تحتفل المنظمة الآثورية الديمقراطية بالذكرى الستين لتأسيسها في الخامس عشر من تموز 1957، كأول تنظيم سياسي بين صفوف شعبنا السرياني الآشوري، إذ جاء تأسيسها كحصيلة منطقية لتطوّر الفكر القومي الذي غرسه الرواد الأوائل، واستجابة لحاجات وضرورات أملاها الحراك الفكري والسياسي داخل مؤسسات شعبنا, ما دفع الشباب للمبادرة إلى تأطير مشروعهم القومي وطاقاتهم في بنية تنظيمية عصرية قادرة على تلبية وتجسيد تطلعاتهم القومية, وتجاوز واقع الحرمان والتمييز والظلم الذي لحق بشعبهم, ونجح الآثوريون الأوائل من خلال تفانيهم وتضحياتهم, في الارتقاء بأدائها وفكرها، وتحويلها إلى مؤسسة قومية جامعة، شكّلت مصدر إلهام للعديد من المؤسسات والأحزاب التي نشأت لاحقاً في أوساط الشعب السرياني الآشوري.
لقد عملت المنظمة الآثورية الديمقراطية منذ نشأتها، وسط ظروف بالغة الصعوبة والقسوة، فرضتها منظومات التسلّط والاستبداد المديد التي تحكّمت بمفاصل الحياة السياسية والعامة في سوريا ودول الشرق الأوسط. وفي خضم التكيّف مع هذا الواقع طرأت تحوّلات كبيرة على المنظمة لامست كافة الجوانب ، فعلى الصعيد التنظيمي قطعت نهائيا مع العمل السرّي وانتقلت إلى العمل العلني، رغم ما يكتنف ذلك من مخاطر وتبعات أمنية، وعزّزت من الممارسات الديموقراطية في حياتها الداخلية.
وعلى الصعيد السياسي قامت بالانفتاح على أحزاب ومؤسسات شعبنا، وعلى أحزاب الحركة الوطنية في سوريا، وربطت نضالها القومي بالنضال الوطني الديمقراطي، وانخرطت في أطر المعارضة الوطنية ، ودفعت نتيجة ذلك أثماناً باهظة، لكن ذلك لم يزدها إلا مزيداً من الإصرار و التمسك بمطالبها المتمثلة :
– نيل الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للسريان الأشوريين كمكون سوري أصيل، وضمان كافة حقوقهم القومية، واعتبار لغتهم وثقافتهم السريانية لغة وثقافة وطنية.
– قيام نظام ديمقراطي علماني يحترم حقوق الإنسان، ويرتكز إلى أسس المواطنة المتساوية، والشراكة الحقيقية بين جميع السوريين.
تكتسب الذكرى الستين لتأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية أهمية استثنائية، لأنّها تواكب مرحلة انعطاف حادّة تعيشها سوريا دولة وشعبا. بسبب رفض نظام الاستبداد لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، ما جرّ البلاد إلى دوّامة حرب مدمّرة، وحولها إلى ساحة صراع إقليمية ودولية، وجعلها عرضة للاحتلال ولكلّ أشكال الوصاية.
إنّ الحجم الهائل للألم والمعاناة الذي كابده السوريون على مختلف انتماءاتهم، بفعل القتل والاعتقال والتهجير والدمار على مدار السنوات الست الماضية. تستدعي تكثيف جهود الجميع، للعمل من أجل وقف الحرب الدائرة في سوريا وعليها. وفي هذا السياق، فإنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، ترحّب باتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في جنوب غرب سوريا، وتدعو إلى توسيع نطاقه، ليشمل كافة الأراضي السورية، كمقدّمة ضرورية لإيقاف الحرب وإنهاء معاناة السوريين، وبما يتيح عودة آمنة للنازحين والمهجّرين واللاجئين إلى مدنهم وبلداتهم. كما تطالب المجتمع الدولي، للإسراع في إنجاز حلّ سياسي ترعاه الأمم المتحدة، استنادا إلى بيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن 2118 و 2254، وبما يستجيب لطموحات الشعب السوري في تحقيق انتقال سياسي حقيقي من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي يقوم على أسس العدالة والمساواة والشراكة بين كافة السوريين. ومن أجل تعزيز فرص الحلّ السياسي المنشود، نرى ضرورة القيام بخطوات تشمل، فك الحصار عن المناطق المحاصرة وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق، وإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين والمخطوفين.
في الذكرى الستين لتأسيسها، تعاهد المنظمة الآثورية الديمقراطية، أبناء شعبنا على السير في نهجها القومي والوطني، وعلى مواصلة نضالها من أجل الدفاع عن حقوقه ومطالبه القومية المشروعة، وتؤكّد على استعدادها الدائم للتعاون والتنسيق مع كافة أحزاب ومؤسسات شعبنا في الوطن والمهجر، بما يعزّز من صمود شعبنا في الوطن ويحقّق أهدافنا المشتركة في الوجود والحرية.
كما تؤكّد على تجديد الشراكة والعمل مع كافة القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا للتعاون معا من أجل بناء سوريا جديدة، ينعم كلّ أبناؤها بالحرية والكرامة والعدالة والازدهار.
في الذكرى الستين لتأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية نتوجّه بالتحية والتقدير إلى:
أبناء شعبنا السرياني الآشوري في كلّ مكان.
كافة الرفيقات والرفاق من جيل التأسيس.
جميع الآثوريات والآثوريين في الوطن والمهجر.
كما ونتوجّه بتحية إجلال وإكبار إلى شهداء شعبنا ووطننا سوريا.
سوريا 15/7/2017
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي
شاهد أيضاً
المنظمة تهنئ حزب بيث نهرين الديمقراطي بذكرى تأسيسه
31-10-2024 زار وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية مقر حزب بيث نهرين الديمقراطي في مدينة أربيل …