جميل دياربكرلي
الفاتيكان – عنكاوا كوم/خاص ++ بحضور قداسة البابا، بدأت الخميس 21 تشرين الاول الجاري، اعمال اليوم الحادي عشر لسينودس الاساقفة الجمعية الخاصة بالشرق الاوسط. ترأس جلساتها غبطة إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك. وكان قد حَضَر الجلسة 162 مشاركاً من اساقفة وكهنة وعلمانيين. وافتتح غبطة البطريرك نرسيس طرموني الاجتماع بالصلاة حسب الطقس الأرمني، عاونه فيها أساقفة الطائفة.
ومن ثم هنأ الأمين العام للسينودس الكرادلة الجدد الذين أعلنهم قداسة البابا البارحة في اللقاء العام الذي يعقده كل أربعاء من الأسبوع ومن بينهم، المُقرّر العامّ للجمعيّة الخاصّة من أجل الشرق الأوسط لسينودس الأساقفة، غبطة أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندريّة للأقباط، رئيس السلطة الكنسيّة الكاثوليكيّة في مصر. وبدء سيادة المطران يوسف سويف مطران قبرص للموارنة أمين السر المساعد للسينودس بقراءة النصوص المحضرة شبه النهائية للرسالة التي سيوجهها قداسة الحبر الأعظم في نهاية السينودس وأكملها ايضا الكردينال الجديد البطريرك أنطونيوس نجيب المقرر العام للسينودس.
تحرير مشاريع نصوص للمقترحات والموافقة عليها
أختتمت الجلسة الأولى من أعمال حلقات العمل المُصغرّة (مع المناقشة حول النقاط الرئيسيّة التي تحتاج إلى دراسة معمّقة، والتي قدّمها تقرير ما بعد المناقشة)، بتحرير مشاريع نصوص للمقترحات والموافقة عليها (صِيَغ الموافقة السينودسيّة المتعلّقة ببعض المواضيع التي يعتبرها آباء السينودس ذات أهميّة، المقترحات المُقَدَّمة لقداسة البابا كثمرة للعمل السينودسيّ). ومن ثم اعطي المجال للمداخلات.
مناشدات بانسحاب الجيش التركي من قبرص
اذ قال قدس الأرشمندريت كريسوستُموس كيكّوتِس السامي الاحترام "أناشدُ طيبتكم، لا يسعنا أن نتوانى عن لفت انتباهكم إلى أنّ قبرص هي الأمّة الوحيدة في الاتحاد الأوروبيّ التي يُحتلّ قسم كبير من أرضها، حيث يوجد قرابة نصف سكّانها المطرودين عنفًا من بيوت آبائهم، مهجّرين. في حين يتمّ تدمير ونهب 520 كنيسة فضلاّ عن أماكن عبادة مقدّسة أخرى، وأماكن حجٍ تستقطب المُصلين بحرارة، ويتمّ تحويلها إلى مراكز ترفيه، أو حتّى إلى إسطبلات للحيوانات.بناءً على كلّ تلك الأسباب، يسأل مسيحيّو قبرص وينتظرون عونكم ودعمكم في نضالهم العادل من أجل انسحاب جيش الاحتلال التركيّ والمستعمرين من جزيرتنا التي استقرّوا فيها، ومن أجل الحريّة والسلام والعدالة، وبشكل عامّ، من أجل جميع الحقوق الإنسانيّة لسكّان الجزيرة الأصليّين الشرعيّين". واضاف " أنا مسرور على نحو خاصّ لأنّ رسالة السلام هذه ترشد كنائسنا وتوحّدها". وقال سيادة المطران بارنابا السُرياني، أسقف أبرشيّة مار جرجس القبطيّة-الأرثوذكسيّة في روما " ما أريد أن أقوله أننا نتطلّع لهذا السينودس بفضل جهود قداستكم وأعضائه أن يكون بمثابة بصيص من أمل يحمل في طيّاته إيجاد حلول نحو مستقبلٍ أفضل لمشاكل المسيحيّين بالشرق الأوسط".
تزايد العنف والمشاكل الاقتصادية تؤدي الى الهجرة
وتركزت مداخلة المطران منيب يونان، أسقف الكنيسة اللوثريّة الإنجيليّة في الأردن والأرض المقدّسة رئيس الاتحاد اللوثريّ العالميّ السامي الاحترام حول ما يعاني منه المسيحييون في تلك المناطق، وقال " لا أريد أن أطيل في الحديث عن المشاكل لكني ساذكر ثلاثة نقاط مهمة، هي الوضع السياسي غير المستقر وانعدام فرص العمل بسبب ذلك ونمو التطرف ان كان دينيا او سياسيا"، مشيرا الى ان كل ذلك يؤدي الى "عدم استقرار المنطقة والهجرة منها". واضاف "بالنسبة لي مستقبل المسيحية يعتمد على السلام والعدالة في الشرق الأوسط. كيف يمكننا أن نقدم معا شاهدة حية ؟ ومن الضروري أن علينا ألا نركز فقط على الحالة الطائفية ولكن أن نتكلم بصوت واحد في شهادة مشتركة". وكانت الجلسة المسائية مخصصة لحلقات البحث والحوار حيث تمّ توزيع اللائحة الموّحدة للمقترحات، التي هي عمل كلّ الجمعيّة، على آباء السينودس من أجل الدراسة الخاصّة وإدخال التعديلات (Modi) الفرديّة، التي يستطيع كل أب سينودسيّ أن يقدّمها داخل حلقة العمل المُصغرّة التي ينتمي إليها من أجل المناقشة والدراسة المشتركة.
هدية قيمة من البابا للمشاركين
الجدير بالذكر أن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر أهدى لكل عضو مشارك هدية تمثل العذراء سيدة الإنتقال وهي تحفة قيمة ورائعة صنعت خصيصاً لهذا .
وفد من السينودس يشارك في مؤتمر الشرق الأوسط "الشهادة المسيحيّة في خدمة السلام"
وفي يوم الثلاثاء 19 من الشهر الحالي شارك وفد من السينودس في مؤتمر الشرق الاوسط في مدينة روما في الكابيتول، وقد دعيت اليه كل من الامانة العامة لسينودس الأساقفة، وزارة الخارجيّة الإيطاليّة، راديو الفاتيكان والمركز الدوليّ "شركة وتحرير" (Comunione e Liberazione). وكان اهم موضوع ربط جميع المداخلات التي قدمت في الكابيتول هو "السلام في الشرق الأوسط هو رجاء كبير لكلّ شعوب العالم" كما اشار إليها راديو الفاتيكان. وجاء ايضا ان السلام هو الكلمة التي استُخدِمت من قِبَل أصوات متعدّدة، وكذلك أهمّيّة الحضور المسيحيّ في منطقة الشرق الأوسط. "قيم المسيحيّة –قال عمدة روما، جيانّي أليمانو- يمكنها أن تكون بدون شك الدواء الأنجع للعمل بحيث يزول، عبر حلّ النـزاع وإيجاد السلام والعدالة، عبءُ التوترات، والغضب والأحقاد والعداوات التي تولد من البغض المتراكم على مدى سنوات عديدة". وأكّد ذلك الأمين العامّ لسينودس الأساقفة سيادة المطران نيكولا إتيروفيتش الذي ذكّر بأنّ السلام هو عطيّة من الله وبأنّ كلّ عضوٍ في الكنيسة مدعوّ إلى اتّباع دعوته الخاصّة أي إلى أن يكون صانعًا للسلام. وشرح الأمين العامّ "بأنّ هذه الدعوة لها أيضًا بعدٌ اجتماعيّ مهمّ قد يمكنه كسر الحلقة المفرغة للعنف، للانتقام وللحقد، كما يمكنه تحضير القلب للبحث عن سلامٍ حقيقيٍّ في المصالحة والعدالة".
تمنيات بالشجاعة لاتخاذ قرارات صعبة في فلسطين
وطالب المقرّر العامّ، غبطة البطريرك أنطونيوس نجيب، بدور المسيحيّين في الأحزاب السياسيّة وتمنّى "الشجاعة لاتّخاد قرارات صعبة" في النـزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ الذي له، كما قال، "نتائج كارثيّة على الحياة الدينيّة والسياسيّة لكلّ المنطقة". من روما لأجل الشرق الأوسط وفي روما من الشرق الأوسط، أكمل الأب فيديريكو لومباردي، مدير المكتب الصحافيّ للكرسيّ الرسوليّ وراديو الفاتيكان ومركز تلفزيون الفاتيكان، شارحًا الرباط الوثيق الموجود بين العاصمة الإيطاليّة والمنطقة الشرق أوسطيّة. ثمّ ذكّر الأب لومباردي بالدور الأساسيّ الذي تقوم به وسائل الإعلام بحيث يشعر مسيحيّو الشرق الأوسط بتضامن الجماعة الدوليّة، على المستوى الاجتماعيّ والسياسيّ معًا. ثمّ، شدّد الأب لومباردي على الحاجة الأكثر إلحاحًا والتي يشير إليها السينودس: "لا بدّ من التضامن، في المواجهة، بطريقة واعدة من أجل المستقبل، للتفكير حول ما هو المعنى الحقيقيّ، الموقع الحقيقيّ للممارسة الكاملة، اليوم في الشرق الأوسط وفي جميع سائر بلدان العالم، للحرّيّة الدينيّة، لحرّيّة الضمير، للمواطنة الكاملة، لبناء الجماعة الاجتماعيّة والسياسيّة حيث يتمّ العيش. لا بدّ من التعمّق بهذه المواضيع خصوصًا للتمكن من الدفاع عنها وللتمكّن من جعل الجميع يدركونها من أجل خير مسيحيّي الشرق الأوسط".
75 مسيحي في كل 100 حالة موت بسبب اللاتسامح الديني
وقال كلمة وزير الخارجيّة الإيطاليّ فرنكو فراتيني في كلمته ان من "بين مائة ميتٍ بسبب عدم التسامح الدينيّ في العالم، 75 منهم مسيحيّون والوضع خطر". وتابع ان " الهلع المسيحيّ اليوم هو خطر متصاعد وأكثر واقعيّة يجب علينا أن نخاف منه يومًا بعد يوم. في أطرٍ عديدة، تعيش الجماعات المسيحيّة في حالة انعزال وغربة، حتى وإن كانت خلال التاريخ مراكز دفعٍ لإشعاعٍ المسيحيّة حتى قبل مجيء الإسلام بزمنٍ مديد". وذكرّ الوزير فراتّيني أيضًا باقتراح تقديم قرارٍ للأمم المتحدة حول حماية الأقلّيات والحرّيّة الدينيّة وأكدّ بأنّ الحوار هو جوهريٌ للبحث في حلّ النزاعات، مشيرا الى ان "لتحدّي الحقيقيّ للمسيحيّة هو إذًا في إثبات أهميتها الأنتروبولوجيّة".
مفارقة… المسيحييون قلة حيث ولدوا
وقال حضرة الأب بيارباتّيستا بِيتسابَلاّ، حارس الأرض المقدسّة في مداخلته "يبدو ان الشرق الأوسط مفارقةً، هناك بالتحديد حيث ولد المسيحيّون، أصبحوا قلةً، عدديًّا. مع أنّ حقيقتهم هي حقيقة مُتَجذرة وجدَّ ناشطة". واوضح حارس الأرض المقدّسة "لا يمكن القول بأنّه ليس هناك من شهادة مسيحيّة. هناك أعمال، نشاطات المسيحيّين ليست الكنائس المسيحيّة مغلقةً على ذاتها، بل هناك حيويّة عظيمة والوجود المسيحيّ – الأعمال ونشاطات الكنيسة – عبر المدارس، المستشفيات، الجامعات، يصلُ إلى أكثر بكثير من نسبة الـ 2.5 بالمئة التي يُشَكِّلونها من الشعب".