الرئيسية / الشرق الاوسط / اليوم الرابع لسينودس الشرق الاوسط

اليوم الرابع لسينودس الشرق الاوسط

جميل دياربكرلي 

الفاتيكان – عنكاوا كوم/ خاص ++ على وقع الصلوات السريانية kadishat aloho (قدوس الله) أفتتح قداسة بابا الفاتيكان فعاليات اليوم الرابع، الخميس 14 تشرين الاول الجاري من اعمال السينودس الذي تميز بمشاركة ممثلون عن الطوائف الاسلامية وعدد من العلمانيين، اذ ابدا كلاهما حرصاً على مستقبل مسيحي الشرق الاوسط واكدوا على ضرورة بقائهم في ارضهم ووطنهم، وانهم "اصل الشرق" وليسوا جماعات "طارئة". أدار الجلسات غبطة البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، ثم تحدث 12 عضو من الكرادلة والأساقفة والكهنة، من ضمنهم المطران كيرلس سليم بسترس رئيس أساقفة نيوتن للروم الملكيين الكاثوليك – الولايات المتحدة الأمريكية.

قرن من الصراع بين الحضارات…
وقال في مداخلته "للاسف بدا القرن الحادي والعشرين، قرن صراع بين الحضارات ومن واجبنا، مسيحيين ومسلمين العمل معا لتحويله إلى قرن من التعاون بين الحضارات لتعزيز حقوق الإنسان والسلام العالمي في العالم كله". ثم تحدث البطريرك يوسف يونان، قائلا "على مدى السنوات الماضية 2000 ، وخلال القرون الـ 14 الماضية ، بعد أن أصبح المسيحيون أقلية في أرضهم تم اختبارها بقسوة في شهادتهم الإيمان، إلى درجة الاستشهاد." وكان من بين المداخلات مداخلة لمطران العمادية وشمكان سيادة المطران ربان القس وجاء في مداخلته "كانت الكنيسة القديمة الآشورية الكلدانية ، في القرون الأولى وحتى إنشاء الأمة الإسلامية ، وقد قدمت خدمات كبيرة. رغبتنا الصادقة هي التي ينبغي تعزيزها ليصبح المسيحيين شهود على قيامة الرب. وشهادتهم يجب أيضا أن تكون خدمة لغير المسيحيين. لهذا السبب نحن بحاجة اليوم لإعادة تعليم وثبيت في الإيمان عند المسيحيين لدينا ، وقبل كل شيء ، هؤلاء الذين لم يعودوا يشاركون في حياة الكنيسة".

الكنيسة في ايران تزدهر رغم الصعوبات
وقال المطران توماس ميرام مطران أورمية سلماس للكلدان في مداخلته عن وضعة الكنيسة " في إيران نرى أن الكنيسة تشعر بالمسؤولية أكثر عندما كانت تواجه الصعوبات وعلى الرغم من هذه التجارب والمحن ، وعدم الاحترام من حين لآخر نرى الكنيسة تنمو وتزدهر. نعم ، هناك انخفاض قوي في عدد من المسيحيين والكاثوليك خصوصا ، ولكن من ناحية أخرى نرى الدعوات الكهنوتية والدينية المتزايدة بين مواطني هذا البلد". وكانت هناك الكثير من المداخلات لعدد من أساقفة الشرق والبلدان الغربية وفي نهاية الجلسة أعلن الأمين العام للسينودس عن تقديم هدايا للمشاركين وهي عبارة: CD عن زيارة الحبر الأعظم إلى قبرص وآخر مجموعة تراتيل ، وأيقونة ذهبية لقداسة البابا صكت بمناسبة زيارته إلى قبرص.

الزمالات والشهادات…
ترأس جلسات بعد الظهر غبطة البطريرك إغناطيوس يوسف يونان بطريرك السريان الكاثوليك وقد أفتتحها بصلاة للاتينية، وتناولت الجلسة تتناول موضوع ((الزمالات والشهادات)) وقد أعطي الكلام لـ 17 عضو من رجال الدين والعلمانيين ومنهم، مداخلة للأب ريمون موصللي النائب البطريركي للكلدان في الأردن الذي قال في مداخلته "نحن جزء من تاريخ وثقافة منطقة الشرق الأوسط ، وإذا أجبرنا على تركها سنفقد هويتنا في الجيل القادم. لهذا السبب آمل من هذا المجمع العمل على تعاون أوثق بين رؤساء الكنائس المختلفة في الحوار المتبادل مع إخواننا المسلمين المعتدلين".

خطط شيطانية لطرد المسيحيين من العراق
واضاف "كما تعلمون كنيستنا ومؤمنيها ورجال الدين أيضاً يهاجمون في العراق. هناك حملة متعمدة لدفع المسيحيين للخروج من البلاد. وهناك خطط شيطانية من الجماعات الأصولية المتطرفة التي ليست فقط ضد المسيحيين العراقيين في العراق ، ولكن المسيحيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتحدث أيضا المطران غريغويوس بيير ملكي مطران السريان الكاثوليك في القدس والأراضي المقدسة عن الهجرة والأراضي المقدسة، قائلا "ظاهرة الهجرة كانت دائما موجودة في الأراضي المقدسة ، فإننا سوف نقتصر على الحالة التي تسود الآن ، وذلك منذ القرن التاسع عشر". واضاف "الأسباب هي نفسها السياسية والاقتصادية ولحين حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ليس من المستغرب أن نرى مسيحيين آخرين يتخذون مسار الهجرة"، وتابع "من ناحية أخرى تجدر الإشارة إلى أن عوامل أخرى ساهمت في انخفاض عدد المسيحيين في الأراضي المقدسة، منها انخفاض معدل المواليد من الأزواج ، سن الزواج ، وجمع شمل العائلات ، ومواصلة دراستهم في الخارج ، وما إلى ذلك ولكن الانقسامات السياسية والدينية القائمة هي أيضا سبب وجيه.

"العالم يتجه نحو ثقافة الموت"
شارك عدد من العلمانيين في فعاليات اليوم الرابع للسينودس، اذ قال أ. عازر ، عضو المجلس البابوي (مصر) فقال في مداخلته "العالم يتجه نحو ثقافة الموت"، وحول ذلك استشهد قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بـ، الزواج بين المثليين ، والطلاق ، فلاش ، والإجهاض ، والاعتداءات المستمرة على الاسر المسيحية. وقال صبحي مخول الأمين العام لإكسرخوسية الكاثوليكية المارونية في القدس والسلطة الفلسطينية والأردن " الوضع العالمي الراهن السياسي والضامن الوحيد لوجود المسيحي هو الكرسي الرسولي، لذلك نطلب المزيد من القوة والدينامكية في هذا الجانب".
وتحدث جاك كلاسي مدير عام فضائية النور سات (لبنان) عن موضوع الإعلام والمعلومات فركز في مداخلته على بعض النقاط منها:
– المعلومات هي القوة الأولى وسلاح هذا القرن و المصدر الأول للمعرفة.
– هناك حاجة ملحة لوضع إستراتيجية جديدة ومعلومات عالمية.
– دور معلومات واجب تثقيف الشبان المسيحيين والمسلمين.
– تغذية روح قبول الآخر: لتغذية روح الحرية ، حرية الفكر ، وحرية التعبير تحرير المرأة.

كلمة المستشار السياسي لمفتي الجمهورية اللبنانية:
"مسيحييو الشرق ليسوا اقلية طارئة بل اساس الشرق"… وفي الساعة 6.30 حضر محمد السماك المستشار السياسي لمفتي الجمهورية اللبنانية وهو ممثل عن السنة فألقى كلمة جاء فيها: ـ هناك سلبيّتان تطرحان المشكلة التي يواجهها مسيحيّو الشرق، سلبيّة عدم احترام حقوق المواطَنة في المساواة الكاملة أمام القانون في بعض الدول، وسلبيّة عدم فهم روح التعاليم الإسلاميّة الخاصّة بالعلاقة مع المسيحيّين الذين وصفهم القرآن الكريم بأنّهم "أقرب مودّة للذين آمنوا" والذي برّر هذه المودّة بقوله "ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانًا وإنّهم لا يستكبِرون". وتابع "إنّني أخاف على مستقبل مسلميّ الشرق من هجرة مسيحيّيّ الشرق"، موضحا أنّ "المحافظة على الحضور المسيحيّ هو واجبٌ إسلاميّ عامّ بقدر ما هو واجبٌ مسيحيٌّ عامّ".
وقال ان "مسيحيّيّ الشرق ليسوا أقليّة طارئة. إنّهم في أساس وجود الشرق منذ ما قبل الإسلام. وهُم جزءٌ لا يتجزّأ من التكوين الثقافيّ والأدبيّ والعلميّ للحضارة الإسلاميّة. ثُمّ إنّهم روّاد النهضة العربيّة الحديثة الذين حافظوا على لغتها، لغة القرآن الكريم".
واوضح "وكما كانوا في مقدّمة الصفوف الوطنيّة من أجل التَحرُّر واستعادة السيادة، فإنّهم اليوم في مقدّمة الصفوف الوطنيّة في مواجهة الاحتلال ومقاومته، والدفاع عن الحقّ الوطنيّ المغتصب في القدس خاصّةً، وفي فلسطين المحتلّة عامّة".
وبني إنّ "أي محاولة لِمقاربة قضيّتهم من خارج دائرة هذه المعطيات الأصيلة والمتأصّلة في وجدان مجتمعاتنا الوطنيّة تؤدّي إلى استنتاجات خاطئة، وتؤسّس لأحكام خاطئة، وتقود تاليًا إلى معالجاتٍ خاطئة". ومن ثم قدم رئيس الجلسة سماحة آية الله سيّد مصطفى أحمدابادي، أستاذ في كلّيّة القانون في جامعة الشهيد بيهيشتي – طهران، عضو الأكاديميّة الإيرانيّة للعلوم (إيران) كلمة قال فيها "في مجتمعات تتواجد فيها فرقٌ عرقيّة لها لغاتها ودياناتها الخاصّة، ومن أجل استقرار اجتماعي ونقاء أخلاقي، علينا احترام حضورها وحقوقها".
واضاف " ان مطابقة المصالح والرخاء الاجتماعي على المستويات المحليّة والدولية يكمنان في عدم استبعاد أي بلد أو جماعة. وهذه هي حقيقة وقتنا الحالي. وكما وصفت، إنّ الفهم المتبادل بين الأديان يعكس أوضاعًا جديدة، وعليه أن يأخذ وبالضرورة، هذه الأوضاع، بعين الاعتبار. فالكل سيتقاسم ذات المصير مع الآخر.
واليوم، يتبنّى هذه الفكرة العديد من قادة الرأي، وبات يؤيّدها عديد من الناس رويدا رويدا. ومن متطلّبات هذا النوع من التفكير أن تستبعد الأشكال التقليدية والمشروطة في النظرة نحو الديانات والثقافات، من أجل تكوين نمط تفكير موضوعي. علينا أن ننظر نحو الثقافات الأخرى بعين التفهم والاحترام والتضامن".

شاهد أيضاً

مجلس النواب اللبناني … جلسة تضامنية مع مسيحيي الموصل وغزة

آدو الإخباري / وكالات / بيروت : عقد مجلس النواب اللبناني، اليوم السبت، جلسة استثنائية …