23-02-2021
يستذكر السريان الآشوريون في الوطن والمهجر سنوياً بالكثير من الألم والمرارة، ذكرى اجتياح قرى الخابور الآشورية في 23/2/2015 من قبل قطعان تنظيم داعش الإرهابي، التي استباحت هذه القرى المسالمة بمنتهى الوحشية، حيث ارتكبت فيها أفظع الجرائم بحق المدنيين من السريان الآشوريين من قتل وخطف واغتصاب وتهجير وتدمير للكنائس، وهي جرائم ترقى إلى مستوى جريمة الإبادة والجرائم ضد الإنسانية. والمؤسف أنّ هذه الجريمة البشعة التي استهدفت السريان الآشوريين بوجودهم وهويتهم، جرت تحت أنظار قوات النظام وقوى الأمر الواقع، إضافة للمجتمع الدولي الذين تنصلوا من القيام بمسؤولياتهم في وقف انفلات وتمادي هذا التنظيم الإرهابي الذي اقترف بالتزامن جرائم مماثلة بحق السوريين والعراقيين.
إنّ مأساة السريان الآشوريين في الخابور وسائر أنحاء سوريا، لا يمكن فصلها عن مأساة السوريين الذين تضافر الاستبداد والإرهاب التكفيري على وأد تطلعاتهم في الحرية والكرامة، ودفعوا ثمن نزوعهم نحو السلام ورفضهم الانخراط في لعبة الحرب القذرة، وتمّ توظيف داعش وغيره من التنظيمات التكفيرية في معاقبة السوريين وتخويفهم من المطالبة بعملية الانتقال إلى دولة ديمقراطية حديثة تكفل العدالة والمساواة والشراكة بين كافة المواطنين، وذلك من خلال الانقضاض على مناطقهم واستهداف وجودهم وخلخلة التركيبة السكانية فيها، وصولاً لإحداث تغيير ديمغرافي كفيل بالقضاء على حالة التنوّع التي كانت سمة سوريا عبر تاريخها الطويل.
كان لهذه المأساة آثار وتداعيات كارثية على أبناء شعبنا في الخابور خصوصاً وفي سوريا عموماً، وتجلّى ذلك في نزيف الهجرة من قرى الخابور وعموم سوريا، حيث تضاءل وجود شعبنا في هذه القرى التي شكلّت متنفساً لكل أبناء الجزيرة إلى الحدود الدنيا، وأضحت منطقة الخابور عرضة للتغيير الديمغرافي. من هنا تقع مسؤولية كبيرة على أحزاب ومؤسسات شعبنا في إيلاء أهمية كبيرة لمنطقة الخابور بهدف معالجة آثار وتداعيات هذه الكارثة، ومنع حدوث عمليات تغيير ديمغرافي فيها، من خلال توحيد جهودهم لإحياء هذه المنطقة بشرياً وعمرانياً، وذلك بالتعاون مع شركائنا في الوطن ومع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية. إنّ تحقيق ذلك يقتضي من أحزابنا ومؤسساتنا توحيد جهودهم وتعزيز الشراكة مع القوى الوطنية الديمقراطية من أجل إرساء السلام والاستقرار في البلاد على قاعدة تحقيق الانتقال الديمقراطي وفق قرار مجلس الأمن 2254 وبما يضمن تثبيت حقوقنا القومية دستورياً ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
تحية لأرواح شهداء شعبنا وشهداء الحرية في سوريا
سوريا 23/2/2021
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب التنفيذي