19
يواجه العالم اليوم جائحة عالمية مُتمثلة بانتشار فيروس كوفيد-19، وقد وصل تفشي المرض ونتائجه الى مستويات خطرة فرضت حالة استثنائية في كافة دول العالم لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار هذا الوباء العالمي.
في ظل هذه الظروف يواجه المعتقلون والمُعتقلات في كافة السجون في سوريا خطراً مُضاعفاً للإصابة بالفيروس وانتشار العدوى بسرعة نظراً لوجود أعداد كبيرة من المعتقلين (عشرات الآلاف) ضمن مساحات ضيقة، ونظراً إلى غياب الحد الأدنى من الشروط الصحية طوال سنوات الاعتقال التعسفي، فضلاً عن التعذيب المنهجي وسوء التغذية، ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية للمعتقلين، وجعلهم فريسة سهلة لفيروس كورونا الشديد العدوى والفتك بالأجسام الضعيفة.
وحين لا يتوفر اليوم علاج لهذا المرض سوى العزل والمباعدة بين الأفراد للحد من انتشاره، فإن الاحتفاظ بالمعتقلين السوريين في السجون يعادل الحكم عليهم بالموت.
إننا نوجه هذه الرسالة مُطالبين عبرها بالإفراج عن المُعتقلين والمعتقلات في سجون كل فرقاء الصراع في سوريا وخاصة نظام الأسد الذي يعتقل العدد الأكبر من أصحاب الرأي المخالف وضمن الظروف الأسوأ. علماً أن مرسوم العفو الذي أصدره نظام الأسد لا يشمل معتقلي الرأي، وخاصة ممن تمت تلفيق تهم مختلفة لهم أو الموجودين بالمعتقلات من دون الاعتراف باعتقالهم. كما نطالب بفتح كل السجون والمعتقلات أمام المنظمات الدولية المختصة للبت بوضع هؤلاء السجناء وإطلاق سراح من يجب إطلاق سراحه، ومن ثم العمل على تحسين ظروف من تبقى منهم فحق الحياة هو حق كل مواطن سوري وتجب حمايته.
رغم أن مطلب إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات مستمر منذ سنوات من قبل منظمات وجهات دولية رسمية نتيجة انتهاك الحقوق المدنية والسياسية للمعتقلين والمعتقلات في السجون في سوريا، الا أن المُستجدات على صعيد انتشار جائحة كوفيد-19 تتطلب موقفاً حازماً من قبل الجهات الدولية للضغط من أجل الإفراج المباشر عنهم.
لاسيما أن الحكومة السورية لم تواجه الجائحة بصورة جديّة وشفافة مما يزيد من قلق السوريين المشروع والمتزايد بشأن قدرة الحكومة على إدارة انتشار الوباء بطريقة سليمة والخطر الذي يشكله ذلك على الأمن الصحي للسوريين والسوريات، ويزداد قلق السوريين بسبب عدم توقف وصول الإيرانيين إلى سورية، في حين أن إيران من الدول التي تعتبر اليوم بؤرة لانتشار الفيروس.
اللقاء السوري الديمقراطي
٢٤ اذار ٢٠٢٠