من فيليب بوليلا *
الفاتيكان- رويترز ++ ناشد البابا بنديكت السادس عشر الدول الاسلامية في الشرق الاوسط يوم الاحد ضمان حرية العبادة لغير المسلمين وقال ان السلام في المنطقة هو العلاج الامثل لهجرة متزايدة للمسيحيين من المنطقة لدرجة تثير القلق.
وأدلى البابا بهذه التصريحات خلال قداس بكنيسة القديس بطرس في ختام أسبوعين من قمة بالفاتيكان للاساقفة من الشرق الاوسط والتي انتقد بيانها الختامي اسرائيل وحث الدولة اليهودية على انهاء احتلالها للاراضي الفلسطينية. وفي كلمة البابا في ختام القمة قال ان حرية العقيدة "من الحقوق الاساسية للانسان التي يجب أن تحترمها دائما كل دولة".
واضاف ان بعض الدول في الشرق الاوسط تسمح بحرية الاعتقاد لكن "المساحة المتاحة لحرية ممارسة الدين محدودة كثيرا في الاغلب." ويعيش 3.5 مليون مسيحي من كل الطوائف في منطقة الخليج. وتختلف القيود من بلد لاخر في دول المنطقة. وحرية ممارسة المسيحية -او أي دين اخر غير الاسلام- ليست دائما امرا مسلما به في الخليج وتختلف من بلد لاخر. وتفرض السعودية اشد القيود الى حد بعيد.
وقال البابا ان كل مواطني دول الشرق الاوسط سيستفيدون من زيادة حرية العقيدة وأيد دعوة من المشاركين في المجمع الكنسي (سينود) لان يجري المسلمون والمسيحيون حوارا "مفيدا وعاجلا" حول هذه القضية الشائكة. وفي المملكة العربية السعودية على سبيل المثال تجري ممارسة أي شكل من أشكال العبادة غير الاسلامية سرا.
ويعاقب المسلمون على التحول لدين اخر بالاعدام لكن مثل هذه الاحكام نادرة. وعادة ما يجري تنظيم القداسات والصلوات في منازل الدبلوماسيين لكن القدرة على دخول تلك الاماكن محدودة جدا لذلك يجتمع المسيحيون في قاعات المؤتمرات بالفنادق للعبادة في ظل مخاطرة كبيرة. وكانت محاولة تحقيق السلام في الشرق الاوسط من خلال اقامة دولتين موضوع رئيسيا للمشاركين في المجمع الكنسي وتطرق البابا الى رغبتهم في كلمته. وقال البابا "السلام ممكن. السلام مسألة ملحة. السلام شرط لا غنى عنه لحياة لائقة بفرد في المجتمع. السلام أيضا هو أفضل علاج لتجنب الهجرة من الشرق الاوسط."
وفي رسالته الختامية والتي صدرت يوم السبت بعد أسبوعين من الاجتماعات قال المجمع الكنسي ان اسرائيل لا يمكنها استغلال المفهوم التوراتي لارض الميعاد ولا فكرة الشعب المختار لتبرير بناء مستوطنات جديدة في القدس والضفة الغربية أو المطالب المتعلقة بالارض. ويدعي كثير من المستوطنين اليهود والاسرائيليين اليمينيين وجود حق توراتي في الضفة الغربية التي يطلقون عليها يهودا والسامرة ويعتبرونها جزءا تاريخيا وقديما من اسرائيل التي وهبها الله لليهود.
وتعقيبا على وجهة نظر المجمع الكنسي قال ييجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الخلافات اللاهوتية حول تفسير الكتب المقدسة تلاشت مع العصور الوسطى مضيفا "لا يبدو أن من الحكمة احياؤها."
* (شارك في التغطية الين فيشر ايلان في القدس وديانا الياس في الكويت ورئيسة كاسولوفسكي في دبي)