جميل دياربكرلي
الفاتيكان – عنكاوا كوم/ خاص ++ يوم الثلاثاء 19 تشرين الأول 2010 كان مخصصاً كله لدراسة ومناقشة الرسالة الختامية التي ستصدر عن سينودس الأساقفة الجمعية الخاصة للشرق الوسط المنعقد مابين 10إلى 24 تشرين الأول 2010.
فقد أجتمع الأساقفة كلٌ في مجموعته للتدارس والتباحث، ومن ثم ستقدم لهيئة الأمانة العامة، من ثم لقداسة البابا الي سيقرها ويوقعها . كما أن يوم غد سيكون يوماً حرّاً للسادة الأساقفة، ليعودوا ويلتئموا يوم الخميس 21 تشرين الأول 2010 في جلسة عامة يحضرها قداسة البابا.
ونذكر بعض الفقرات التي جاءت في الرسالة ومنها ما ورد في نهاية الرسالة: أيّ مستقبل لمسيحييّ الشرق الأوسط "لا تخف أيها القطيع الصغير" (لو 12، 32).
إن الظروف الحاليّة هي مصدر صعوباتٍ وهموم. ولكن إذ يحيينا الروح القدس ويقودنا الإنجيل، فإننا نواجهها في الرجاء والثقة البنويّة بالعناية الإلهيّة. إننا اليوم "قِلّة باقية"، بيد أنه يمكن لسلوكنا وشهادتنا أن تجعل منّا حضورًا له وزنه. فينبغي لنا أن نضطلع بدعوتنا ورسالتنا في الشهادة، خدمةً للإنسان وللمجتمع ولأوطاننا. يتوجّب علينا أن نعمل يدًا بيد لنحضّر للشرق الأوسط فجرًا جديدًا.
وفي هذا لسنا متروكين لحالنا؛ فصلاة جميع أخواتنا وإخوتنا في سائر أصقاع الأرض وتفهّمهم ومحبتهم تؤازرنا. لقد أتاح لنا هذا السينودس أن نشعر بذلك بشكلٍ ملموس جدًّا، وكما قال ممثّل مجلس أساقفة أوقيانيا (أستراليا ونيوزلندا): "نريد أن يعلم أخوتنا وأخواتنا في الشرق الأوسط أننا نثمّن الشركة معهم، وأننا نلتزم في البقاء متضامنين معهم، في الآمال والآلام، وأننا سنسندهم من خلال الصلاة والدعم العمليّ في التحدّيات التي يواجهونها اليوم". يعلّمنا الإيمان كذلك بأنّ الرب نفسه يرافقنا، وأن وعده لا يني يبقى حاضرًا أبدًا: "أنا معكم طول الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28، 20). فالله هو سيّد التاريخ (عظة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في القداس الافتتاحيّ، في 10.10.2010).
والآن، وقد شارف السينودس على الختام، فإنّ العمل الحقيقيّ سيبدأ من خلال إعلان وإيصال جميع ما قدّمه لنا هذا المجمع، والتنفيذ العمليّ لجميع توجيهاته وتوصياته، ومن خلال بنى ملائمة، والمتابعة الدوريّة لهذا العمل، عبر عملٍ راعويّ منسّق، فنجني بفضل عمل نعمة الروح القدس ثمارًا وفيرة. "فالرجاء لا يُخيّب صاحبه، لأن محبة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهِب لنا" (رو 5، 2-5). "لا تخف أيها القطيع الصغير"، يقول لنا ربّنا.
وكي نجيبه يلزمنا المزيد من الإيمان والشركة والمحبة. وهذه ستجلب معها النعمة والقوة والسلام والفرح ودعوات كثيرة مكرّسة وقداسة. لنبتهل إلى أمنا العذراء مريم، المكرّمة والمحبوبة للغاية في كنائسنا، أن تشكّل قلوبنا على غرار قلب ابنها يسوع. ولنقبل دعوتها: "مهما قال لكم فافعلوه" (يو 2، 5).