الرئيسية / مقالات حول العراق / المواطنة والوطنية وقيمتهم وأوزانهم

المواطنة والوطنية وقيمتهم وأوزانهم

بقلم أشور العراقي

++ على أي المقاييس والاوزان تكال وتقاس الوطنية لديكم أيها الساسة العراقيون عرباً وأكراداً؟ هل حقاً تقاس كما المعايير الدولية بالأخلاص والوفاء للهوية الوطنية وللوطن الذي يأويكم ويحميكم؟ وماذا أنتم فاعلون هل تعملون بجد وأخلاص حتى نرتقي بشعبنا ووطننا إلى المستوى الذي يطمح له كل مواطن لنواكب العصر؟، أم أن وطنيتكم تمتد وتتقلص حسب رغباتكم وأطماعكم أجل تقاس وتكال كل على حسب قوته الحزبية والعشائرية والعنصرية والعمالة والعمل ضد مناهج الحياة العامة على ارض الواقع وهذا ما يحدث لنا في عراقنا الجديد منذ 2003 حتى يومنا هذا وربما للمدى البعيد إذا كان التفكير السلطوي والعنصري والعشائري المضل للبعض من الساسة والمسؤولين الذين يديرون عجلة العراق ويدفعون به الى الهاوية ، نعم كل هؤلاء هم مواطنيين حتى لو كانت الشكوك تحوم حوالي البعض من الفئات التي جلبت الكثير من الأفراد والعائلات ممن تنتمي لعرقهم من الدول المجاورة لاستخدامهم بالسلب والنهب وأرهاب الأخرين ولزيادة شعبهم وأصواتهم ولفرض سيطرتهم على بعض المناطق وأبتزاز أصحابها للخضوع لسلطتهم وتنفيذ كل طلباتهم ورغباتهم.

إنما أي فرد وأينما كان ويحمل هوية ذاك البلد الذي يقيم به وإن كانت موثقة ومعترف بها من قبل السلطات المختصة بشؤون المواطنيني وهكذا يكون له حق بالمواطنة في الوطن الذي يقيم فيه ، وهذا ينطبق أيضاً على العراق الذي يؤمن ويعترف بكل المواثيق الدولية وربما هناك بعض من يحمل أكثر من هوية واحدة أو أنه ينتمي بمواطنته إلى أكثر من وطن ، ولكن هذا لا يعطي الحق لأياً كان أن يعمل بأزدواجية مع هذا الوطن ضد ذاك لانه مزدوج المواطنة أو ربما أكثر ، ولكن على ما يبد في عراقنا تجاهلوا ما تسمى الوطنية ولا يعتمدوا عليها لا من قريب ولا من بعيد بل أصبحت المواطنة هي المقياس الوحيد بين كل فئات المواطنين حتى تجاهل بأن هناك كما أسلفنا مواطنة عميلة أو مجرمة أو عنصرية أو ……….

أيها الشعب العراقي أتمنا أن نستطيع أن نميز ما بين المواطنة والوطنية لأن هذه الأيام طبخوهما معاً في جدرية واحدة وأحرقوا الطبخة التي حاولوا أن يطعمونا منها ديمقراطيتهم المستوردة ، أنا لا أدري كيف نستطيع أن نمزج بين العسل والعلقم ولكن هم مزجوا وأذاقونا ما لا نتمناه ولا نعرف ما هذه الطبخة ومن أين جاءوا بوصفتها التي قتل حاسة التذوق لدينا ومن تلك اللحظة أصبحنا لا نميز بين الحلو والمر والصالح والطالح والمواطن والوطني أجل كي لا نكون ظالمون علينا أن نعترف بوجود الوطنيين في عراقنا لأن هناك مواطنون يعتزون بوطنهم ويعملون بكل أخلاص له وهناك أيضاً مواطنون مجرمون وقطاع طرق وعنصريون وخونة للوطن الذي يأويهم ويطعمهم ويحميهم فكيف نأتي ونخلط الحابل بالنابل ، ولا نستطيع أن نميز ما بين الوطنية والمواطنة التي تفسح المجال وتعطي الحرية دون قيود لأياً كان و يفعل ما يشاء وبعدها ربما يحاسب أو لا وعلى الأغلب لا خاصة إذا كانت تلك الأنظمة تحت سلطة المواطنة أما الوطنية التي ترتبط بالوطن وتخلص له حتى التضحية فهذه هي التي تبني الأوطان وترفع من راياتها عالياً وتدير عجلة التطور إلى الأمام دون الألتفات للوراء لهذا علينا أن نميزبين الصالح والطالح.

إننا جربنا سلطة المواطنة منذ عقود وخاصة ما بعد 2003 إنما كانت النتيجة الفشل ثم الفشل من سلطة لأخرى كما تشاهدون الملايين ما بين الأستشهاد والتهجير والأعتقالات وغيرها لطالما نحن تحت مظلة وسلطة صاحب تلك الهوية التي لا ندرك كيف حصل عليها هذا المواطن أو ذاك وما هي قيمتها أو وزنها لديهم كما تأكدنا بأن هناك الكثير منهم من لا يعتزون بها ولا يحترمونها رغم إنها تثبت مواطنتهم وهي سبب وجودهم بهذه المراكز رغم هذا لا قيمة ولاوزن لها لديهم إنما نرى ولائهم وأنتماءاتهم ذات صفة عنصرية وطائفية وحزبوية وغيرها دون أن يكون للوطنية أي مكان بين مشاعرهم أو في قلبهم أو تفكيرهم بل هم من يحاربونها ويطاردونها أينما وجدت.

وإذا كنا حقاً نبحث عن الوطن علينا أن نبحث عن الوطني أكيد هناك الكثيرون كما أعطينا الحق للمواطنة عندما جربنا الحكم السني وأتهم بأنه لا يعمل إلا لعشيرته وطائفته وجربنا الحكم الشيعي فهو بدوره جلب لنا الويلات والدمار والطائفية وحتى الحرب الأهلية وكما جربنا الحكم الكردي فكانت الخسارة أعظم لأنه كان وما يزال عنصري من الطراز الأول وكان ولائه فقط للاكراد ولبعض الدول التي تطمح لضرب العراق ووحدته ولعب أدوارخبيثة لأثارة النعرة الطائفية إنه كالثعلب أجل هذه كانت نتيجة أنتخاباتكم التي لم تخدم إلا مصالحكم العنصرية والفئوية وهل حان الوقت لنجدكم اليوم لاتفكرون إلا بمصلحة العراق وحده بعيداً عن الأطماع الفئوية والعنصرية والطائفية ولا يأتي على رأس الهرم من يحكم العراق إلا إن كان وطنياَ ومخلصاً وحكيماً وذات مؤهلات عالية ويتمتع بكل ما تمكنه من أدارة شؤون هذا الوطن العظيم ليدفع بعجلة التطور إلى الأمام وليكن هذه المرة أشورياً لأن المثل يقول لايريد الاباء أو الأجداد أحداً أفضل منهم إلا أولادهم وأحفادهم وإذا كنا حقاً أجدادكم ونحن كذلك لهذا نريد لكم الأفضل ولما لا ألسنا من المخلصين والأوفياء لهذا الوطن ونحن من سكانه الأصليين ومنذ ألاف السنين عملوا أجدادنا وما زلنا نعمل بكل وفاء وأخلاص لهذا الوطن ويرد على أخلاصنا ووفائنا بالأضطهاد والقتل والتهجير هل هكذا تكافؤن أجدادكم على وطنيتهم وأخلاصهم….!!!؟؟؟ لهذا أقول أيها العراقيون لما لا تغيروا القليل في أيديولوجيتكم هذه التي أحرقت الأخضر واليابس ، تعالوا معاً نتفق على تشكيل هذه الحكومة التي ستكون وطنية بالدرجة الأولى ومخلصة للعراق وشعبه وتاريخه وحضارته.

ليكون رئيس الوزاء هذه المرة أشوري ونائبه يكون من القائمة التي ستفوز بأكثر الأصوات ، ورئيس الحكومة تركماني ونائبه سيكون من القائمة الثانية التي ستفوز ، ويتشكل البرلمان حسب أستحقاق كل قائمة حسب الأصوات التي حصلت عليها وسيكون لها العدد المحدد من المقاعد حسب الأصوات التي رشحتها لتمثلها وعلى هذا الأساس يتعين الوزراء أيضاً أما عن المحافظات أتمنا أن تكون على الشكل التالي مثلاً البرزاني يتعين محافظ على الأنبار والنجيفي يتعين محافظ على أربيل والطالباني محافظ على النجف ونوري المالكي محافظ على السليمانية والجعفري محافظ على صلاح الدين وممثل الشبك محافظ على كربلاء وممثل اليزيديين محافظ على دهوك ……. وهكذا سنحصل على حكومة متكاملة ومصالحة وطنية حقيقية ومؤمنة بوحدة العراق ، وبعد هذا وذلك يجب أن نشكل لجان للمراقبة على كل الوزارات والمحافظات بشرط أن تكون هذه اللجان حيادية وذات شهادات أكاديمية وكفاءات عالية والأفضل أن يكونوا من المتقاعدين لأن لديهم الخبرة والتجربة أليس كذلك …….؟؟؟؟؟؟ هل سيتحقق هذا الأمل لكم أيها العراقيين أتمنا ذلك.

– الجمعة 5 اذار 2010               

شاهد أيضاً

هذه هي الحقيقة حتى لو كانت مرة

بقلم : أشور العراقي ++ رغم تلك العملية الأنتخابية، عذراً الأنتحارية العراقية التي ضحينا بالكثير …