الرئيسية / مقالات حول العراق / الديمقراطية ومعاييرها

الديمقراطية ومعاييرها

بقلم: أشور العراقي

++ كما نعلم بأن الديمقراطية مصطلح يوناني مؤلف من لفظين، الأول (ديموس)ومعناه الشعب، والآخر (كراتوس) ومعناه سيادة، فمعنى المصطلح إذاً سيادة الشعب أو حكم الشعب .وهذا النظام الديمقراطي يرتكز على ثلاث أركان أساسية هي: حكم الشعب 2 . المساواة 3 . الحرية الفكرية ….

الديمقراطية ليست سن القوانين والتشريعات، وفرضها على الشعوب دون مشاركتهم بصياغتها. بل الديمقراطية هي ثقافة شعبية علينا التسلح بها، فالمجتمع الذي يتمتع شعبه بثقافة راقية كالشعوب الغربية، يمكننا ان نجد عنده الأنظمة الديمقراطية كما هو حالهم اليوم، إنما في الشرق الأسود، عذرأ الاوسط، لا يمكن أن نمارس أية ديمقراطية، لان شعوبنا محرومة من أركانها الثلاثة، لذا لا يتمتعون بالثقافة الديمقراطية تلك. والطامة الأكبر أن هذه الشعوب تتسلح بثقافة الجهل والتسلط والعنصرية الشوفينية، والتعصب الديني والطائفي، والثأر وغيرها.. من ظواهر الجهل والتخلف، لأن هذه الثقافة التي تمليها علينا حكوماتنا، ونقلتها لأجيالنا وزرعتها بعقولهم، لهذا لا يمكن فرض الديمقراطية على مجتمعاتنا التي تفتقر لثقافتها، لأننا شعوب مسلوبة الأرادة وتفتقر للمساواة والحرية بكل أشكالها، وتجربة العراق خير دليل على ذلك، لقد أوقعوه في فوضى عارمة وأزمة سياسية، أدت إلى أباحة الدم العراقي بسبب مراهقة الساسة العنصريين الطائفيين، التي لا تعمل إلا بأجندة خارجية، هذه نتيجة فرضها وتداعيات تطبيقها على مجتمعاتنا، دون النظر إلى الثقافات والقيم والتكوينات الأجتماعية والتاريخية المختلفة، التي مرت عليها العصور المظلمة بثقافات وأديان وأنظمة مختلفة.

لذا فأن مسألة تطبيق الديمقراطية، أو تحديد نمط ديمقراطي دقيق، غير واردة في هذه الظروف، وليس لها وجود بحسابات وأيديولوجيات حكامنا وحكوماتنا المتتالية. لذا نقول أنه يجب على الغرب ان يتفهم ثقافتنا قبل أن يفرض ما تسمى بديمقراطيته المستوردة، التي لها على ما يبدو أشكال كثيرة ومختلفة ليس كما ندركها( بحكم الشعب، والمساواة، والحرية الفكرية ) كما تبين لنا من تجربتهم بتطبيقها في العراق بما يلي:
أولاً : عن حكم الشعب، تبدل بحكم الطغاة، أي أنهم يريدون فرض حكم القوة ويبحثون عمن هو دكتاتوري أكثر من الدكتاتورية ذاتها، حتى تخضع لهم الشعوب عن طريق ممثلهم الحاكم.
ثانياً : عن المساواة، تبديلها بالتمييز العنصري والطائفي، و بلبلة الشعب بين الغنى والفقر، والعنصرية والطائفية والحزبوية والفئوية والحاكم والمحكوم.
ثالثاً : أما عن الحرية الفكرية، فأصبح بديلها السجون والأضطهادات، لذلك كبلوا أطرافنا، وسلبوا إرادتنا، وكسروا أقلامنا، وأسروا أفكارنا، وأغتالوا عقولنا، وشوهوا أطفالنا، أهذه هي الديمقراطية أيها الطغاة، وأيها الساسة المراهقين، لقد أصبحتم الفعل ونحن المفعول به، لأنه كلما بادرناكم بثقافة الوئام والمحبة والتسامح، كانت ردودكم غنية بثقافة الغدر والأنتقام …..؟؟؟؟؟؟

لا أدري إن كان الغرب يدرك بأن أكثر حكماء، بل جهلاء العرب الذين يحكمون، يجهلون معنى الحرية والديمقراطية، و هم يتمتعون بقدر كبير من الغباء السياسي والثقافي، وأيضاً يتباهون بحبهم لكروشهم وشهواتهم الدنيوية، وسلب أموال شعوبهم ودولهم، لهذا لا نجد أي أنسجام بينهم وبين شعوبهم . وعلى الغرب أن يدرك ذاك الحس المرهف لحكامنا، وسر نظراتهم الخارقة بكشف أسرارجمال الجنس الأخر، لأختيارهم لجان تحكيم ملكات جمال العالم، حيث سينجحون بأمتياز، لإنهم يملكون قدرة هائلة على ذلك، من كثرة معاشرتهم للحسناوات، وهم يتمتعون بثقافة جنسية هائلة، أكتسبوها بعد جهد جهيد من السنين الطوال بالمدارس والأكاديميات الجنسية، وبالتجارب العملية الهائلة، التي صرفوا عليها المليارات من الدولارات من خزائن دولنا، وكل منهم يتباهى.. هذا بقوته الجنسية.. وذاك بطول قضي.. والأخر بعدد عشيقاته الشقراوات الجميلات.

هذه هي دائرة وساحة تسابق وأكتشافات وصناعات الكثير من حكام شرقنا، أما القوى الكبرى والصغرى في الغرب، فتتصارع وتتسابق للأختراعات والأكتشافات العلمية، والطبية والصناعية، بكل مجالاتها للوصول إلى أكبر قدر ممكن من كشف أسرار الطبيعة والحياة، لرقي شعبهم ولعظمة دولهم، أما عندنا فيتسابق الحكام المستبدين كما قلنا، ليرتقوا بثقافتهم الجنسية، وبسلطتهم الدكتاتورية، وبمجاعة وظلم وقهر وأضطهاد شعوبهم كي لا يفكروا )شعوبهم ) إلا بتأمين لقمة عيشهم، والبحث عن أمكنة تأوي جثثهم، أما عن أغتيالاتهم وأعتقالاتهم للطبقة المثقفة ممن تعارضهم، فالويل لها، فلا يرحمونها لانهم يفتقدون للرحمة، لذا يقال بأن هذه ديمقراطية ناشئة، فلم لا يقولون أيضاً بأن هذا الحاكم أو ذاك، ناشئ أو مراهق، يتغير مزاجه كلما تغيرت الهرمونات في جسده، لا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة، فهم لا يبالون حتى لو أصبحوا أحذية بأرجل روؤساء الدول العظمى، فقط لأجل أبقائهم في مناصبهم، بل ذات الحكام يعملون على نشر ثقافة الكره والعداء للغرب بين شعوبهم، حتى يعطوا للغرب صورة مشوهة عن شعوبهم ومجتمعاتهم، كي يحصدوا ثمار ثقافتهم تلك، ويحصلوا على دعم الغرب ذاته لهم، بممارسة الوسائل القمعية المختلفة التي تغتني بها سلطاتنا وحكوماتنا لحرمان، وتعذيب وقهر شعوبها، لذا لا نلتمس أي مبادئ سياسية ثابتة لديهم، ومن محرماتهم السجال السياسي، والحرية الفكرية، والعدالة الأجتماعية، إذاً عن أي نظام ديمقراطي نبحث بين هذه المعمعة الداخلية والخارجية المصطنعة.

علينا أن نناضل ضد الجهل والتخلف، ولنثقف شعوبنا حتى نتمكن من أيجاد أرضية خصبة وقابلة لنمو أركان الديمقراطية الثلاثة، عندها فقط سنتمكن من تحرير ذاتنا وبلداننا وقهر طغاتنا المستبدين، وننتخب حكام يؤمنوا بالحرية، والتعددية، وبالأنظمة الديمقراطية، عندها سنرتقي بشعوبنا ودولنا وسنواكب عصرنا…؟؟؟

25 أيار 2010

شاهد أيضاً

هذه هي الحقيقة حتى لو كانت مرة

بقلم : أشور العراقي ++ رغم تلك العملية الأنتخابية، عذراً الأنتحارية العراقية التي ضحينا بالكثير …