كلمة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في حفل تأبين شهداء مذبحة كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد

14/11/2010
قاعة كنيسة مريم العذراء في هنكلو

هينكلو(هولندا) – أدو أورغ ++ سيادة المطران مار بوليكاربس اوكين آدين الجزيل الإحترام وسعادة اعضار البرلمان الهولندي اخوتي الكهنة اخوتي اخواتي الأحباء. اني اقف بكل خجل في هذه المناسبة المؤلمة وانتم احفاد اللذين قتلوا وابيدوا وهجروا فتعرفون ما معنى الم الإضطهاد والتطهير العرقي. ماذا اقول والقلب يعصره الألم:اننا نقف اليوم وقفة اجلال واكبار لنرثي الشهداء الأبرار شهداء الإيمان شهداء سيدة النجاة الذين امتزجت دماؤهم بدم المسيح في الذبيحة الإلهية يوم الأحد 31 تشرين الثاني 2010 على يد فئة مجرمة ملطخة بالدماء راح ضحيتها كاهنين شابين الأب الشهيد وسيم صبيح القس بطرس والأب الشهيد ثائرسعدالله عبدال و 53 من الشمامسة والمؤمنين و7 ومن عناصر الشرطة و70 جريحا من ضمنهم الخور اسقف روفائيل قطيمي الراقد في المشفى حاليا.

طوبى لانقياء القلوب لانهم يعاينون الله
بقلوب ملؤها الاسى والحزن وعيون تذرف الدم و الدموع وغصّة تخنق حناجرنا اسفا على فراقكم ايها المؤمنون شهداء يسوع .ماذا نقول عندما عندما شاهدت الطفل آدم الذي هو من مدينتي ملطخا بدمائة ويسّلم الروح مع رفاقه الشهداء اللذين انظموا الى افواج الشهداء. دعونا نرثيكم بنواح وبكاء شديدين على فقدانكم وانتم تبتهلون الى الرب وترتلون اناشيد قدّاس ( عيد القديسين ) بخشوع وتقشف في انفسكم ولا تعلمون ماذا يخفي لكم الغيب فكان موعدكم مع الشهاده حيث امتزجت دمائكم بدم المسيح في الذبيحة اللإهية منشدين المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. لتسطّرون اروع ملحمة في الفداء والتضحيه وبذل النفس من اجل يسوع وامه العذراء كما فعل المسيح من قبلكم . ما هو ذنبكم انكم تريدون السلام والعيش بأمان تعبدون ربكم طالبين منه ان يمنح الألفة والمحبة بين ابناء الشعب الواحد ليس لكم اطماع لا بمنصب ولا بجاة لا بوزراة ولا بعضوية برلمان لا تعرفون حمل السلاح وهاجموا عليكم بالقنابل والممفخخات فسالت دماْكم البريئة الزكية كعطر البخور الذي رفتموه لربكم.إن ما حصل هو كارثة وأمر يهتزّ له الضمير والإنسانية وإنها كارثة بحق العراق وليس بحق المسيحيين فقط وبحق اصحاب الضمائر الحية.لقد تعايش المسيحيون والمسلمون منذ الف واربعمئة سنة تعايشا سلميا اخويا يشاركون بعضهم البعض الأفراح والأحزان . لقد اجتمعنا هنا كي كي نؤبن و نشارك آلم ابائنا واخوتنا واقربانا في بغداد والموصل وبغديدا قرةقوش وبرطة حيث دفت جثمانكم الطاهرة. حيث شارك في تشييعكم الآلاف من اخوتكم واخواتكم في العراق وفي المهجر نحن معكم ونطلب دعاكم من اعالي السماء كي يصون الرب العلي اخوانكم و اخواتكم في العراق الحبيب ماذا اقول والكلمات عاجرة وصفكم ،انتم الاعلون والاكرم عند الله فمنحتم ارواحكم فداء للمسيحيه . وستبقى دماْكم بذار الحياة. .ونطلب من سيدة النجاة قائلين: يا سيدة النجاة ،.نجنا من الأعداء المنظورين وغير المنظورين.

اقول للقتلة المجرمون نحن
عراقيون قبلكم نحن سكان بلاد ما بين النهرين الأصليين ، نحن من أسسنا حضارة أور ويابل ونينوى ، نحن من اخترعنا الكتابة واول أناس عرف التمدن ، إن مسيحنا علمنا السلام والامان والمحبة، ونحن من هنا نناشد القوة العالمية للنظر الى وضع مسيحيي العراق لأنهم يعانون من الإنقراض بسبب ايمانهم بالمسيح. وعلى الحكومة العراقية أن تتحمل مسؤليتها في حماية امن وسلامة المسيحيين لن نسكت، سنعمل بكل طاقاتنا، سنطرق ابواب مجلس الأمن ، منظمة اللأمم المتحدة،البرلمانات الاوربية، برلمان اتحاد الاوربي، مجلس الدفاع عن حقوق الإنسان، المنظمات الإنسانية ،وكل الجهات التي تعمل من اجل صيانة حقوق المضطهدين للعيش بكرامة وحرية.لقد طفح الكيل وعلى كل الخيرين ان يتحركوا. إن كان التطهير العرقي اليم بدأ في العراق غدا سيكون في سوريا ولبنان وفي كافة البلدان. إن دمأكم التي اهرقت في كاتدرائية سيدة النجاة ستنبت أزهارا ليفوح عطرها في العراق، وستبقى دمأكم الزكية بذار الحياة.

واختم كلمتي بقول الرب في انجبل متى: طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة سوء من أجلي فافرحوا وابتهجوا لأن اجركم عظيم في السموات فهكذا اضطهدوا الأنباء من قبلكم (متى 11:5)
وشكرا

الأب
نوئيل القس توما