تشكل الحالة الديمقراطية التي تعيشها منظمتنا منذ سنوات عديدة حالة فريدة في الساحتين القومية والوطنية. وتتمثل هذه الحالة بدورية انعقاد مؤتمراتها، والتجديد المستمر في قيادتها. كتعبير عن رسوخ الوعي الديمقراطي لدى أعضائها وهيئاتها على مختلف المستويات، وترجمة للانسجام والتكامل بين هذه الهيئات التي يعمل فيها قياديين قدامى وجدد بروح التعاون بعيداً عن نزعات الأنانية والاستئثار التي يعمل بروزها ونموها على ضرب التوجهات الديمقراطية، وتكريس حالة من الدكتاتورية تمنع أي جديد من التعبير عن ذاته.
وبهذا فإن المنظمة الآثورية الديمقراطية حقيقةً تؤسس لظاهرة ديمقراطية إيجابية في المشهد الوطني العام. لا نقول هذا الكلام من باب المباهاة، وإنما تسليطاً للضوء على هذه الحالة التي ينبغي تطويرها وتعزيزها باستمرار. لأن الممارسة الديمقراطية لا بد أن تنطلق من الذات أولاً، ومن ثم يجري تعميمها وترسيخها.
لكن هذا لا يدفعنا لإنكار أن هناك خللاً وقصوراً في تطبيق العملية الديمقراطية، وفهم آلياتها بالشكل الصحيح. بسبب المناخ السائد، وبسبب طبيعة العمل السري الذي طبع عمل المنظمة لسنوات طويلة، وكذلك عدم الاعتراف الرسمي بوجودها. وأدى ذلك لخلق صعوبات كثيرة حدّت من إنضاج العملية الديمقراطية الداخلية بالشكل الأمثل. ومع هذا استمرت محاولات المنظمة واجتهاداتها في تطوير نهجها الديمقراطي.
وبهذا فإن المنظمة الآثورية الديمقراطية حقيقةً تؤسس لظاهرة ديمقراطية إيجابية في المشهد الوطني العام. لا نقول هذا الكلام من باب المباهاة، وإنما تسليطاً للضوء على هذه الحالة التي ينبغي تطويرها وتعزيزها باستمرار. لأن الممارسة الديمقراطية لا بد أن تنطلق من الذات أولاً، ومن ثم يجري تعميمها وترسيخها.
لكن هذا لا يدفعنا لإنكار أن هناك خللاً وقصوراً في تطبيق العملية الديمقراطية، وفهم آلياتها بالشكل الصحيح. بسبب المناخ السائد، وبسبب طبيعة العمل السري الذي طبع عمل المنظمة لسنوات طويلة، وكذلك عدم الاعتراف الرسمي بوجودها. وأدى ذلك لخلق صعوبات كثيرة حدّت من إنضاج العملية الديمقراطية الداخلية بالشكل الأمثل. ومع هذا استمرت محاولات المنظمة واجتهاداتها في تطوير نهجها الديمقراطي.
والناحية الإيجابية الثانية التي يمكن التوقف عندها هي أن معظم مؤتمرات المنظمة تجري على أرض الوطن، وهي ناحية مهمة تؤكد أن قضية شعبنا لا يمكن أن تنهض إلاّ على التراب الوطني، وتجسد في الوقت ذاته توجهاتنا الوطنية، ورغبة أبناء شعبنا الآشوري في الوطن والمهجر في تسخير كل الطاقات والإمكانات المتوفرة لديهم لخدمة المجتمع والوطن، وتعزيز العيش المشترك، وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية.
ولا شك بأن الأخذ بنهج الانفتاح والعلنية يفرض على القيادة الجديدة للمنظمة الآثورية الديمقراطية وجميع كوادرها في الوطن والمهجر، مسؤوليات كبيرة ينبغي القيام بها دونما تأخير. وهذا يتطلب عملاً دؤوباً ومبرمجاً في الانفتاح على القوى القومية والوطنية، والذهاب إلى أبناء مجتمعنا الآشوري بكل طوائفه، وأبناء المجتمع السوري بمختلف شرائحه، بدلاً من انتظار أن يأتي المجتمع إلينا. علينا أن نذهب باتجاه الجميع، وخصوصاً لمن يخلفنا الرأي لشرح رؤيتنا ونهجنا. بدأنا من المجتمع ومع الناس. وعلينا أن نستمر في المجتمع، ونكون مع الناس. وبذلك نكون قد ترجمنا فهمنا وإدراكنا لمعنى السياسة بأبسط مفاهيمها التي تتجلى بخدمة الناس والمجتمع، والتعبير عن آمالهم وتطلعاتهم.