استنبول- د ب أ ++ تعد كنيسة آيا ترياده ويبلغ عمرها 120 سنة، أكبر مكان عبادة للمسيحيين الأرثوذكس في اسطنبول، وتحمل جدرانها ايقونات وسقفها نقوشا جميلة عليها صور وكتابات من الإنجيل، وهي تسع مئات المصلين.لكن في معظم أيام الأحد، يمكن أن تجد حفنة قليلة فقط من المصلين معظمهم من كبار السن في مقاعد الكنيسة.
ورغم أن تركيا واسطنبول كانتا لقرون مركزين للحياة المسيحية ونموذجين للتعايش الديني، فإن السكان المسيحيين اليوم تتناقص أعدادهم. ويشكو قادة المسيحيين في الوقت نفسه، من أن سياسات الدولة التركية تعمل على التقليل من قدرة مؤسساتهم على الازدهار.
وخلال مقابلة مع البرنامج الأميركي "60 دقيقة"، قال البطريرك بارثولوميو الأول، الذي يرأس الكنيسة الأرثوذكسية ومقرها اسطنبول، إن المسيحيين في تركيا يعاملون "كمواطنين من الدرجة الثانية". واضاف: "لا نشعر اننا نتمتع بكامل حقوق المواطنين الأتراك".
اسطنبول:
هي واحدة من عواصم الثقافة الاوروبية هذا العام، كانت مقر الكنيسة الأرثوذكسية التي تعود إلى نحو 1500 عام، عندما كانت المدينة تعرف باسم القسطنطينية، عاصمة الامبراطورية البيزنطية.
واليوم لا تزال البطريركية الأرثوذكسية في اسطنبول المقر الروحي لـ300 مليون مسيحي أرثوذكسي في أنحاء العالم، لكنها ترأس أتباع يتناقصون بمعدلات سريعة فى الداخل. وفي أعقاب تبادل السكان عام 1923 بين تركيا واليونان والهجرة واسعة النطاق في العقود التي أعقبت ذلك، يوجد اليوم فقط نحو 2500 يوناني باقين في تركيا، معظمهم في اسطنبول.
وما يجعل الأمور أكثر صعوبة، القانون التركي الذي ينص على أن البطريرك يجب أن يكون مواطنا تركيا، ما يعني أن الزعيم المقبل للكنيسة يجب أن يختار من بين الأعداد المتناقصة في الطائفة المسيحية. وأعربت الكنيسة الكاثوليكية أيضا عن قلقها في شأن الحرية الدينية في تركيا. فخلال اجتماع في 7 كانون الثاني مع السفير التركي الجديد لدى الفاتيكان، دعا البابا بندكتس السادس عشر، أنقرة إلى منح الكنيسة الكاثوليكية وضعا قانونيا معترفا به.
وقال البابا للسفير كينان جورسوي، إن هذا الوضع سيساعد الكنيسة على "التمتع بالحرية الدينية الكاملة ويساعد على بناء المجتمع التركي".
– الجمعة 15 كانون الثاني 2010