الرئيسية / مقالات حول العراق / الحرب الدافئة الحيتان ستنموا وتكبر ببحر دمائكم أيها العرب المغفلون

الحرب الدافئة الحيتان ستنموا وتكبر ببحر دمائكم أيها العرب المغفلون

بقلم: أشور العراقي

++ دامت الحرب الباردة عدة عقود بين القطبين، الأمريكي، والاتحاد السوفييتي السابق، وكانوا يحاول فرض سيطرته على العالم عامة والشرق الاوسط خاصة، ولكل منهما كان حلفائه في المنطقة، ولكن بعد أنهيار الأتحاد السوفييتي لم يبقى سوى القطب الأوحد الذي أصبح يفرض قراراته وعضلاته على المنطقة ، يضرب هذا ويحاصر ذاك ويغزو الاخر، كأفغانستان والعراق على سبيل المثال لا الحصر، أجل كانت هناك دول وحركات في الداخل من معارضة وغيرها تساندها وتدعمها كإيران الحليف القوي لأمريكا ضد طالبان، وضد صدام، والمعارضة الأفغانية والمعارضة العراقية وأكراد العراق حتى دمروا أفغانستان والعراق معاً، وبعدها ظهرت النوايا الأيرانية التي تعمل على التشيع في المنطقة العربية وخلق جيوب لها في هذه الدولة وتلك، وأيضاً طورت مفاعلها النووية وعملت بالسر أكثر من العلن بتخصيب اليورانيوم وبسرعة البرق وعندما أدركت أمريكا بأن أيران تستعمل مفاعلها تلك لأغراض عسكرية وليس كما تدعي بأنها لأغراض سلمية هكذا بدأت تقلق شيطانها الأكبر وطفله المدلل أسرائيل ، لذا نجدها بدأت تقف بوجهها وتقوم بفرض عقوبات أقتصادية متتالية عليها …!!!

وأيران التي وقفت مع القضية الفلسطينية ودعمت المقاومة في داخل وخارج فلسطين وخاصة حماس، وأقامت أتفاقيات أقتصادية وسياسية وعسكرية مع سوريا، وخلقت لها مليشية قوية في جنوب لبنان المتمثلة بحزب الله وربما في البحرين وخلاية نائمة في كثير من الدول العربية والعالم …؟؟؟ أجل طالة أظافرها وكبرت أنيابها وكشرت عنهم دون خوف أو حياء، وأصبحت تساوم أمريكا في العراق بل هي التي تسيطر على الساحة العراقية وتتدخل بكل كبيرة وصغيرة فيه، وكذلك تستضيف الكثير من أعضاء القاعدة وتساوم أمريكا على الكثير من الأمور ومنها تهددها بالتخلي عن دعمها لمحاربة الأرهاب وطالبان وأمريكا بحاجة ماسة إلى هذا الدعم الايراني لمحاربة الارهاب في المنطقة أجل هكذا وقعت أمريكا بين مطرقة الأرهاب وسنديان أيران، هكذا أصبحت أيران الأخطبوط الذي مد أطرافه إلى كل الأتجاهات …؟؟؟

وهذا ما أرعب الغرب قبل العرب وأيضاً دغدغ مشاعر أحفاد العثمانيين الذين كانوا على علاقة متينة مع عدوة العرب أسرائيل وكانت وما تزال القلعة الأمريكية الحصينة في الشرق الأوسط، هذا ما ترك تركيا تعيد حساباتها وخاصة بعد أن طردت سوريا رئيس حزب العمال الكردستاني من أراضيها في نهاية التسعينات وربما أدركت تركيا بدورها بأن سوريا كانت تعمل مع أوجلان وحزبه ليس حباً بالأكراد، بل من ناحية لضغط على تركيا لفرض بعض المصالح ومن ناحية أخرى كي لا ينحرف وينجر إلى أتجاهات أخرى ويشكل خطراً حقيقي عليهما الأثنين كما كان وما زال يحدث مع أكراد العراق منذ الستينات حتى يومنا هذا بتواصلهم ودعمهم من أسرائيل لعدم أستقرار المنطقة، وبعدها عندما حاولت تركيا ان تتوسط بين سوريا وأسرائيل منذ زمن قريب وفشلت بسبب أسرئيل، وهذه كانت أول خطوة لتركيا حتى تظهر بصورتها الغيورة على العرب والمصالح العربية، وتلتها أحداث خلافية متتالية مع بيريز وبعدها أحتقار أسرائيل للسفير التركي لديها وحتى القصف الأسرائيل للأسطول التركي أسطول الحرية الاخير.

وربما سبب كل هذه التحركات التركية ضد أسرائيل هو حزب العمال الكردستاني الذي تسميه تركية المنظمة الأرهابية الذي أنشق إلى جناحين، جناح يخضع للأرادة الأمريكية ويعمل على رمي سلاحه والجناح الأخرالذي أصبح بأمرة وتحت السيطرة الأسرائيلي ويقاوم ضد تركيا، وإلا ما هذه النخوة التركية المفاجئة هل هي حباً بالعرب والمسلمين والفلسطينيين خاصة أم هي بسبب فشلها وعدم الترحيب بأنضمامها إلى الأتحاد الأوربي أيضاً، وهذا ما دفعها بالأنضمام إلى التشرذم الأسلامي العربي ودخولها من الباب السوري الذي بدوره تفهم وأستوعب القوة الأيرانية والتركية وأصبح العامل المشترك بينهما، ونرى تركيا أستيقظت كأنها كانت نائمة طوال كل تلك السنين، وهبت ثائرةً ضد أسرائيل بدفاعها عن الفلسطينيين والقضية الفلسطينية كأن الأخيرة وليدة اليوم، والعرب هلهلوا وزغردوا ترحيباً بالدور التركي، ورافضين الدور الفارسي هل لأنه شيعي فقط وتركيا سنية …؟؟؟

هل نسيتم 400 عام من الأحتلال والأدضهاد العثماني أيها العرب، هل هؤلاء ليسوا أحفاد أولئك العثمانيين الذين جلبوا عليكم الويلات وما زال السفر برلك ذكرة أليمة ترك أثاره في حياتكم، وأين كانت تركيا من القضايا العربية والقضية الفلسطينية خاصة منذ أكثر من ستين عام، تركيا لها مصالحها وما زالت تحتل أراضي عربية كأسرائيل، ماذا دهاكم أيها العربان هل تعلقون أمالكم على أيران الفارسية العدوة التاريخية لكم …؟؟؟
ألا تتذكرون قول الفاروق عمر بن الخطاب ( ليت بيننا وبين فارس جبل من النار، لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم )، أم تعلقون أمالكم على تركيا العثمانية حتى يحررون قيودكم وعقولكم كما حررتها امريكا لكم في العراق …؟؟؟؟

ربما كل هذه الحركة التركية مدفوعة من أمريكا والغرب  المهم إن كان هذا السبب أو ذاك كما شاهدنا الأسباب كثيرة والهدف واحد وهو أضعاف الدور الأيراني، ولخلق توازن أقليمي في المنطقة، كما نلتمس من سياسة الطرفين الأيرانية الشيعية والتركية السنية كل منهما يرحب بمعاضة الأخر ولكل منهما خصوصياته المتضاربة في المنطقة وفي العراق خاصةً هذا مع الشيعة وذاك مع السنة، ولكل منهما أطماعه ورؤيته وأديولوجيته السياسية والعسكرية، أنهم حيتان ستنموا وتكبر أكثر وأكثر في بحر دمائكم وستتغذا بجثثكم أيها العرب المغفلون، أجل لأن ايران لن تقبل وسترفض كل من يشاركها بهذه الفريسة التي عملت الكثير وضحت حتى أصطيادها، لذا هي ترى من حقها أن تتضايق من مزاحمة وتنافس تركيا أو غيرها لها في المنطقة هذا من المؤكد سيولد انفجار في المستقبل وستبدء الحرب الشيعية السنية على أوسع نطاق وهذا ما يريده ويعمل عليه الغرب حتى لا يولد مركز قوة ببعض التحالفات بين دول المنطقة، هذه هي الحرب الدافئة الدائرة اليوم بين أيران الفارسية الشيعية وتركيا العثمانية السنية التي ستولد معركة دامية في المستقبل ولكن ماذا ستكون عواقبها ….؟؟؟؟؟

– 24 حزيران 2010        

شاهد أيضاً

هذه هي الحقيقة حتى لو كانت مرة

بقلم : أشور العراقي ++ رغم تلك العملية الأنتخابية، عذراً الأنتحارية العراقية التي ضحينا بالكثير …