الرئيسية / مقابلات / الرئيس الأرمني: تركيا لا تملك الحق الأخلاقي لتتهمنا بأي شيء أو أن تفرض علينا شروطا

الرئيس الأرمني: تركيا لا تملك الحق الأخلاقي لتتهمنا بأي شيء أو أن تفرض علينا شروطا

باريس – اوروبا نيوز ++ خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس التقت يورونيوز الرئيس الأرميني سيرج سركسيان لتطرح عليه مجموعة من الأسئلة المتعلقة بمسألة الإبادة الجماعية للأرمن وعلاقات بلاده مع تركيا فضلا عن النزاع المجمد لإقليم ناغورنو كاراباخ. أرمينيا الواقعة في جنوب القوقاز في مفترق طرق بين أوروبا وآسيا شهدت العديد من الأحداث التي أدت إلى إغلاق حدودها الغربية مع تركيا وكذلك الشرقية مع أذربيجان إثر حرب ناغورنو كاراباخ في العام ثلاثة وتسعين.

س1- يورونيوز : السيد الرئيس سركسيان مرحبا بك على يورونيوز. لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي أقرت قرارا يعتمد عبارة “الإبادة الجماعية” لوصف المجازر التي لحقت بأكثر من مليون أرمني في ظل السلطنة العثمانية عام ألف وتسعمائة وخمسة عشر. حسب رأيكم لماذا أقرت اللجنة هذا القرار الآن ؟
ج1- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : المناقشات حول الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن ليست جديدة على المشهد السياسي الأمريكي. في السنوات العشر الماضية حاول مجلس النواب لعدة مرات تمرير عملية التصويت على مسألة الإعتراف بالإبادة الجماعية. اثنتان وأربعون ولاية أمريكية اعترفت بالفعل بأن هذه الأحداث تعد إبادة جماعية. بالتالي هذه المحاولة ليست مفاجأة أو أمرا جديدا بالنسبة لنا.

س2- يورونيوز : هل تعتقدون أن هناك سببا معينا لاتخاذ هذا القرار الآن أي في هذا السياق المتميز بهذه المصالحة التركية الأرمينية ؟
ج2- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : نحن نتحدث عن إعادة العلاقات مع تركيا. هذه العلاقات يجب أن تبدأ بدون شروط مسبقة وتركيا لا تملك الحق الأخلاقي لتتهمنا بأي شيء أو أن تفرض علينا شروطا. إعادة العلاقات بدون شروط مسبقة يعني أن أي مسألة يمكن مناقشتها. في الوضع المغاير لذلك لا يمكننا الوصول إلى أية نتيجة تذكر. لنفترض أنه بفضل معجزة ما يصادق البرلمان التركي على البروتوكول وكذلك يفعل البرلمان الأرميني. لكن في ظل إعادة علاقاتنا الثنائية واقدام دولة أخرى على الاهتمام بصفة خاصة بمسألة الإبادة الجماعية فهل سيستخدم الأتراك ذلك ذريعة لقطع علاقاتنا من جديد ؟

س3- يورونيوز : إذا كانت المشاكل الرئيسية لأرمينيا اليوم هي البطالة والعزلة الاقتصادية والنزاعات طويلة الأمد مع تركيا وأذربيجان فهل يمكن حل هذه المشاكل بشكل اكثر سهولة الآن بعد هذا القرار الأمريكي ؟
ج3- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : الصعوبات التي نلاقيها مع تركيا لا يعود تاريخها إلى الأمس. منذ سبعة عشر عاما والحدود مع تركيا مغلقة. لماذا ؟ هل لوجود مشكلة القرار حول الإبادة الجماعية منذ سبعة عشر عاما ؟ نحن ندرك جيدا أن تركيا بلد كبير من خلال أراضيها وسكانها وقوتها فهي أكبر بكثير من أرمينيا. لكن في حال اختار كل واحد منا العيش في عزلة يمكننا أن نفهم ذلك. أرمينيا وتركيا تعتبران جزءا من المجتمع الدولي كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي بالتالي على المجتمع الدولي أن يقدم تقييماته بخصوص التطورات الجديدة.

س4- يورونيوز : أعود إلى موضوع الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن. إذا كانت هذه المسألة لها أهمية كبيرة بالنسبة للأرمن سواء بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في البلد أو في الخارج. هل يمكنكم أن تفسروا لنا لماذا منحت جامعة يريفان الحكومية درجة الدكتوراه الفخرية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في العام ألفين وسبعة ؟ في حين أن نجاد ينكر المحرقة ؟
ج4- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : كما تعلمين لا نستطيع إجبار قادة البلدان المجاورة لنا على التفكير كما نفكر. لا يجب أن تصبح الأمور شخصية فمنح جائزة لزعيم أي بلد هو وسيلة تعبير عن الامتنان والتقدير لشعب هذا الزعيم. الإيرانيون هم جيراننا منذ عدة قرون وهم مهمون للغاية بالنسبة لنا.

س5- يورونيوز : هل يمكنكم أن تصفوا قرار جامعة يريفان بمثابة سياسة الأمر الواقع ؟
ج5- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : أعتبر ذلك بمثابة نهج خاص بجامعة يريفان الحكومية في تعاملها مع مسألة خاصة. وهو نهج شائع جدا في أوروبا وكذلك في البلدان الديمقراطية المتقدمة في العالم.

س6- يورونيوز : نقل عنكم قولكم في لندن في شباط فبراير إن إقليم ناغورنو كاراباخ لم يكن أبدا جزءا من أذربيجان المستقلة. المجتمع الدولي يبدو له رأي آخر وتفسير مغاير ؟
ج6- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : لا أعتقد أن المجتمع الدولي له رؤية أخرى للأمور. نحن نعرف التاريخ…ناغورنو كاراباخ لم يكن جزءا من أذربيجان المستقلة. مكتب الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي في القوقاز هو الذي ألحق ناغورنو كاراباخ بأذربيجان. لماذا رحب المجتمع الدولي بانهيار الاتحاد السوفياتي ؟ لماذا لم يعتبر المجتمع الدولي أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وكازاخستان وأوزباكستان أجزاء لا تتجزأ من الاتحاد السوفياتي ؟ لكن في حالة ناغورنو كاراباخ نقول إنه جزء من أذربيجان. هذا ليس منطقيا أليس كذلك ؟

س7- يورونيوز : أي نوع من الحلول الوسط أنتم على استعداد للقيام بها من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع ؟
ج7- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : لا يمكننا إزالة آثار هذا الصراع من دون معالجة الأسباب. من بين هذه الأسباب نتحدث عن الاعتراف بحق تقرير المصير لشعب ناغورنو كاراباخ. الاعتراف بهذا الحق وتنفيذه. عبر تنفيذ هذا الاعتراف كل المشاكل الأخرى يمكن حلها بشكل سريع للغاية. كما تعلمين أرمينا وناغورنو كاراباخ يأملان حقا في التوصل إلى حل سريع لهذا النزاع. نحن نرغب في حل دائم من شأنه السماح بنشر السلام والأمن في المنطقة بدلا من منح ناغورنو كاراباخ كهدية إلى أذربيجان ما يعني نهاية لوجود ناغورنو كاراباخ.

س8- يورونيوز : أذربيجان تقول بشكل واضح للغاية إنها لن تقبل أبدا بناغورنو كاراباخ ككيان مستقل وهي لن تغير من رأيها ؟
ج8- الرئيس الأرميني سيرج سركسيان : ماذا يقترح علينا المجتمع الدولي ؟ أن نحل المشكلة من خلال ثلاثة مبادىء للقانون الدولي : أولا وحدة الأراضي وثانيا الحق في تقرير المصير وثالثا عدم استخدام القوة. أغتنم فرصة هذا اللقاء لأدعو أذربيجان إلى التوقيع على اتفاق عدم استخدام القوة. هذا من شأنه أن يمنح الثقة للشعبين الأرميني في ناغورنو كاراباخ وفي أرمينيا. وفي ظل ظروف الثقة هذه يمكن بدء المفاوضات.
نحن نعرف جيدا ماذا تعني وحدة أراضي أذربيجان. لقد تحدثنا في ذلك مرات عدة. فهل شعب أذربيجان قادر على الإفصاح عن معنى الحق في تقرير المصير لشعب ناغورنو كاراباخ ؟ عندما اصدرنا بيانات مشتركة بخصوص الحق في تقرير المصير أذربيجان لم تتحدث عن هذا الحق بالنسبة للشعب الأرميني ولكن عن حق الفاعل الرئيسي في هذا النزاع اي شعب ناغورنو كاراباخ.

– الجمعة 19 أذار 2010                

شاهد أيضاً

لقاء خاص مع المهندس كبرئيل موشي مسؤول مكتب العلاقات في المنظمة الآثورية الديمقراطية على تلفزيون Rebaz

16-02-2021 لقاء خاص مع المهندس كبرئيل موشي مسؤول مكتب العلاقات في المنظمة الآثورية الديمقراطية على …