الرئيسية / أخبار العراق / مديرة مؤسسة هودسون لحرية الاديان في امريكا تحذّر من هروب جماعي لمسيحيي العراق

مديرة مؤسسة هودسون لحرية الاديان في امريكا تحذّر من هروب جماعي لمسيحيي العراق

أمريكا – عنكاوا كوم / ترجمة / خاص ++ نشرت مديرة ادارة مركز مؤسسة هودسون لحرية الاديان في امريكا نينا شيا في الاول من تشرين الثاني الجاري، مقالاً عن المآسي التي يواجهها المسيحييون في العراق فيما حذرت من ان الاعتداء الارهابي الاخير على كنيسة سيدة النجاة في بغداد قد يؤدي الى "هروب كلي للمسيحيين من البلاد" واشارت الى ان "المسيحيين العراقيين لا زالوا محاصرون". وشيا من الناشطات المدافعات عن حقوق ابناء شعبنا في العراق.

وقالت شيا في مقالها:
واجه المسيحييون العراقييون ضربة كارثية أخرى والتي من المحتمل أن تعمل على بدء هروب كلي للمسيحيين من البلاد. لقد فرض يوم أمس انتحاريون ينتمون الى تنظيم القاعدة هجوماً على الكنيسة الكاثوليكية سيدة النجاة في بغداد أثناء قداس يوم الأحد حيث كان يصلي بداخلها 120 كلداني كاثوليكي. وذكرت صحيفة واشنطن بوست استشهاد 42 من المصلين وسبعة أشخاص من قوى الأمن العراقي، ومن بين القتلى كاهنين، هما الأب وسيم صبيح والأب ثائر سعد عبدال، وأصيب كاهن ثالث، الأب القطيني، برصاصة في الرأس وما زالت حالته حرجة. وهذا الهجوم هو الأخير في سلسلة الهجمات المباشرة على الكنائس العراقية التي بدأت في عام 2004.

كتبَ لي جوزيف كساب، المدير التنفيذي للاتحاد الكلداني الأميريكي، وقال: ما دامَ العراق بدون حكومة فينبغي علينا الطلب من المجتمع الدولي التدخل لحماية وإنقاذ سكان العراق الأصليين، ألا وهم الشعب الكلدانية الآشورية السريانية. وأكد أيضاً على أنَّ الامور تسوء بسرعة كبيرة بسبب فقدان الأمل من عدم وجود أية إجراءات جدية لحمايتهم، كما هو الحال اليوم.

وبعث لي أيضاً رئيس الشمامسة عمانوئيل يوخنا من الكنيسة الشرقية، وهي كنيسة مضطهدة اخرى ذات وجود قديم جداً في العراق، تقريراً يُبين فيه وموثّق برابطين، وباستثناء ما تم نشره عن طلب الارهابيين إطلاق سراح السجناء، أن هناك دافع ديني مباشر آخر أثار غضب تنظيم القاعدة ألا وهو تحوّل فتيات الى الديانة المسيحية في بلد آخر. وكان الارهابيون الذين ينتمون الى تنظيم القاعدة في العراق الذي يُدعى دولة العراق الاسلامية قد طالبوا، وفقاً للمصادر العراقية، إطلاق سراح زملائهم من التنظيم المسجونين في العراق ومصر. وتم نشر وتداول بيان الارهابيين هذا في موقعهم على شبكة الانترنيت، وهو يُحذر ويُطالب إطلاق سراح الفتيات المسلمات اللواتي كنَّ مسيحيات، وبحسب البيان، ما زلنَّ مسجونات في أديرة الكنيسة القبطية في مصر. وأعطى البيان إنذاراً مدته 48 ساعة لإطلاق سراح الفتيات وإلا فإنهم سيُفجرون الكنيسة. والبيان ، كما في الحالات الاخرى، مملوء بالتهديدات ضد الكفرة في كل مكان.

ما زال المجتمع المسيحي يمثل أكبر الأقليات غير المسلمة في العراق لكن رؤساء الكنيسة يُعبرون عن مخاوف وقلق حقيقي من أنَّ ضوء الإيمان في العراق الذي نشره شخصياً القديس توما، أحد تلامذة السيد المسيح الأثني عشر، قد ينطفيء قريباً. وقد تناقص السكان المسيحيين في العراق الى النصف تقريباً، إذ يعود ذلك الى الهجرة الواسعة التي سببتها الهجمات الارهابية الوحشية والتهميش الحكومي. وكذلك اضطرت الأقليات غير المسلمة الأخرى، مثل المندائيين (أتباع يوحنا المعمذان) واليزيدية (دين ملائكي قديم) والبهائيين واليهود، الى مغادرة البلاد، وفي بعض الحالات لا تتمكن لغاتهم وتقاليدهم من الاستمرار في المنفى (خارج العراق).

إن الاضطهاد الديني في العراق قاسٍ جداً وفظيع، إذ تم شمول العراق من قِبَل المفوضية الأميريكية لحرية الأديان الدولية ضمن قائمة البلدان التي تحتاج الى "الاهتمام الخاص" جنباً الى جنب مع ايران والصين. ولم تستثنى أية مجموعة في العراق مسلمة كانت أم غير مسلمة من دوافع العنف والاضطهاد الديني. ولكن حسب المفوضية الاتحادية المستقلة، تهدد الهجمات القاسية للمتطرفين والتمييز الحكومي العميق الوجود القديم جداً للكنائس المسيحية العراقية (التي ما يزال البعض منها يُقيم الصلوات باللغة الآرامية، لغة يسوع الناصري) والمجتمعات العراقية من الأقليات الأخرى كالمندائيين واليزيدية، التي قد تكون أقدم. وكما حدث من هجوم ليلة أمس، يتضح مرة أخرى أن هذه الأقليات الصغيرة ليست محصورة ببساطة وسط موجة العنف، لكنها مستهدفة بدرجة كبيرة وقاسية جداً بسبب دينها وإيمانها.

وكما كتبتُ سابقاً، تزيد هذه العملية من التساؤلات العاجلة للغرب وهي: بدون ممارسة التعايش جنباً الى جنب مع المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين في داخل بلدانهم، فما الشيء الذي سيهيء مسلمي الشرق الأوسط على التعايش السلمي مع الغرب. نينا شيا – مدير إدارة مركز مؤسسة هودسون لحرية الأديان في امريكا.

http://www.nationalreview.com/corner/251765/iraqs-christians-still-under-siege-nina-shea

شاهد أيضاً

رئيس حكومة إقليم كوردستان يهنئ المسيحيين برأس السنة البابلية الجديدة وأعياد أكيتو

رئيس حكومة إقليم كوردستان يهنئ المسيحيين برأس السنة البابلية الجديدة وأعياد أكيتو Ado News اربيل، …