الرئيسية / مجلة عشتار / المرأة في سن الأياس (اليأس)

المرأة في سن الأياس (اليأس)

لم تعد كلمة سن اليأس صحيحة بل استبدلت بكلمة سن الأياس وهي باللاتينية Meno Pause لما تحمله كلمة اليأس من إحباط واكتئاب في معناها.
سيدتي: تبدأ الحياة ثم تزدهر وتشيخ وتنتهي إلى حيث ابتدأت وحياة الإنسان تبدأ بالطفولة وتجتاز الطريق عبر الصبا فالشيخوخة ثم للفناء. والطفولة هي ميدان التخيلات، والصبا ميدان العمل والنجاح أو الفشل وخيبات الأمل، أما الكبر فهو ميدان للتفكير بالماضي واستنتاج العبر وميدان لتركيز العلم.
والهرمونات هي التي تكون لكل إنسان شخصيته الخاصة. فلا عجب أن تكون مرحلة عبور الإنسان من الشباب إلى الكبر (مرحلة الأياس) من أهم مراحل حياته، لما يحدث فيها من تغيرات جسمية ونفسية معاً.. والمرأة السليمة الأعصاب والتفهم لا تجد صعوبة في التطبع مع هذا الانقلاب، أي تجتاز مرحلة الأياس دون التعرض للاضرابات النفسية.
ماذا يعني سن الأياس:
هي مرحلة من الحياة يتوقف فيها المبيضان عن إنتاج بويضات ناضجة للتلقيح وفيه يتوقف تدريجياً إفراز الهرمونات الجنسية ويتوقف ظهور الطمث، مع وجود فترة عابرة من قصور المبيض تتراوح من (6 ـ 12) شهر قبل بدء المرحلة وتختلف مدة سن الأياس كثيراً وتتراوح من (سنة إلى سنتين). هناك عوامل كثيرة تلعب دورها في موعد سن الأياس مثل:
1 ـ الاستعداد العائلي..
2 ـ البنية : سن الياس يبدأ مبكراً عند النساء ذوات النية الناعمة الطفولية، ومتأخراً عند النساء ذوات البنيةى الخشنة (المذكرة) ويستمر ظهور الطمث أكثر عند النساء غير السمينات والشعر الأسود.
3 ـ المناخ (الإقليم) له تأثير في موعد بداية سن الأياس حيث الإقليم الحار يسرع بدء موعد الأياس كما سرّع في بداية ظهور البلوغ والطمث.
4 ـ للوراثة العائلية تأثير كبير كما دلت الاختبارات.
ماذا يحدث في مرحلة سن الأياس:
الطابع الخارجي هو التوقف التدريجي أو الفجائي لظهور الطمث. وعندما يكون التوقف فجائي وبدون سوابق اضطراب في الدورة الشهرية (الطمث) يعانين هؤلاء النسوة من اضطرابات شديدة أكثر.. وأكثر ما تشعر به المرأة من أعراض هو فورات في الحرارة العابرة Flush تظهر بشكل نوبات تستمر بضع ثواني أو دقائق وتزعج المرأة خاصةً أثناء الليل، وتعقب فورة الحرارة شحوب يرافقه تعرق ثم شعور ببرودة. كما تظهر أعراض اضطرابات في القلب كخفقان وتسرع النبض ويمكن أن تعاني من ارتباك وتنمل في اليدين والقدمين وأرق مستعصي. وهناك اضطرابات نفسية مرافقة مثل تزعزع بالمزاج مثل حالات مرح يعقبها كآبة، وتغدو المرأة غريبة الأطوار تميل للنرفزة وكثيراً ما تصبح منهارة المزاج.. وقد تظهر أيضاً أعراض مثل عسر الجماع نتيجة نقص المفرزات المهبلية. وتسارع في تبدلات تخلخل العظام ونقص في الرغبة الجنسية. قد تصبح هذه التغيرات شديدة في 5% من النساء لدرجة تتطلب معالجة دوائية ونفسية..
المرأة السليمة القوية الشخصية الواثقة من نفسها تصل بدون اضطرابات جسمانية ونفسانية إلى التفاهم مع سن اليأس أي تعترف بحتميته وتزنه بالميزان الصحيح.. بينما الأمر يختلف مع المرأة العصبية فهي ترفض التقدم في السن وترفض نقصان الحس الجنسي فتكثر الشكوى وتزداد. فالمرأة المتفهمة تلتفت إلى أمور وأهداف جديدة بالحياة وتنشغل بأمور جدية مفيدة مثل المشاركات النسائية بالمؤسسات الدينية والثقافية والقومية، وهنا يصبح تصميمها وقدرتها عالية فلم تعد تلك التغيرات ضخمة. ولم تعد الهواجس تلاحقها بسبب التغيرات التي تحدث في جسمها. فمتابعة أولادها وتشجيعهم ومتابعة عملها وإن كانت (عازبة) تستطيع أن تشارك في مجالات المؤسسات الدينية والثقافية فيزداد عطاؤها وتزداد مشاركتها بالمجتمع فتصبح الحياة غير كئيبة.
سيدتي : يجب أن نقبل بأن للحياة خصوصيتها، ويجب أن نتقبل هذه المرحلة لكي تمر بسلام، ومن حسن الحظ أن الطب اليوم قادر على كبح جماح سن الأياس وينصح دائماً ببعض الأمور التي ربما هي بسيطة وإنما لها تأثير إيجابي كبير مثل:
1 ـ ممارسة الرياضة اليومية والانشغال بأمور جدية مفيدة.
2 ـ الابتعاد ما أمكن عن المأكولات الدسمة وينصح بالخضار والفواكه. حيث لوحظ حدوث السمنة عند كثير من النساء وحدوث أمراض قلبية وارتفاع في ضغط الدم وأمراض السكري. لأن الهرمونات المؤنثة كانت تحمي المرأة من كثير من الأمراض.
3 ـ أفضل طريقة لعلاج فورات الحرارة هي (الدوش المتعاقب) أي حمام ساخن لمدة 30 ثانية يليه ماء بارد لمدة 3 ثانية تكرر هذه العملية عدة مرات.
4 ـ وقد ينصح الطبيب ببعض المراهم الموضعية لمعالجة ضمور المهبل وعسر الجماع المرافق له.
5 ـ هناك عدد قليل من الحالات الشديدة التي تتطلب معالجة دوائية وتحت إشراف الطبيب وخاصةً بعض الأمراض النفسية التي تظهر وخاصة عند المرأة العاقر التي ترى بسن الأياس نهاية لعدم الإنجاب فتزداد لديها هذه الاضطرابات النفسية.
وأخيراً سيدتي: يجب أن نؤكد بأن سن الأياس مرحلة طبيعية حتمية في طبيعة الحياة. تجتازها النساء السليمات بدون معاناة مثلها مثل مرحلة البلوغ والمراهقة. ويجب أن يستوعب الرجل هذه التغيرات في زوجته ويساعدها ويطمئنها بأن حبه لها لن يتغير ويقدم لها المعونة النفسية فقد أقسما يوم الإكليل على العيش بالسراء والضراء.

 

شاهد أيضاً

وردتـي

عزيزتي.. ما بالك حزينة ألعل الشوك يضنيك أم الأوراق تثقلك أرجوك أصغي إلي أنسي كل …