الرئيسية / أخبار سوريا / الأسد على مفترق طرق: الانحناء للريح أو الرحيل

الأسد على مفترق طرق: الانحناء للريح أو الرحيل

اليستير ليون

دمشق/درعا/القامشلي/حمص/الحسكة/رأس العين/اللاذقية/ريف دمشق/حرستا/ديريك/دوما/ديرالزور/ الميادين/بانياس/طرطوس(سوريا) – وكالات ++ يواجه الرئيس السوري بشار الاسد أكبر تحد لحكمه الممتد منذ 11 عاماً وقد لجأ تارة الى القمع وتارة الى تقديم المنح الاقتصادية ووعود الاصلاح لإخماد موجة احتجاجات شعبية لم يسبق لها مثيل مستمرة منذ شهر. غير أن الاضطرابات التي تقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان انها أودت بأكثر من 200 شخص منهم 17 الاثنين لا تتجه الى الهدوء.

وحكم الاسد ومن قبله والده الراحل حافظ الاسد سوريا بقانون الطوارئ المطبق منذ عام 1963 ودعم حكمه حزب البعث والجيش ومجموعة من الاجهزة الامنية المرهوبة. وفي حين أن السوريين الذين يطالبون بالحرية ليسوا في وضع يسمح باسقاط الاسد فانه لا يمكن لاي حاكم عربي أن يشعر بالامان في منطقة شهدت هذا العام سقوطاً سريعاً لرئيسي مصر وتونس. انتهجت عائلة الاسد سياسات خارجية يمكن التكهن بها نسبياً.  وتقف سوريا في محور العديد من الصراعات في الشرق الاوسط وسيمثل اي تغيير سياسي فيها مشكلة كبيرة لاصدقائها وأعدائها على حد سواء في المنطقة.

وفيما يلي بعض السيناريوهات لما قد يحدث في سوريا والمخاطر والفرص التي ستنطوي عليها:

– احتفاظ الأسد بالسلطة وتطبيقه اصلاحات
من الممكن ان يختار الرئيس السوري الانحناء للريح. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان الحكومة السورية أقرت الثلاثاء مشروع قانون يقضي برفع حالة الطوارئ في البلاد بعد قرابة نصف قرن من فرضها. لكن المحتجين يريدون دليلاً على أن الرئيس (45 عاماً) يستطيع أن يطوي صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة، وكان الاسد قد رفض فيما سبق الاصلاح السياسي. وفشلت محاولاته لتحديث الاقتصاد اشتراكي الطابع في توفير فرص عمل كافية او تخفيف معاناة المواطنين. وتكمن مشكلة الاسد في أن تفكيك جهاز القمع وارساء سيادة القانون للتغلب على الفساد او السماح لاحزاب جديدة بتحدي حزب البعث ستزيل ركائز حكمه دون ضمانات لاستمراره السياسي. ومن شأن اتباع هذا المسار الذي ينطوي على مخاطرة كبيرة أن يكسب الاسد دعما شعبيا لكنه سيضطر الى تقويض بطانته والتخلص من القالب الشمولي المتبع منذ وصول والده حافظ الاسد الى السلطة عام 1970.

– سحق حركة الاحتجاجات
قبل نحو 30 عاماً أخمد حافظ الاسد انتفاضة مسلحة قادها الاسلاميون وقتل الآلاف في مدينة حماة في عمليات عسكرية حجبها عن أنظار العالم. ويصعب في يومنا هذا الافلات من ارتكاب عنف بهذه الدرجة حين يستطيع السوريون رغم القيود الحكومية على وسائل الاعلام استخدام كاميرات هواتفهم المحمولة لنشر لقطات للاحتجاجات على موقع يوتيوب على الانترنت. غير أن وزارة الداخلية الآن تقول ان سوريا تواجه تمرداً مسلحاً من قبل السلفيين. ولا تتورع قوات الامن التي يقودها أقارب الاسد وحلفاؤه عن اعتقال المعارضين او استخدام الهراوات والرصاص والغاز المسيل للدموع مع المحتجين. والصمود فيما يبدو هو الخيار المرجح بالنسبة للاسد فيما يسعى الى حشد تأييد الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ومن قطاعات من الاغلبية السنية والكثير من السوريين الذين لهم مصلحة في الوضع القائم.

– تنحي الاسد او الاطاحة به
لا يزال تغيير النظام الذي لم يكن ليخطر ببال قبل بضعة أسابيع احتمالاً ضعيفاً غير أن استمرار الاحتجاجات رغم الحملات العنيفة التي تشنها قوات الامن يزيد احتمال أن يرضخ الاسد. ما قد يحدث تالياً هو انتقال سلمي للسلطة او انقلاب عسكري او تزعزع الاستقرار لفترة طويلة او حرب أهلية. وأدى اسقاط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 الزعيم البعثي الوحيد الاخر في العالم العربي الى انزلاق العراق لسنوات في الفوضى وأعمال العنف. وتهيمن الاقلية العلوية التي تمثل عشرة في المئة من السكان في ظل حكم حزب البعث على سوريا ذات الاغلبية السنية وهي تعاني من انقسامات عرقية وطائفية في وجود الاكراد فضلاً عن الطائفتين المسيحية والدرزية. وأكد المتظاهرون المناوئون للاسد التمسك بالوحدة الوطنية لا الهويات العرقية او الطائفية الضيقة ودعا كثيرون الى الاصلاح وليس تغيير النظام. لكن اذا انهار حكم البعثيين فستدخل سوريا الى المجهول وقد تظهر التوترات التي ظلت مختبئة طويلاً الى السطح.

شاهد أيضاً

جبهة السلام والحرية تعقد اجتماع هيئتها القيادية في أربيل والقامشلي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها

08-07-2021 عقدت الهيئة القيادية لجبهة السلام والحرية، الأربعاء 7 تموز 2021، اجتماعاً عبر “غرفتين” منفصلتين، …