إلى متى…؟!!

المطران جان قواق *

++ إلى متى كل هذه المجازر والجرائم الوحشية التي تقترف كل يوم باسم الدين والدين منها براء…

+ إلى نستيقظ كل صباح، على أخبار مريرة، وأحداث مثيرة، مليئة بالحزن والكآبة والألم، بعيدة كل البعد عن روح الإنسانية… وعن تعليم الديانات السماوية…

+ تعلّمنا ونعلّم أن الله محبة، ومن لا يستطيع أن يحب قريبه الذي يراه، لا يستطيع أن يحب الله الذي لا يراه…

+ لا أعرف ماذا أستطيع أن أقول إزاء مجزرة كهذه، سوى كلمة عزاء لا أعرف لمن أتوجه بها…

+ أأتوجه بها إلى عائلات المغدورين والقتلى والشهداء… أم أتوجه بها إلى الكنيسة السريانية الكاثوليكية بشخص بطريركها، ومطران أبرشيتها المنكوبة في بغداد… أم أتوجه بها إلى شعبنا السرياني الكلداني الآشوري في كل مكان، هذا الشعب الذي فَقد أبناء بررة من جلدته، وهو الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على إيمانه المسيحي… أم أتوجه بكلمة العزاء هذه لمسيحي العراق… أم لِمَن عساني أوجه كلمة العزاء هذه؟!!

+ أعتقد أنني سأعزي البشرية جمعاء، ولكن ليس بِفقد شهداء كنيسة سيدة النجاة في بغداد، سأعزيها بموت القيم، وموت المبادئ، وموت الضمير الإنساني…

+ فهذه الأعمال الإجرامية… أينما وقعت، وحيثما حلت… أفي العراق… أم في أرض المسيح، في فلسطين… أم في…؟ إن دلت على شيء، فهي تدل على أننا ندعي التدين… ونحن بعيدون كل البعد عن كل روح محبة وتسامح وإخاء… ومتجهون إلى شريعة الغاب التي ينتصر فيها القوي على الضعيف…

+ ولكن ليس لنا عزاء إلا بكلام الرب يسوع الذي يقول: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين. افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات…" (مت 5: 11-12). وكلامه الإلهي بأن أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة المقدسة (راجع مت 16: 18). وكلام مار بولس القائل: "إن كان الله معنا فمن علينا" (رومية 8: 31).

+ ألا رحم الله شهداء كنيسة سيدة النجاة ببغداد وجميع شهداء العراق الجريح بدون استثناء، وجميع الأموات المؤمنين، واسكنهم فردوس النعيم وفسيح جنانه، صحبة الأبرار والقديسين… آمين.

* مطران الديوان البطريركي للسريان الأرثوذكس

شاهد أيضاً

الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع

الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع بقلم الأستاذ سعيد لحدو لم تأتِ احتفالات رأس السنة …