بيروت(لبنان) – وكالات ++ أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة سعد الحريري انه "من المستحيل" القبول بـ"وصاية" سلاح حزب الله على لبنان الذي طالب بوضعه تحت إمرة الدولة، مجددا رفضه مطالبة الحزب إلغاء المحكمة الدولية التي ستنظر باغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي قضى في انفجار في فبراير/ شباط 2005 .
وطالب الحريري، أمام حشد ضخم من أنصاره تدفقوا من مختلف مناطق لبنان الى وسط بيروت التجاري في الذكرى السادسة لـ"انتفاضة 14مارس/ آذار"، بـ"دولة لا يحمل غيرها السلاح"، قائلا "وهذا ليس مستحيلا". وأضاف "نطلب دولة فيها جيش واحد، قوي، يقف في وجه العدو الإسرائيلي، والشعب كله معه، ولا نطلب دولة فيها جيش خارج الجيش، وخارج الدولة، وخارج القانون، بحجة العدو الإسرائيلي، ومن وقت لآخر يوجه سلاحه نحو الشعب. كلا هذا ليس مستحيلا".
وقال الحريري "نحن نطلب دولة، فيها دستور، يحترمه الجميع، ولا يدوسه أحد كل ساعة لأن لديه سلاح، وفيها قانون، يطبق على الجميع، ولا يخرقه أحد يحمل سلاحا، فهذا ليس مستحيلا، أبداً ليس بمستحيل". وقال "المستحيل أن يبقى السلاح لعبة ترُمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم. المستحيل أن يبقى السلاح مرفوعا في وجه إرادة الشعب الديمقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة". وأشار الى اتهامات توجه إليه والى حلفاءه بـ"أننا نحن جميعنا خونة إسرائيليين، وأن شهداءنا إسرائيليين… قتلتهم إسرائيل"، و بتوصيف المحكمة الدولية، التي يرفضها حزب الله، بانها "إسرائيلية". وقال الحريري ان إسرائيل أيضا تريد ان يسقط السلاح و ان يدار على بيروت والداخل اللبناني.
وكان المحتشدون في الساحة حيث رفعت صورة كبيرة للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحملون الأعلام اللبنانية وأعلام الأحزاب المشاركة في الاحتفال بالإضافة الى العلم الفرنسي والعلم السعودي، و يهتفون "لبنان يريد إسقاط السلاح". وطالب الحريري بوضع السلاح "تحت إمرة الدولة، وراية الدولة، لأن الدولة هي التي تجمعنا جميعا، ولأن الجيش هو الذي يحمينا جميعا"، وقال "أن المستحيل هو أن ننسى أن إسرائيل عدوتنا، وأن فلسطين قضيـتنا وأن الذي يريد أن يحرّرها يجب أن يوجه سلاحه إلى إسرائيل، وليس إلى بلده".
وسأل الحريري مؤيديه "هل تقبلون بوصاية السلاح وأن يكون بأيدي أحد غير الدولة؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بها بوصاية السلاح، لتكرس وصاية السلاح على حياتنا الوطنية؟". وسألهم أيضا عما إذا كانوا يقبلون بتشكيل حكومة مهمـتها إلغاء المحكمة وإنهاء علاقة لبنان بها وتوقيـف تمويلها ،وذلك في إشارة الى الحكومة التي يسعى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي الى تأليفها بعد اعتذار الحريري و حلفاءه عن الاشتراك فيها. وقال الحريري انه باغتيال والده منذ 6 سنوات "اعتقدوا أنهم انتهوا من رفيق الحريري، واعتقدوا أنهم انتهوا من لبنان.. أتيتم لتقولوا: نريد الحقيقة، نريد العدالة، نريد الحرية، نريد السيادة ونريد الاستقلال".
وجدد التأكيد على انه من المستحيل التراجع عن المحكمة، "ومن المستحيل أن ننسى أي شهيد من شهدائنا"، رافضا اي وصاية مجددا على لبنان، "إن كانت وصاية من الخارج، أو وصاية السلاح من الداخل …لحساب الخارج". وتحدث بالاحتفال حلفاء للحريري بينهم رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل وزعيم حزب "القوات اللبنانية" المسيحي سمير جعجع اللذين رفضا أيضا سلاح حزب الله وتمسكا بالمحكمة الدولية.