دمشق( سوريا) – فرانس برس ++ اعتبر هيثم المالح الناشط السوري من اجل الحقوق المدنية متحدثا لوكالة فرانس برس ان الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء خيب الآمال بالاصلاح السياسي في سوريا، وينذر بمواصلة قمع التحركات الاحتجاجية في هذا البلد.
وقال المالح في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان الاسد "لم يقل شيئا، سبق وسمعنا هذا الخطاب. يقولون دائما ان هناك حاجة الى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع انه لا يحصل أي شيء". ولم يعلن الاسد الاربعاء عن اي اصلاح سياسي في كلمة ألقاها في مجلس الشعب وكانت موضع ترقب شديد بعد التظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت في 15 آذار/مارس وأوقعت 130 قتيلا بحسب منظمات حقوق الانسان، و30 قتيلا بحسب السلطات.
واعلن الاسد ان سوريا تتعرض لمؤامرة "تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية"، لكنه لم يعلن عن برنامج زمني لسلسلة اجراءات اعلنت عنها الخميس مستشارته للشؤون الاعلامية بثينة شعبان وبينها اعداد مشروع لقانون الاحزاب واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد، كما لم يتخذ اي قرار متعلق بإلغاء قانون الطوارئ. وقال هيثم المالح مبديا اسفه "كان الجميع ينتظر ما سيقول، ما سيفعل، لكن.. لا شيء".
وقد اعتقل المالح في تشرين الاول/اكتوبر 2009 واطلق سراحه الاسبوع الماضي، وقد قضى بشكل اجمالي ثماني سنوات في السجن. وقال: "ان الحكومة غير مستعدة لمنحنا حقوقنا" مضيفا: "اننا بحاجة الى الكثير وهو لم يقم بشيء منذ 11 عاما"، في اشارة الى عهد بشار الذي وصل الى السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد.
ومن المواضيع التي تكررت في خطاب الاسد موضوع "الفتنة" في بلد يتالف سكانه من غالبية سنية واقليات علوية ودرزية ومسيحية، محذرا من "مؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن". وقال الناشط البالغ من العمر ثمانين عاما: "اننا دائما تحت ضغط الخارج. هناك اسرائيل والغرب والقوى الاجنبية. نسمع هذه القصة منذ عهد والده".
وحذر من ان المعارضة السورية "ستباشر حركة اضرابات وستدعو الى تظاهرات جديدة اعتبارا من الجمعة". وقال: "التظاهرات ستتواصل. طلبنا تغييرات، حريتنا، الديموقراطية. لم يتغير شيء والآن لا خيار امامنا سوى النزول الى الشارع" مضيفا ان "تسونامي التغيير الذي انطلق من تونس سيطال كل دول المنطقة بما فيها سوريا".
وأطاحت تحركات شعبية النظامين التونسي والمصري وتشهد ليبيا حاليا ثورة تحاول اطاحة نظام معمر القذافي. ورأى المالح ان التظاهرات قد تصبح عنيفة كما حصل في مدينة درعا (جنوب) الاسبوع الماضي، حيث افادت منظمات حقوقية عن مقتل اكثر من مئة شخص. وقال المالح: "انهم يهاجموننا. النظام برمته، من الاعلى الى الاسفل، لا يريد التغيير. الاعتقالات لم تتوقف منذ وصول الاسد الى السلطة.
وفي كل يوم وكل ساعة يعتقلون أشخاصاً. لا احد يريد الاستماع إلينا". وأطلق النظام السوري سراح عدد من الناشطين الحقوقيين بينهم المالح منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية، غير ان المالح اكد "ان 11 سجينا سياسيا ما زالوا معتقلين في سجن العدرا" بضاحية دمشق حيث كان هو نفسه معتقلا، "فيما لا يزال اربعة الاف سجين سياسي معتقلين في سورية بشكل اجمالي".