بقلم آشور العراقي
++ يقال بان الحرب خدعة…
فهل الصداقة عداوة، والوطنية خيانة….؟؟؟
لقد شاهدنا الحرب الطائفية التي كانت قد أوشكت على تدمير الوحدة الوطنية أكثر مما هي عليه، وعلى ما يبدو بأن الكثير ممن يتواجدون في المنطقة الخضراء كانوا المستفيدين من تلك النزاعات الطائفية،
"ربما البعض يعارض هذه الفكرة ويقول: أليسوا هم أيضاً طائفيين أكثر من الجميع…."؟؟؟؟ أجل.. ولكن هم محصنون أكثر من الأخر الذي يقتل ويضطهد، وهم يمتصون الدماء ويسرقون وينهبون خيرات الوطن ويسرحون ويمرحون بها، ويتحالفون مع الشياطين حتى يحافظوا على مراكزهم، وربما هذا هو سبب سكوتهم عن هذا الوباء القاتل، وعدم الكشف عن أسبابه وأعراضه، وما هي الجراثيم أو الفيروسات المسببة له وأخذ الوقاية منها….؟؟؟؟؟؟ و كما يقول المثل ذاب الثلج وبان المرج، وهذه التجربة المريرة التي نعيشها لقد كشفت كل النوايا وأدرك الجميع من هم هؤلاء الذين وراء هذه الظاهرة الخطيرة القاتلة والمدمرة لوحدة وسلامة العراق، وأدركنا باليقين ما هي أسباب وأعراض هذا الوباء وما نوع تلك الفيروسات القاتلة التي تمّ تهجينها وتكثيرها وتلقيحها بسموم قاتلة في مخابر مخصصة لأولئك المستعمرين وأعوانهم حتى تكون فعالة وتعمل بجدية وبقوة بحيث لا ترحم كل من تصيبه .ندخل في المبالغة حين ننكر وجود هذا الوباء بيننا قبل عام2003، فقبل هذا التاريخ كان يعمل وينتشر بحذر وأحياناً بالخفاء ولكن وبالتحديد منذ عام1990بدأ العمل وبجدية لإثارة هذه النعرات الطائفية بإعطاء الحرية لهذه الفيروسات وتحت حماية الواقي المضاد لجميع أنواع المبيدات الحشرية والجرثومية، وليس كذاك الواقي الذي يحافظ على سلامتكم، وهكذا ازدادت الفيروسات وتكاثرت بسرعة وبقوة حتى تهيأت لها الفرصة ما بعد 2003..
أجل يا عزيزي.. الجراثيم تعمل ..عذراً بعض الدخلاء تعمل من أجل أثارة الأوبئة في عالمنا هذا كي تخلق حالة من الخوف والذعر وحالة من انعدام التوازن بيننا حتى يبنوا أوكارهم ويثبتوا أقدامهم في عالمنا، وحينها يفرضون الأمر الواقع علينا ونستسلم لهم، ثم يأتي أصحاب مخابرهم وعملائهم ليتحكموا بمصيرنا كما يشاءون، عندها ستكون خياراتهم كثيرة، ومنها عمليات الاستئصال والإقصاء القسري والقتل والتهجير وغيرها حتى أبادتنا ولها من الوسائل الكثيرة كما نشاهدها ونعيشها كل يوم، ومن نتائج هذا الوباء الذي وجد له المكان في جسدنا، راح مئات الألوف من الضحايا، وما زلنا نعاني من أثاره بين الفينة والأخرى، وثانياً العقد الورمية الخبيثة التي أصابت البعض من أعضاء جسدنا ويستعصى علاجها في هذه المرحلة الخطيرة المتطورة، مع بعض المعالجات الطبيعية البسيطة ولا جدوى منها إلا باستئصالها حتى نحافظ على وحدة وسلامة جسدنا بأعضائه الأخرى لتكون سليمة، ولكن الكم الهائل من بقايا الآثار السلبية لهذه العقد السرطانية التي أثرت سلباً على البعض من الأعضاء الأخرى ربما بالتقارب منها أو بتظاهرها بالنوايا الطيبة أو بتزاوجها مع بعض الخلايا السليمة لتعديها، ولتتجسس عليها لتشوش وتشل سير حركتها، وهكذا كانت النتيجة سلبية بشلّ حركة بعض الأعضاء في مسيرة تقدم وتحرير جسدنا المسيطر عليه من تلك الفيروسات الدخيلة القاتلة .وهذا ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم الذي أصاب جسدنا بذاك الوباء القاتل، وبعدها قامت أول عملية انتخابية أو انتحارية ربما في جسدنا بين الخلايا السليمة والمصابة، وكانت النتيجة انتصار الخلايا المصابة على الأخرى السليمة، وعليها أقروا أجراء عملية جراحية، ولكن بدل استئصال الأورام الخبيثة، تم استئصال بعض الأعضاء السليمة، الحقيقة أنه لا علاقة لهم بذلك، "فالذنب ذنب الخلايا السليمة بسبب تشرذمها وانقسامها على بعضها البعض"وربما لثقتها العمياء بالبعض الذين كانوا يوهمونهم بعدم المشاركة لإفشال هذه العملية .
ونعود الآن إلى الحالة العراقية ما بعد2003ونحلل معاً بمعرفتنا البسيطة تلك الأحداث ومنها الانتخابات التي أجريت وماذا كانت نتيجة عدم مشاركة ما يسموا بعرب العراق وأنا أسميهم أبناء سومر وأكاد وبابل وأشور أبناء الرافدين تاريخياً وهم كذلك، وباعتقادي البسيط أرى بأنه كان خطأ كبير ويتحملون نتيجة قرارهم الخاطئ بعدم مشاركتهم بحجة عدم أعطاء الشرعية للانتخابات لذلك أنعكس قرارهم هذا علينا سلباً وهكذا سلمنا مصيرنا ومصير عراقنا إلى أعداء العراق ليحكموا ويتحكموا بنا كما يشاءوا …!!!!وبعد هذه التجربة المريرة علينا أن نتعلم من هفواتنا وأخطاء الماضي، حتى لا نقع في الحفرة ذاتها كما يقول المثل: "المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين"، نشاهد هذه الأيام بأن السيناريو ذاته يتكرر أمامنا، فهناك في الخفاء من يحيك اللعبة ويتآمر على أبناء الرافدين ثانية لحرمانهم من المشاركة في الانتخابات القادمة، تحت اتهامات مختلفة، تارة باسم الإرهاب، وتارة باسم اجتثاث البعث، والحقيقة هم إرهابيون أكثر من الإرهاب ودكتاتوريين أكثر من الديكتاتورية، وهم من يجب اجتثاثهم …، رغم أني لا أدافع عن أي مجرم إن كان بعثياً أو سنياً أو كردياً أو شيعياً وأياً كان انتمائه الحزبي أو القومي أو الطائفي، ولكن يجب أن نترك العدالة تأخذ مجراها ولكن تحت ظل الدولة المستقلة الحرة….؟؟؟؟والأخطر من هذا وذاك، وبعد إقصاء رئيس قائمة الجبهة العراقية للحوار الوطني السيد صالح المطلك بقرار أتى من هيئه المساءلة والعدالة، كشف لنا النائب عمر الهجيل عن السبب الحقيقي وراء إصدار قرار بأبعاد صالح المطلك، وأن القرار صدر بعد مذكرة رسمية من الأكراد ورفعها نيابة عنهم عارف طيفور، رئيس مجلس النواب.
ونلفت أنظاركم اليوم إلى بعض الأمور منها على سبيل المثال، إعدام رئيس العراق السابق صدام حسين الذي طالب البعض وخاصة الأكراد وبإصرار على إعدامه، وعندما صدر الحكم بالإعدام وتأكدوا منه، رفض الطالباني التوقيع على مذكرة الإعدام، كما نرى اليوم ذات السيناريو يعاد حيث يحاربون ويطاردون ويغتالون كل من تطال يدهم من بعثيين ووطنيين وغيرهم من الكفاءات العراقية، ولكن ليس عن طريقهم، بل تركوا الطرف الآخر ليرفعها نيابة عنهم، ولتغطية ذلك، نسمع ونشاهد الطالباني وبرهم صالح بمؤتمراتهم الصحفية وغيرها يستنكرون هذا الفعل.
ماذا نستنتج إذاً من هذه اللعبة..؟؟ هل هو تحريض طائفي بين السنة والشيعة ثانية، أم اللعب على الحبال وهم محترفين بها..؟؟ أعتقد بأنهما الاثنين معاً..؟؟!! وكما يفكر جاري الكردي أبو كاوا ويقول: نحن الأكراد لن نترك أن تقوم قائمة لهم ثانية في العراق، فقلت له كيف..؟ قال أننا زرعنا حالة من الذعر والرعب والخوف في قلوبهم من بعضهم البعض، قلنا للشيعة علينا أن نتعاون معاً لأنه إذا ما حكم السنة ثانية سيبيدوننا عن بكرة أبينا، ذلك أنهم تأكدوا من علاقتنا المتينة بجارتنا إيران وتعاوننا مع أمريكا وإسرائيل، وبالنسبة للشيعة فنقول للسنة، علينا أن نتعاون معاً لأننا بحاجة بعضنا البعض حتى نسقط هذه الحكومة الفارسية التي احتلت العراق وقدمته على طبق من ذهب إلى إيران، ونحن هكذا نستغل الاثنتين معاً…وهذه هي الحقيقة بعينها ….؟؟؟؟؟؟
وربما هو أيضاً تكتيك من أمريهم الأمريكان لكسب الرأي العام والعالمي، لهذا عادوا واستنكروا فعلتهم تلك، بعد أن علقوها برقاب غيرهم كالعادة، وعلى ما يبدو هو ذكاء وحنكة سياسية من الطرف الأول وجهل وغباء سياسي من الطرف الثاني، ولكننا متأكدون بأنها لعبة خبيثة، يهدفون من ورائها إلى خلق حالة من التناحر والعداء بين أبناء الشعب الواحد، وبين الطائفتين السنية والشيعية ثانية لكي لا يتركوا لهم أية فرصة لإعادة حساباتهم ليتقاربوا من بعضهم بعضاً، ولو بقوائم أو تحالفات سياسية ولو صغيرة، فتظلّ تلك الكتل صغيرة لا تتمكن وحدها من تشكيل أية حكومة قادمة، وأياً كان الفائز الأكثر بالأصوات، فسيكون بحاجة إلى الأكراد ثانية لتشكيل الحكومة، لأن الخلافات التي بينهم ومن وراءها، سيحولون دون تحالفهما معاً .لهذا نطلب من كل المثقفين والسياسيين العراقيين من كل الأحزاب والقوميات والطوائف الوطنية المخلصة، أن يكونوا يداً واحدة في وجه هذا المشروع العنصري المدمر للعراق ووحدته، وأن يعملوا لإفشال هذه المؤامرات الرخيصة..
نحن جميعاً، نحتاج إلى بناء جسور من المحبة والتآخي بيننا لنتمكن من كسر شوكة أولائك الطغاة الدخلاء علينا من حيث لا ندري، وهكذا سيكون لنا الحق والقوة التي سنتمكن خلالها من بناء وحدتنا وعراقنا، لنرتقي به أمام الأمم والشعوب المتقدمة والمتطورة، ليأخذ مكانته الإقليمية والدولية، وليلعب دوره الذي يليق به، لأنه يستحق ذلك، ونحن متفائلون بكم.. وبعزمكم أيها العراقيون الأشاوس.. ودمتم بخير ورعاكم الله .
– الاحد 7 شباط 2010