الرئيسية / اخبار اشورية / كلمة الحزب الآشوري الديمقراطي في احتفال عيد الشهيد الآشوري في سوريا

كلمة الحزب الآشوري الديمقراطي في احتفال عيد الشهيد الآشوري في سوريا

ألقاها الأخ كلدون ساوا : عضو المكتب السياسي للحزب

سوريا – كبا ++ الأخوة أعضاء المنظمة الآثورية الديمقراطية قيادة و قواعد الحضور الأكارم إن الوقوفَ هنا للتحدثِ عن المأساة التي طالت الشعب الآشوري يوم السابعِ من آب عام 1933 في سيميل لهو خطبٌ جلل يحملُ في مضامينه أمران.

الأمر الأول: إن سيميل من حيث الزمانِ و المكان…. تعبّرُ عن مأساةِ هذا الشعب الذي قدّّمَ الشهداءَ بأعدادٍ كبيرةٍٍ …إثر جريمةٍ نكراء ارتكبتها قوات النظام العراقي و جيش الدولة الذي كان قد اقسم على حماية مواطنيه ……… أمَّ سيميل كأرض و تاريخ، إنما تُعبّرُ عن استمراريةِ الغبن الذي لحقَ بالشعب الآشوري عبرَ جرائم كثيرة اقترفت في هكاري و طورعبدين و مديات و آزخ على أيدي حكومات و شعوب هذه المنطقة والتي بلغت ذروتها حد الإبادة الجماعية في عام 1915و التي تدعى اليوم في المحافل الدولية بمذابح السيفو .

أمّا الأمر الثاني: إن الغاية من الاحتفال في مثل هذه المناسبات لا يُمكن أن تحمل في مضامينها استمرارية الحقد أو استجرار الماضي على طاولة الحاضر بقدرِ ما تكون الغاية الأساسية هي الوقوف على الأسباب المبهمة والأخطاء الجسيمة التي أُقتُرِفت آنذاك بحق هذا الشعب المسالم، بُغية عدم تكرارها في الوقت الراهن بأساليب وتقنيات جديدة.

السادة الحضور
إننا اليومَ مطالبون أكثر من أي وقت مضى , أن نتناول الأحداث و المآسي بحكمةٍ وروية و أن نبتعدَ قدر الإمكان عن لغةِ العواطفِ و الخطاب المصمت و المنغلق على شكل دائرة ليس لها بداية و لا نهاية …. فتاريخُ هذا الشعب بكل أحداثه و مآسيه لا يُمكن أن نتغافلَ عنه ، لأنه يؤكد حق الارتباط بموروث الأباء و الأجداد … إلا أننا في الوقت ذاته لا يمكن بأي شكلٍ من الأشكال أن نضعهُ نُصبَ أعيننا كهدفٍ في سياساتنا القادمة . لأن التشخيص السياسي الفعلي يعني اعطاء تفسيرات للأحداث المعاصرة والانطلاق من هذه التفسيرات كأساس لتحقيق الأحداث السياسية المستقبلية … ونكون بذلك قد طرقنا باب الحكمةِ و ابتعدنا عن مفهوم التدرج إلى الوراء و أقناع انفسنا بأننا نسيرُ نحو الأمام بخطى ثابتة

السادة الحضور
إن الحياة السياسية لمجمل أحداث المنطقة باتت تتخذُ أشكالاً و اساليب ذاتَ مراحلَ متعاقبة و متسارعة ليست مرتكزة بشكلٍ أو بأخر على مفهوم تاريخي أو حضاري ، بقدر ارتكازها على مفرزات المعادلات السياسية المؤدلجة ضمن أطرٍ لمصالح دولية واقليمية ، و التي أخرجت المنطقة بأكملها من مسارها الطبيعي حول مفهوم الحقوق والانتماء إلى الوطن و التاريخ , لتندرج ضمن أُطر و مصالح غيرية تبحث في مضامينها الفكرية عن الحارس أو الشرطي الذي سيحمي تلك المصالح في المنطقة .
لذلك علينا أن نعترفَ: بأننا لا نستطيع في المجال الأيدلوجي مجابهة هذه التيارات الفكرية الجديدة ، إلا بتيارات فكرية تحملُ في أسلوبيتها قسطاً كبيراً من الديناميكية . وهذه نقطة ضعفٍ لا بُدَّ من دراستها بعمق لأخذها بعين الاعتبار و العمل على تجسيدها كمنهجية على أرض الواقع كما هو، لا كما نُحب أن نراه.

السادة الحضور
إن الذي يحدث الآن في العراق ليس إلا اسقاطاً فعلياً للمفهوم الذي تحدثنا عنه قبل قليل . فالعراق الآن ليس أكثر من مساحة شطرنجية تتحرك عليها بيادق قزمة يتقاذفها اللاعبون ضمن مربعات مقسمة على شكل محافظات أو أقاليم في أحسن الأحوال . لتتحول أرض العراق أرض النهرين و الحضارة إلى مجرد رقعة متجانسة شكلاً ومضموناً مع مصالح و طموحات الداخل المتمثل بنزعة القومية والطائفية والمذهبية والخارج المتمثل بالاحتكارات النفطية ، بينما يرزح الشعب العراقي العريق تحت وطأةِ القهر بلقمة العيش في أحسنِِ أحواله، و فقدان الأمن والاستقرار تحت ضربات الارهاب المنظّم في أصعب الأحوال …. فعن أي عراقٍ ديمقراطي كانوا يتحدثون لسنوات طِوال . هل الديمقراطية أن يبقى بلداً بل حكومة أشهرٍ طِوال ، لأن المنتخبين ديمقراطياً يختلفون فيما بينهم حول كيفية تقسيم كعكة الوطن …. أين يقف المواطن العراقي الآن و هو مَنْ عانى مرارة القهر و الذل تحت وطأة أشد الانظمة ديكتاتوريةً في العالم. أم أن المفهوم الديكتاتوري ما زال قائماً ولم يتغيّر شيء سوى الأشكال والأدوار.

السادة الحضور
في ظلِّ كل ما تمَّ ذكره تبقى قضيةُ شعبنا الآشوري بمختلف تسمياته الأحادية و الثلاثية فالمشكلة ليست هنا بقدر ما تكون المشكلة في الدور الذي يستطيع أن يلعبه هذا الشعب ضمن الحياة السياسية للمجتمع العراقي ….. لذلك علينا أولاً أن نعترف أمام الجميع ودون أدنى علامات من الخجل أن هذا الشعب ليس له أيةُ رايةً ينضوي تحت لوائها لا بتسمياته المفردة ولا الثلاثية و هذه حقيقة وواقع ، و أن أي عملية جراحية لتزيينها وتجميلها و تقديمها للشعب هي مجرد انحراف عن المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا نحن أحزاب وتنظيمات و مؤسسات هذا الشعب . لأننا جميعاً قد اقسمنا على خدمته بأمانة و صدق و أن لا نُخفي عنه ما يخصهُ و يخصُ مصيره. وبخطوتنا هذه ، نكون قد برهنا على أن شرعيتنا نابعة من الشعب ولا ندّعي بها قسراً …. هذا على المستوى الداخلي للقضية السياسية … أمّا على المستوى الخارجي في تعاملنا مع مكونات الشعب العراقي.
فعلينا أن نعي تماماً أن الآخر لا يقدم لنا الحلول إلا من خلال منظاره ، وهذا حقه ….وعلينا أن لا ننكر عليه هذا الحق. فله استراتيجيته وأوراقه المتعددة و مصالحه الذاتية التي يسعى إلى توسيعها كلما سمحت له الظروف حتى لو كانت على حساب مصالح الغير . إلا أننا أيضاً علينا أن نعي انفسنا تماماً وأن لا نغرق في بركة ماء و تأخذنا الوعود و الأماني إلى مصير مجهول ….ولتكن طروحاتنا أمام الآخر منطلقة على أسس واقعية حيث حجمنا الحقيقي في المعادلة والشأن العراقي لأننا كما قلنا سابقاً أن التاريخ والأصالة في الانتماء إلى أرض النهرين ليس لهما أي تأثير حقيقي على الأجندة السياسية العراقية في ظل ما يحدث الآن في العراق

السادة الحضور
إننا اليوم كآشوريين سوريين نفتخر في انتماءنا إلى هذا الوطن الذي سًميَّّ بمهد الحضارات . وكان لنا الدور الفعّال في تسطير أمجاد الوطن في عمق التاريخ . إلا أن اتخذ هذا الشكل الحضاري و السياسي في عصرنا الحديث . حيث كان الآشوريون بمختلف طوائفهم مكوناً أساسياً من مكونات الثقافة و التراث السوري مارسوا كل مهماتهم الوطنية للدفاع عن هذا الوطن ضد كل الأخطار الخارجية و قدّموا الكثير من الشهداء في ساحات الشرف. وليسوا بحاجة إلى أي دليل من أحد ولا يُحَمِّلون الجميلَ لأحد لأنهم أبناء وارثون لهذا الوطن …. وانطلاقا من هذا الارتباط الجدلي بالوطن يسعى اليوم كلُّ الآشوريون للمشاركة في الحياة السياسية و الاجتماعية والثقافية ، تحت راية تبادل الثقافات في وطن تتعدد فيه القوميات تحت رايته . والأجدر بالقول أن الإنسان الآشوري ينضوي تحت مقولة الواجبات أولاً والحقوق ثانياً . فإذا كان الآشوري قد حقق في كل ممارساته اليومية البند الأول فما على الحكومة إلا أن تنفذ البند الثاني و هذا أضعف الإيمان في زمن باتت أغلب الدول تتخذ النهج الحضاري من خلال مفهوم احترام الآخر والإقرار بوجوده لطالما هو جزأٌ لا يتجزأ من الوطن الواحد.

السادة الحضور
لقد شاءت الظروف أن تتزامن الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الآشوري الديمقراطي في السابع من آب عام 1977 مع الذكرى السنوية لعيد الشهداء الآشوريين . ومن الجدير بالذكر أن هذا التزامن قد جعل منه وليداً لذكرى المأساة . وهذا ما يحمّله الكثير من العمل و تحمل المسؤولية تجاه قضية شعبه إلى جانب إخوته من باقي التنظيمات والأحزاب الآشورية التي سبقته و التي تلته . وأن يحافظ على المسافة الكاملة بينه و بين تلك التنظيمات يتعلم من تجاربها و يعلّمها إذا كان في قدر المستطاع و أن يُقسم أن لا يتخذ مساراً منعزلاً ومنفرداً فيما يجمع عليه باقي التنظيمات لآن مصلحة الأمة فوق مصلحته الحزبية الضيقة. ومن على هذا المنبر أقدّم التهاني لكل كوادر الحزب قيادة و قاعدة بمناسبة ذكرى التأسيس.

عاش شهداءنا الأبرار عاشت قضية شعبنا العادلة عاش السلام العالمي

الوطن في 7/ 5/6760 آالموافق في 7/8/2010 م

الحزب الآشوري الديمقراطي
اللجنة المركزية

شاهد أيضاً

الائتلاف الوطني يدين اختطاف الناشط الصحفي حسام القس

04-06-2021 تصريح صحفي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دائرة الإعلام والاتصال 04 حزيران، 2021 …