كان أبناؤنا ولا زالوا يحملون راية الفكر والحضارة ويتناقلونها فيما بينهم جيلاً بعد جيل.. لينشروا رسالتهم الإنسانية في المعمورة جمعاء.
واليوم أبناؤنا ـ أحفاد آشور وشميرام وحمورابي ـ يجسدون ذلك من خلال الاهتمام الملحوظ بالعلم وسعيهم الدائم وراءه ليكونوا رواداً ومتفوقين في كل الميادين، مؤكدين تفوقهم الناجم عن امتلاكهم لقدرات وإمكانيات ذهنية كبيرة ولا سيما في المجال العلمي والدراسي الذي ما كان يمكن أن يكون لولا وجود العوامل المساعدة ومن بينها:
1 ـ الرغبة الشخصية أو الدافع الشخصي.
2 ـ البيئة المناسبة والمشجعة على ذلك.
3 ـ آلية تنفيذ هذه الرغبة سواء بالبيت أو المدرسة، وما يبذل من جهد ودفع وحث على تحقيق المزيد بتقديم النصيحة والتوجيه.
وقد لمسنا ذلك من خلال انتهازنا الفرصة باللقاء مع نماذج من حالات التفوق في الشهادتين الإعدادية والثانوية.
الطالبة المتفوقة أثرا يعقوب عيسى:
التقينا مع الطالبة المتفوقة أثـرا يعقوب عيسى من مواليد عام 1990 بمدينة القامشلي. درست بمدرسة الأمل الخاصة، حيث كانت من الطالبات المجدات ورائدة ومتميزة بمادة العلوم على مستوى منطقة القامشلي بالصف الخامس وأنهت دراستها الابتدائية بمعدل 200 / 200 درجة. وتابعت دراستها الإعدادية بمدرسة العروبة. وحصلت على معدل 287 درجة من 290 درجة.
عشتار: ما هو شعورك وأنت تحصلين على هذا المعدل من الدرجات الممتازة في الشهادة الإعدادية؟
أثرا: أنا في غاية السعادة لأنني نلت ثمرة تعبي خلال السنة.
عشتار: هل كنت تتوقعين هذه العلامة؟
أثرا: بصراحة كنت أتوقع أن أنال العلامة الكاملة، وحيث قد أخطأت في مادة الديانة بقدر علامة واحدة فكان توقعي 289. لذلك حزنت بالبداية، ومع الوقت عندما تأكدت أنني الثانية بالحافظة زال حزني.
عشتار: كيف حصل هذا التفوق؟.
أثرا: حصل نتيجة جهودي طيلة سنوات الدراسة لأن الدراسة سلسلة متكاملة لا تنفصل عن بعضها.
عشتار: هل احتجت إلى دورات لتقوية دراستك؟.
أثرا: اعتمدت في دراستي على جهدي ولم أحتج إلى دورات.
عشتار: ما هي هوايتك المفضلة؟.
أثرا: الدراسة أخذت وقتي كاملاً، وبما أن هوايتي هي السباحة فقد مارستها صيفاً ولم تؤثر على دراستي.
ثم توجهت المجلة بسؤال والدة الطالبة: ما هو دورك كأم بتفوق ابنتك؟.
أجابت: لدور الأم أهمية كبرى في العائلة، فهي تدعم وتشجع وتهيئ الظروف المناسبة لدراسة أطفالها مثل الهدوء، وتعطي أطفالها الثقة بالنفس وعدم الخوف من الامتحان. لأن استيعاب الطالب خلال الامتحان أهمية كبيرة لما يعانيه من ملل واكتئاب ومخاوف، وبرأي كنت دائماً السند والحصن الداخلي لابنتي.
عشتار: هل كان لدور الأب عامل مساعد آخر بهذا التفوق؟.
الأم: كلنا يعرف بأن الأب يكون خارج المنزل في عمله أغلب أوقات اليوم، ولكن هنا أقول بأن والد أثرا كان يراقب دراسة أثرا وكان جاهزاً لأي اقتراح أو رأي لمساعدة ابنته.
عشتار: ما هو هدف التوجيه والتربية في العائلة؟.
الأم: التربية الجيدة والتوجيه القويم ضروري، والآباء هم المثال الأعلى لأولادهم، فاهتماماتهم الثقافية والفكرية، وتقديرهم للعلم عامل مساعد لتقدمهم وتطورهم. وهناك عامل مساعد هام آخر للنجاح وهو تنظيم أوقاتهم وعدم إضاعتها ساعات طويلة في الانترنيت وأمام التلفزيون.
عشتار: ماذا تقصدين بالتربية الجيدة؟.
الأم: أقصد بأن ترسخ بأنفس وعقول أولادنا القيم والمبادئ الأخلاقية السامية ليكونوا إيجابيين وفعالين بأسرتهم ومجتمعهم وبالتالي وطنهم.
مجلة عشتار تشكر الطالبة المتفوقة أثرا يعقوب عيسى على النجاح الباهر الذي حققته بالشهادة الإعدادية وتتمنى لها دوام التفوق والتوفيق في حياتها الدراسية والعملية. كما تشكر والدتها على إتاحتها لنا هذا اللقاء.
الطالب المتفوق مالك سمير هيلون:
ولد بمدينة القامشلي عام 1987، درس بمدرسة مار يعقوب وأتمّ المرحلة الإعدادية بمدرسة السلام الخاصة بمعدل 275 درجة ثم التحق بثانوية العروبة حيث نال الشهادة الثانوية بمعدل 247 درجة من أصل 260 درجة. وكان لمجلة عشتار هذا اللقاء مع الطالب المتفوق مالك سمير هيلون.
عشتار: ما هو شعورك وأنت تحصل على هذه العلامة الرائعة في الشهادة الثانوية؟.
مالك: كنت في غاية الفرح وسررت وابتهجت كثيراً.
عشتار: هل كنت تتوقع هذا التفوق؟.
مالك: نعم كنت أتوقعه.
عشتار: كيف حصل هذا التفوق؟.
مالك: نظمت وقتي بين المدرسة والدورات ومتابعة الدروس وتشجيع الأهل.
عشتار: هل أخذت دورات إضافية لتقوية دراستك أكثر ومتى بدأت؟.
مالك: نعم. فدورة الإنكليزي بدأت قبل سنة من البكالوريا. أما دورة العلوم فبدأت مع الصف الحادي عشر. ودورات الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعربي بدأت بعد نهاية الصف الحادي عشر.
عشتار: ما هي هوايتك المفضلة؟ وهل كنت تمارسها بهذه السنة؟.
مالك: كرة القدم، وكنت أمارسها بوقت الاستراحة.
عشتار: ماذا تتمنى أن تختص بالسنة الجامعية المقبلة. ولماذا؟.
أتمنى أن أدرس الطب البشري، لأنها مهنة إنسانية.
ثم توجهت المجلة لوالدة الطالب مالك هيلون بالأسئلة التالية:
عشتار: ما هو دورك كأم بتفوق ابنك؟.
الأم: أن استمر بتشجيعه على الدراسة والاجتهاد.
عشتار: هل كان لدور الأب عامل مساعد آخر بهذا التفوق؟.
الأم: أنا ووالده كنا نعمل سوية بالإشراف على دراسته وتلبية كل احتياجاته المعنوية والمادية.
عشتار: ما هو هدف التوجيه والتربية في العائلة؟.
زرع الأخلاق الحميدة وبث روح المسؤولية في أذهان أولادنا، ليساهموا في تطوير أنفسهم ومجتمعهم.. وبالتالي وطنهم.
مجلة عشتار تهنئ الطالب مالك هيلون على هذا النجاح المميز وتتمنى له التفوق الدائم. كما تشكر والدته على المشاركة بهذا اللقاء اللطيف.
عزيزتي الأم:
إن التفوق الدراسي لولدك هو مؤشر من مؤشرات التفوق، لذا شجعيه ليتابع دراسته، ولكن دون قسر أو ضغط عليه، واكتفي بالتوجيه وإعطائه بعض الحرية المتوازنة.
كما عليك تشجيعه بتنمية مواهبه ونشاطاته الاجتماعية والفنية والثقافية والترفيهية. ليكون شخصية غير أحادية. أي أن يكون لديه اهتمامات متكاملة لتخلق منه شخصية إبداعية، شخصية متوازنة وناجحة بالحياة بجميع مجالاتها، وليستطيع تطوير نفسه ومجتمعه ووطنه.