بقلم : أشور العراقي
++ أيها الشعب العراقي .. هذه وصمة عارٍ على جبينكم ستظل للأبد، إن كنتم عرباً أم أكراداً، ويشاطركم بهذه الجرائم، كل من قتل فرداً مسيحياً أو أرهبه أو هجره من أرض أجداده، أو حتى لو فكر بذلك يكون إرهابيا قاتلاً، وستظل هذه الجريمة وصمة عارٍ على جبينه وجبين أحفاده، حتى لو ظل واحد منهم على قيد الحياة على هذه الأرض الطاهرة التي لوثتموها بشروركم هذه.
على عاتق من تقع حماية هؤلاء المواطنين الأوفياء المخلصين لوطنهم العراق، هل تقع على عاتق الحكومة، أم تقع على عاتق المستعمر، أم أنها تقع على عاتق هذا الشعب الذي تخرج منه تلك الأفراد التي تقتل وتضطهد المسيحيين بيديها وبتعاليمها المتخلفة والمتطرفة والعنصرية.
نعم لهم كل الحقوق الوطنية التي تقع على عاتق الحكومة، ومن تلك الحقوق حمياتهم لأنه من واجبات أي حكومة أن تحمي مواطنيها، وإذا لم تتمكن من حمايتهم فما عليها التنحي، لان الحكومة التي لا تستطيع أن تحمي مواطنيها كيف لها أن تحمي وطنها، لهذا نقول لكل من ينوي أن يترأس أو يشارك بهذه الحكومة أو تلك، وهو متأكد بأنه لا يستطيع أن يحمي ويخلص لشعبه ووطنه، نقول له دع هذه المسؤولية لغيرك إن كنت حقاً غيوراً ومخلصاً لشعبك ووطنك، لأننا نسعى إلى النهوض بهذا الوطن المجروح كي يتعافى من طعنات الغدر.
ولا ننسى المستعمر الذي بشرنا ببزوغ شمس الحرية، وبشرنا بالديمقراطية المستوردة من عنده ليهديها لنا، إلا أن الحقيقة تقول : أنه وبحضوره غابت شمسنا هرباً من ضجيج المدافع والطائرات، والصواريخ والقنابل التي غطى حياتنا بها، ليدثرنا بالموت والدمار والخراب، مزعزعاً وحدة واستقرار العراق، شمس الديمقراطية تلك، والتي حاول البعض تسويقها وترويجها لنا من الأهل والحكومات الرشيدة التي مرت على عراقنا الحبيب.
لقد حان الوقت أن يسدل الستار على هذه المهزلة التي تدعى الديمقراطية على أرض الواقع، هذه المسرحية الهزيلة، والتي كتبه وأخرجها الأمريكان فقط، وأعطوا بعض الأدوار البسيطة لعملائهم فيها كمنفذين لكل حالة كره تقسم العراق.
نناشدكم أيها الشرفاء أصحاب الضمائر الحية في الشعب العراقي، عليكم أن تجاهدوا ضد أولائك الإرهابيين القتلة الذين يقتلون أخوانكم أبناء عراق سومر وأكاد وبابل وأشور العظيمة، هذا الشعب المسالم الأعزل الذي يعتز بانتمائه الوطني والديني، والتي تسفك دماؤه من أجلها ، ومن أجل ثقافته السمحاء ( من لطمك على خدك الأيمن فحول له الأيسر) دليل المحبة والتسامح، ويدفع ثمنها حياته كل يوم، وتتكرر هذه الجرائم أمامكم، لتتحول إلى إبادات جماعية لأبناء الرافدين، وأنتم لم تحركوا ساكناً، فبأي وجهٍ ستقابلون ربكم غداً أو بعد غد .
( ولأن الدين لله، والوطن للجميع ) وهي الحقيقة، فمن الذي يعمل بها، ومن الذي يخرج عن مفهومها ويدعي بأنه ما زال يعمل عليها ….!!!!؟؟؟؟ ونقول لأولئك الخارجين عنها،: إذا كنتم حقاً تعتقدون بأن الدين لله وتؤمنون به فما سبب هذه الجرائم النكراء اللاأخلاقية التي تنفذ بأيديكم وباسم الرب، وهل تعتقدون بأنكم تخدمون الله بتنفيذها ضد جاركم وصديقكم من أبناء ذات الوطن، هل أنتم وكلاء له على الأرض، وأي سلطان أعطاكم هذا الإله بإرهاب وتهجير وقتل كل هذه الأرواح البشرية، وإذا كان كذلك هل حقاً الله بهذه القسوة والإرهاب، وهل خلقنا حتى يقتلنا بأيديكم الملوثة، أم أن هناك إله أخر وإرهابي لا ندركه، غير إله المحبة والمغفرة والتسامح الذي نعرفه جميعاً….؟؟؟؟
وماذا سيحل بتلك الأرواح التي أخرجتموها من أجسادها بإرهابكم، هل ستذهب إلى جنتكم أم إلى النار، وأظن بأنكم تعتقدون بأنهم ذاهبون إلى النار حسب قناعاتكم وأيمانكم، فلماذا لا تعطونهم الفرصة، فلربما تبعوا خطواتكم الإرهابية في المستقبل لا سامح الله ليدخلوا جنتكم، أما كان خيراً لكم وربما لإلهكم أن تعطوهم الفرصة لإقناعهم، أو أن يدافعوا عن وطنيتهم وأيمانهم ومعتقداتهم،..!!؟؟
حقاً إنكم تمتلكون مفاتيح جنتكم ..فما الداعي لكي يسيروا على خطاكم، حتى يقاسموكم إياها..؟؟؟ أحتفظوا بتلك الجنة لكم والمحبة بقلوبكم لأنهم لا يريدونها، ولو شاركوكم بها ربما ستتصارعون معهم هناك أيضاً على ملكية عقاراتها وحورياتها وأنهار عسلها ولبنها، وغيرها من الخيرات…..؟؟؟؟؟
إذاً .. خير لكم يا شرطة إلهاكم الإرهابي أن تتركوهم يسيروا في سبيلهم الذي اختاروه لأنفسهم وهم من سيتحملون نتيجة اختيارهم،ذلك أن الدين قبل كل شيء محبة وأخلاق، ومن يفتقد لهذه الصفات ليس له إلا مكانه، ومن يملكها أيضاً له مكانه، لذا هناك بين كل الأمم وشعوب الأرض تنوع كبير من الأديان والمذاهب، وهناك أيضاً من ليس لهم دين من هذا وذاك، لذا أقول لكم دعوا هؤلاء المواطنين الأصلاء العزل أحراراً كي يختاروا.
وإذا كان الوطن للجميع، وهو كذلك لماذا القتل والاضطهاد وسفك دماء هؤلاء الأبرياء العزل بهذه الطريقة النكراء وعلى أرضهم وطنهم ووطن أجدادهم الذين هم أجدادنا، ونحنً وما زلنا مع أخوتنا أبناء عراق الرافدين نشعر بهذه الأحاسيس ونؤمن ونعترف بهذه الحقيقة التي ندركها ونعتز بها وبأصولنا العريقة، كما أسلفنا سابقاً من سومر وأكاد وبابل وأشور العظيمة، أما أنتم ربما ترعبكم هذه الحقيقة لأنكم لا تنحدرون من أصولنا العريقة هذه، ولا من دماء أجدادنا الطاهرة كطهارة تربة ومياه بلاد الرافدين قبل أن تلوثوها، ولأنكم أيضاً لا تتجذرون في هذه الأرض ولا تدركون من أين أتيتم ولمن تنتمون، وهذه الحقيقة هي التي تؤلمكم وترعبكم في ذات الوقت ….؟؟؟؟
وإذا كان كذلك.. فأقول لكم لا تهابوا ولا ترتعبوا.. لأن من أحسن إليكم واستضافكم منذ قرون ٍعلى أرضه وفي بيته، وتقاسم معكم رغيف قوته، لن يرميكم بشوكة عندما تعترفوا بجرائمكم وتتراجعوا عن عنصريتكم وثقافتكم المتخلفة، وعن أفعالكم الشنيعة هذه، وتتعاملوا بمحبة ووفاء مع غيركم على أساس المواطنة والقيم الإنسانية، و سيسامحكم، لأن التسامح من ثقافته وشيمه، رغم كل ما فعلتموه به من الخيانة والغدر والقتل والإرهاب والاجتثاث .!!
أتمنى أن تعيدوا النظر بحساباتكم وثقافتكم حتى تواكبوا العصر، وإلا لا مكانة لكم فيه، ستذهبون إلى مزبلة التاريخ مع ثقافتكم وإرهابكم وكل أساطيركم التي تحيكونها من خيالكم.
– السبت 13 أذار 2010م