الاسم نسبة الى جبل الجودي .
رابعا : وهذه حقيقة أخرى يدلي بها العالم هنريفيلد، إذ يقول بان الأكراد مجموعة من العروق المختلفة، الارمني منها والبلقاني، ومنها أيضاً من حوض المتوسط والأناضول والالبى، ولا ينحدرون من أصل واحد صاف جميعا، وأضف إلى الآشوريين الذين أسلموهم، وأستكردوهم تحت راية العثمانيين خاصة .
خامسا :يقول البرفيسور ( لهمان هويت ) يمكن أن يكون الكرد من الكاردوك ، وهم أجداد الجورجيين .
سادسا : ويقول مارك سايسك في كتابه أرمينيا، الأكراد والفرس هم من أصل واحد.
سابعا :هناك الكثير من المؤرخين قد اجمعوا بأنهم من الميديين، وهناك من يعتقد بان تسميتهم تعود إلى كلمة كوتو، التي تربطهم بشعب كوتو، وهناك من يرجع التسمية إلى كلمة كيرتيي، وهم قوم كانوا يعيشون أصلا في المنطقة الجبلية، في غرب بحيرة وان ، نعم هذه كلها توقعات غير ثابتة وغير تخمينات فقط .

وكذلك ننقل لكم نظرية أسلامية عن أصل الأكراد الموجودة في التراث الإسلامي وهي:
أولاً : إن الكرد جيل شعب من الجن، كشف عنهم الغطاء ، وقد ذكر الراغب الاصبهاني في كتابه ( محاضرات الادباء ، ج 1 ص 160 )، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى عن النبي (ص ) أنه قال : الأكراد جيل الجن كشف عنهم الغطاء .
وإنما سموا الأكراد لان سليمان عليه السلام لما غزا الهند، سبى منهم ثمانين جارية، فأسكنهم جزيرة، فخرجت الجن من البحر فواقعوهن، فحمل منهم أربعون جارية، فاخبر سليمان بذلك، فأمر بان يخرجن من الجزيرة إلى ارض فارس، فولدنا أربعين غلاما، فلما كثروا أخذوا في الفساد وقطع الطرق، فشكوا ذلك إلى سليمان، فقال أكردوهم الى الجبال، فسموا بذلك أكرادا، وما زالوا على ثقافتهم هذه ، مؤكد لست مع هذه النظرية شخصاً ، إنما عليهم كأكراد مسلمين أن يعتمدوا عليها لأنها من تراثهم الأسلامي الذي يؤمنوا به كمسلمين …..!!!!!!!
ثانياً : الكرد من نسل عمرو بن صعصعة، والكرد من نسل ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، والكرد من نسل بن كرد بن مرد، والكرد من نسل الشبان، والكرد من بقية أولاد حميد بن زهير، وغيرها وغيرها الكثير الكثير من التناقضات في أصلهم ، إلى ما لا نهاية ….!!!!

وهذا عن المؤرخ الكردي عمر ميران:
الذي يقر بأن هناك نقطه حساسه ومهمه وقد تثير الكثير من اللغط وهي ان هناك الكثير من العوائل بل والعشائر الكرديه وذات تأثير في المجتمع الكردي, مع العلم ان هذه العشائر هي من اصل عربي ومن تلك العشائر على سبيل المثال لا الحصر (البرزنجيه والطالبانيه). ان هذه العشائر قد قدمت الى المنطقه لأغراض مختلفه ومنها الارشاد والتوعيه الدينيه, وبمرور الزمن اصبحت هذه العشائر كرديه (استكردت ) ، وكذلك عن حقيقة الأكراد وتسميتهم وقوميتهم المزعومة التي هي بالأصل قبائل مختلفة ذات أعراق مختلفة لا تنتمي لبعضها بأي شكل من الأشكال إنما هناك علاقة واحدة تربطهم ألا وهي بأن أغلب هذه المجموعات كانت جبلية، أي بأنها كانت ذات ثقافة واحدة والكل يدرك بأن أبناء الجبال على ماذا كانوا يعتمدون فقط على السلب والنهب كقطاع طرق وربما هذه الصفة المشتركة بينهم هي التي جمعتهم تحت تسمية واحدة ( أكراد ) هذا كان مؤرخ كردي أعترف بأن الأكراد ليسوا قومية بل هم قبائل مختلفة، اما بعد ان جاء الأسلام للمنطقه وتم ادخال اللغه (الكتابه) فمن المعروف ان الاكراد لم يكن لديهم حروفا مكتوبه ولكن لغه يتكلمون بها فقط (وهذه صفه اخرى من صفات المجتمع البدائي البسيط). هنا بدأوا بتعلم الحروف العربيه واخذوها ليكتبوا بها لغتهم وليحموا تراثهم، وهذه حسنه من حسنات المد الأسلامي للمنطقه بالنسبة للأكراد إنما اليوم يتنكرون لها …….؟؟؟؟؟ .

وبعدها ومن هذه النقطه بدا الشعب الكردي يتداخل مع شعوب المنطقه الأخرى وبدأ يتاثر بها (طبعا اكثر من تأثيره فيها كما قلت لانه مجتمع بسيط) ثم بدا الأكراد ينطلقون نحو مناطق الأسلام بحريه ويسر بحكم انتماءهم لنفس الأمه (الأسلاميه) ولم تكن هناك من معوقات بهذا الخصوص لأن الأسلام يحرم التمييز بين القوميات. ومع هذا كله فلم نسمع او نجد اي اثر يمكن لنا ككرد ان نقول انه تراث حضاري كردي خالص، وليس هناك طراز معماري متميز ، وليس هناك لغه متكامله ، وليس هناك تراث شعبي تتميز به الأقوام الكرديه …. الخ. ما اريد ان اصل اليه الآن، بأنهم يريدون ان يفهموا العالم بان الأكراد كانوا اصحاب حضاره وعلم وتراث وكل هذا غير وارد تاريخيا وليس له اي اثبات علمي.

انا هنا لا اريد ان انتقص من شعبي او من نفسي ولكن الباحث العلمي يجب ان يتحلى بالصدق والأمانه العلميه الدقيقه. وخوفي هنا انهم سجعلون من الشعب الكردي شعبا كاليهود في فلسطين وسيجعلون عليهم قيادات تسير بهم نحو الهاويه وسيتم استخدام الشعب الكري لمحاربة اعدائهم بالدرجه الأولى (اقصد اعداء اليهود والأمريكان) وكل ذلك على حساب الشعب الكردي البسيط والمغلوب على امره. وكما قال عبدالله اوجلان: ( دولة كردية كأسرائيل مرفوضة نهائيا). ولنا ان نتصور لماذا يودع اوجلان السجن ويستقبل الأخرون في البيت الأسود هذا كجزء من مقالة المؤرخ الكردي عمر ميران عن تاريخ الاكراد الأسود ، وذكره لهذه الحقيقة كلفته حياته لأن الأسايش الكردية أغتالوه بلا رحمة ….!!!!

هنا نأتي إلى نهاية هذا الفصل الذي أثبتنا لكم باليقين بأن لا أصل واحد للأكراد بل هم من أصول مختلفة كقبائل جبلية فرض عليها أن تتأقلم مع بعضها تلبية للحاجة وما زالت هنا ك فوارق لغوية وثقافية تميز بعضها عن الاخر ، أنتظرونا في الفصل الثاني عن تاريخ الاكراد .

شاهد أيضاً

قراءة هادئة لدعوة البارزاني والطالباني ومستقبل شعبنا في وطنه

ماجد ايشـو كتابات ++ كان لدعوة البارزاني بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ليلة …