الرئيسية / أخبار سوريا / هجوم القوات السورية في درعا على المتظاهرون يسقط 7 شهداء بينهم طفلة وعشرات الجرحى

هجوم القوات السورية في درعا على المتظاهرون يسقط 7 شهداء بينهم طفلة وعشرات الجرحى

درعا(سوريا)- وكالات ++ قامت قوات الأمن السورية بشن هجوم دام على نحو 1000 من المعتصمين أمام المسجد العمري في درعا فجر اليوم الاربعاء، حيث قامت بإطلاق العيارات النارية وقنابل الغاز بكثافة على المعتصمين، ما أدى إلى سقوط 7 شهداء وعشرات الجرحى. ومن بين الشهداء فجر الأربعاء الذين أمكن التعرف على هويتهم:
– الدكتور علي غصاب المحاميد (استشهد خلال قيامه بتقديم الإسعافات)،
– الطفلة ابتسام المسالمة،
– عزيز أبو نبوت، حميد أبو نبوت،
– بلال أبو نبوت،
– محمد ابو نبوت،
– عمر عبد الوالي.
وقد ذكر أن لاحقاً أن طاهر المسالمة ما يزال على قيد الحياة لكنه حالته حرجة حيث أنه مصاب بثلاثة عيارات نارية إحداها بالصدر. ومع هؤلاء الشهداء ترتفع حصيلة الشهداء في درعا منذ انطلاق الانتفاضة في "جمعة الكرامة" (18/3/2011) إلى 11 شهيداً على الأقل.

كيف حدث:
ووقعت المجزرة عندما قامت قوات كبيرة من الأمن والجيش بمهاجمة المعتصمين السلميين في ساحة الكرامة، أمام المسجد العمري في منطقة البلد، من أربع جهات، بعدما تم قطع جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة، كما تم قطع التيار الكهربائي والاتصالات عن كامل المدينة. وقال أحد الشهود إن قناصة ينتشرون على أسطح المباني. وقال شاهد إن بعض الضحايا أصيبوا في الرأس. ووجه أحد المتعتصمين الذين حوصروا داخل المسجد أهالي درعا لكي يهبوا إلى مساعدتهم، في وقت ذكر أن الأمن يمنع سيارات الإسعاف من الوصول لقنل الجرحى.

وقال شهود ان القوات باشرت عند الساعة الواحدة فجر الاربعاء (23,00 تغ مساء الثلاثاء) بشن هجوم على المعتصمين امام مسجد العمري في درعا جنوب البلاد. وأكد شاهد أن المعتصمين لم يكونوا يحملون أي أسلحة أو حتى حجر أو عصا.

وتفيد المعلومات بأن القوات الخاصة (الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد) وأجهزة المخابرات هي المسؤولة عن الهجوم، وليس الجيش. ووذكر شهود أن إطلاق الرصاص كان عشوائياً، حيث أصيبت المنازل المجاورة حيث يخشى إصابة النساء والأطفال داخل المنازل. ووفق الشهود، فإن السلطات "كانت قد امهلت المعتصمين لغاية الثالثة فجرا (الساعة الواحدة فجرا تغ) لفك اعتصامهم الا ان المعتصمين لم يمتثلوا لأوامرها".

وذكرت الأنباء انهم وضعوا حجارة في مكان اعتصامهم لمنع قوات الأمن من اقتحامه،حيث كانوا يخططون للاستمرار في الاعتصام حتى الجمعة القادمة التي أطلق عليها "جمعة الشهداء". وقال شاهد آخر ان السلطات قطعت التيار الكهربائي عن المدينة قبل ان تبدأ هجومها، حيث كانت السلطات تقوم بتشغيل الكهرباء فقط لاكتشاف أماكن المعتصمين. وأضاف الناشط: "ان نداءات استغاثة علت عبر منابر المساجد من اجل اسعاف الجرحى وطلب النجدة من اجل احضار سيارات اسعاف".

وأشار الناشط الى "إطلاق قنابل مسيلة للدموع وطلقات نارية"، لافتاً الى ان "عدد القنابل المسيلة للدموع التي أطلقت كان كثيفاً ووصلت رائحتها الى مسافة بعيدة". وكان المعتصمون قد قاموا بتشييد خيام في محيط الجامع العمري كما قاموا بإحضار مدافئ حطب وتوزيعها بشكل منتظم على الخيم حيث أقسموا بأن لا يغادروا الساحة قبل يوم الجمعة القادم.

كما قام بعض المتطوعين بإحضار طعام العشاء للجميع، وقاموا أيضاً بتوزيع فرش كي يتسنى للجميع النوم عليها هذه الليلة والليالي القادمة. وأعلن ناشط حقوقي الثلاثاء ان المتظاهرين شكلوا درعا بشرية حول جامع العمري في درعا خشية اقتحامه، وذلك بعد ان قام الجيش وقوات الامن بتفريق تظاهرة احتجاج انطلقت لليوم الخامس على التوالي وامتدت الى مدن مجاورة لدرعا.

وانطلقت حركة الاحتجاج في سورية في الخامس عشر من الشهر الحالي من دمشق بناء على دعوة على موقع الفيسبوك حملت عنوان "الثورة السورية ضد بشار الاسد". وضمت الصفحة مع صفحات أخرى تحت عنوان "يوم الغضب السوري" وغيرها نحو 80 ألف مشترك حتى الآن. وكان متظاهرون في درعا قد أحرقوا مقرات لحزب البعث ومقرين لشركتي هاتف نقال يملك إحداهما رامي مخلوف، اثر مواجهات مع قوات الامن اوقعت ستة قتلى ومئات الجرحى، في حين اتهم المتظاهرون عناصر من الأمن بحرق القصر العدلي.

وأكد شهود لوكالات الأنباء أن المتظاهرين الذين أحرقوا مقرات لشركة الهاتف الخلوي لم يمسوا مؤسسات وبنوكاً كانت بجوارها. ويصر الأهالي على تنفيذ مطالبهم وعلى رأسها رفع حالة الطوارئ المفروضة في سورية منذ 48 عاما وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وامتدت المظاهرات المطالبة بالحرية إلى قرى قريبة من درعا. وأقامت عناصر من الجيش نقاط تفتيش على مداخل البلدة وتقوم بالتدقيق بهويات الاشحاص الذين يدخلون او يخروجون من المنطقة ويسجلون اسماءهم.

وقالت وكالة فرانس برس ان مصورين يعملان لديها تعرضا للضرب على يد قوات الامن في البلدة القديمة من المدينة وأنه تمت مصادرة معدات التصوير التي كانت بحوزتهما. من جهة أخرى، طالب مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف الحكومة السورية بإجراء تحقيق في مقتل ستة اشخاص في درعا خلال المظاهرات. وأعلن الناطق باسم المكتب روبرت كولفيل ان التحقيق يجب ان يكون مستقلاً وشفافاً وفعالاً.

وأدان الاتحاد الاوروبي اعمال العنف والقتل التي تعرض لها المتظاهرون في سورية وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان قمع المتظاهرين الذين يحتجون على حكم بشار الاسد في سورية هو امر "غير مقبول". وقالت اشتون في بيان ان الاتحاد الاوروبي "يدين بشدة القمع العنيف بما في ذلك استخدام الرصاص الحي ضد التظاهرات السلمية" في سوريا، "ما ادى الى مقتل العديد من الاشخاص".

وحضت اشتون السلطات السورية على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين واحالة مرتكبيه الى القضاء و"الاصغاء الى المطالب المشروعة" للشعب السوري. كما أدانت الولايات المتحدة استخدام السلطات السورية "للقوة غير المتناسبة" في قمع التظاهرات التي تطالب باطلاق الحريات ومحاربة الفساد. وحث تومي فيتور، الناطق باسم مجلس الامن القومي الامريكي، دمشق على السماح للسوريين بالتظاهر والاحتجاج بشكل سلمي.

كما أدانت منتهى سلطان الأطرش، المتحدثة باسم المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية، إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة درعا. وطالبت الأطرش، في مقابلة مع بي بي سي، الرئيس السوري بشار الأسد بالإصغاء إلى مطالب الشعب السوري ومنحه الحرية.

ورغم ان المتظاهرين لم يطالبوا بتنحية الرئيس السوري، تعتبر هذه الاحتجاجات اخطر تحدي يواجهه النظام السوري منذ خلف بشار الأسد والده منذ 11 عاما. ويرى محللون ان سورية "ليست استثناء" في المنطقة العربية وان موجات الاحتجاج مرشحة لأن تصل إليها كما يحصل في العديد من الدول العربية الاخرى.

شاهد أيضاً

الانتخابات السورية هروب من الحل السياسي – مقال للرفيق عبد الأحد اسطيفو على موقع تلفزيون سوريا

14-07-2024 في خضم دوامة العنف الخطيرة واستمرار التدهور الاقتصادي وتردي الوضع الإنساني وكل تداعيات التصعيد …