لقد وصلت الحالة إلى درجة أن العامل في القطر لا يستطيع أن يكتف من راتب عمل واحد شريف. ومع ارتفاعات الأسعار المتزايدة بجنون باتت كل الزيادات المزعومة في راتبه لا تمكنه من مواكبة غلاء الأسعار الفاحش لأبسط الحاجات الأساسية. ومع كل يوم يمر يزداد حالنا بؤسا ويزداد الأغنياء الجدد من أزلام النظام ومؤيديه ثراءاً. فهذه الطبقة الجديدة من الأثرياء الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح النظام لا يحسنون من الإنتاج إلا ما هو معتمد على عطاء الدولة وإنفاقها، فثراؤهم نابع من قدرتهم على إحتكار النشاطات الإقتصادية التي تضمنها علاقتهم بالسلطة. فقامت هذه الطبقة الجديدة بتراكم الثروة بأيديها واحتكارها وهاهي تهرب بأموالها المسروقة خارج البلاد مع أول ملامح الأزمة. وباسم الخصخصة تم بيعنا مع القطاع العام إلى هؤلاء الأثرياء الجد، فننتقل من العبودية للسلطة إلى العبودية لأزلامها اصحاب الثروات المجموعة بالرشوة والتسلط.
إننا لا نتكلم من فراغ فكل عامل منا أعلم بالأوضاع التي وصلنا إليها. فهل تكفي رواتبنا لسد رمقنا ورمق من نعيل، هل من الطبيعي أن يعمل أحدنا إثني عشرة ساعة في اليوم ثم لا يجد راتباً يكفيه لسد حاجاته الأساسية. ثم ها هو النظام يتكلم عن التحول إلى "اقتصاد السوق الإجتماعي" ويدعي مقارنتها بالوضع في أوربا وأن الغلاء والأزمة الإقتصادية التي نمر بها سببها الأزمة العالمية. فهل نستطيع أن نقارن وضع الطبقة العاملة في سورية بأسوأ أحوال دول اقتصاد السوق، ففي حين يعتبر عدد ساعات العمل الأسبوعي في وطننا ستون ساعة لا يتجاوز عدد ساعات العمل في هذه الإقتصاديات خمس وثلاثون ساعة في الأسبوع. نعم هناك أزمة اقتصادية عالمية ولكن ما يتعامى النظام عنه بأنه رغم الأزمة في دول اقتصاد السوق الإجتماعية لم تنقص من انجازات الطبقة العاملة في هذه الدول شيئا، فهل تؤمن الدولة لمن يُسرّح من عمله تكاليف حياته ريثما يتمكن من عمل جديد وهل يتمتع عمالنا بالتأمين الصحي الذي يغنيها عن استجداء ثمن العناية الطبية والدواء وهذه غيض من فيض. فهل يؤمن دخل العامل مسكنا ومعيشة كريمة له ولأهله.
ياجماهيرنا العاملة:
لقد باتت النقابات وسيلة من وسائل الإثراء وتجميع الثروات على حسابنا. فمتى سمعنا بآخر مرة حققت هذه النقابات أو الإتحادات تحسنا في حياة عمالنا؛ حتى زيادة رواتبنا لم تكن مقررة من قبل هذه النقابات، فهذه الزيادات الهزيلة يرميها لنا النظام ليُسكت غضبنا دون أن تسد رمقنا. لقد قرر النظام الإنتقال إلى ا"إقتصاد السوق الإجتماعية" فهل سأل النقابات عن رأيها؟ وهل شرحت هذه النقابات عواقب هذا التحول على طبقتنا الكادحة؟ وهل وضعت الشروط والظروف المناسبة التي تضمن حقوق العمال خلال هذه النقلة؟ وأين دور ممثليها بهذا القرار؟ إننا نؤمن أن التغيير ضروري، ولكن هذا التغيير حق أريد به باطل، هدفه نقل القطاع العام لملكية أصحاب رأس المال، ولا نقول لكل أصحاب رأس المال بل هو نقل للقطاع العام لملكية أثرياء النظام الجدد. سنوات مرت على هذا القرار وحال طبقتنا العاملة ينتقل من سيئ إلى أسوأ.
ونقاباتنا العمالية واتحاداتنا غارقة في سباتها العميق. لذلك وفي يوم عيدنا هذا نجدد العهد على المضي قدما في سبيل إعادة الدور الطليعي والرائد للنقابات العمالية لتتحرر من سطوة السلطة والحزب الحاكم وتعود لتكون منبرا رئيسا في الدفاع عن مصالحنا. ونعاهد جماهيرنا على الجهاد من أجل إقامة نظام ديمقراطي عادل يعيد للعامل حريته ويحفظ له حقوقه. وفي يوم عيدنا نناشد كل شريف في القطر للعمل الحثيث على أعادة بناء الهياكل النقابية الحرة؛ فواجبنا جميعا النضال من أجل عمل نقابي حر يتبع المبادئ الديمقراطية في تمثيل جماهيرنا العمالية تمثيلا حقيقيا بعيدا عن تسلط الدولة والحزب ويتحمل مسؤولياته تجاه طبقتنا العاملة.
عاش عمالنا الشرفاء وعاش أرباب العمل الشرفاء، كلٌ يعمل يدا بيد لبناء سورية أفضل.
الأمانة المؤقتة لإعلان دمشق في الخارج
الأول من أيار 2009