آدو نيوز
أصدر المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية بيانا، اليوم الجمعة الخامس عشر من تموز 2016 بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية، هذا نصه:
بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية في الذكرى 59 لتأسيسها:
جاء ميلاد المنظمة الآثورية الديمقراطية في الخامس عشر من تموز عام 1957 كأول تنظيم سياسي في تاريخ شعبنا السرياني الآشوري الحديث، على يد مجموعة من الشباب، الذين حملوا على أكتافهم الغضة عبء التأسيس، وصعوبة البدايات، ومخاطر التبشير بفكرهم في ظل أنظمة استبدادية لا تعرف الرحمة أو التسامح. ومع هذا تجاوزوا هذه الصعوبات والمخاطر، ونجحوا في مسعاهم، لتتحول المنظمة الوليدة بعد سنوات إلى مؤسسة قومية جامعة.
لقد شكل الإيمان بالوحدة القومية لشعبنا بكل طوائفه وتسمياته التي أطلقت عليه خلال مراحل تاريخية عديدة، وضرورة الإقرار بوجوده القومي، ونيل حقوقه القومية في الوطن، مضافاً إليها فشل الحكومات في إنجاز عملية التحول الديمقراطي وتحقيق العدالة والمساواة لجميع المواطنين، الحافز الأساسي لنشوء المنظمة الآثورية الديمقراطية.
تمر الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية، والشعب السوري وضمنه شعبنا السرياني الآشوري، لا يزال يعاني مأساة يومية تحت وطأة الاستبداد والإجرام والإرهاب، من النظام ومختلف القوى المسيطرة على الجغرافيا السورية، وفي مقدمتها قوى الإرهاب المتمثلة بداعش وأخواتها، ويزيد عليه وطأةً، انسداد الأفق أمام الحل السياسي، في ظل موقف دولي وإقليمي لا يزال مصرا على إدارة الصراع بمنطق المصالح، وبشكل يتنافى مع أبسط القيم الإنسانية.
إزاء هذا الواقع، الذي تراجع فيه الصراع الأساسي بين الشعب المنتفض من اجل الحرية والديمقراطية، ضد نظام قمعي استبدادي، لصالح صراعات متعددة ذات بعد طائفي وعرقي، تتناقض أهدافه مع أهداف ثورة الشعب السوري، تبرز الحاجة لتحرك سوري وطني، مستقل عن أي أجندة خارجية، يسعى لوقف نزيف الدماء، ويضع مصلحة الشعب السوري فوق كل اعتبار، والانطلاق بثقة وثبات في عملية تسوية سياسية على قاعدة بيان جنيف وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، و وفق رؤية ترتقي لجوهر القضية السورية، بعيدا عن منطق الحلول الصفرية، التي لم تنتج إلا المزيد من الوقود لطحن السوريين وتفتيت كيانهم ودولتهم.
وفي هذا السياق، فإن المنظمة الآثورية الديمقراطية، إذ تتطلع بأمل إلى قدرة قوى الثورة والمعارضة على إجراء مراجعة نقدية لأدائها وخطابها، خاصة بعد التحولات في المواقف الإقليمية والدولية حيال الوضع السوري، وما ستفرضه من تغيير في طبيعة و موازين القوى، فإنها تدعوها إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي و الدولي الحالي، لملاقاة المجتمع الدولي في حربه على الإرهاب، وتشكيل ضغط حقيقي على النظام، عبر الخوض بمفاوضات مباشرة معه، لانتزاع حل سياسي، يكفل الانتقال بالبلاد إلى طور الحرية والديمقراطية.
إن ما تعرض ويتعرض له أبناء شعبنا من جرائم إرهابية كما حدث في القامشلي، والخابور، وصدد، ومعلولا، والقريتين، والعديد من المناطق الأخرى ، واستمرار خطف المطرانين الجليلين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والعشرات غيرهم، بالإضافة لما تعرضوا له من قتل وخطف وتهجير في الموصل وسهل نينوى، بات يرقى لمستوى إبادة جماعية جديدة، تستحضر إلى الذاكرة مجازر إبادة “سيفو” قبل مئة عام وعام، وتأتي ضمن سلسلة ممنهجة لإرهابهم و اقتلاعهم من جذورهم، ومحو إرثهم الحضاري، الأمر الذي يدفعنا في هذه المناسبة، لأن نجدد دعوتنا إلى أبناء شعبنا السرياني الآشوري في سوريا بكل أحزابهم ومؤسساتهم، لأن نكون على مستوى هذه التحديات المصيرية، عبر بوابة الحوار الهادف لتنسيق الجهود وتكاملها وتوحيد الخطاب والرؤية لمستقبل شعبنا وحقوقه ولحماية وجوده وحضوره الوطني الفاعل، والعمل على ان يضمن الدستور السوري القادم الحقوق القومية للسريان الآشوريين في إطار نظام ديمقراطي علماني وفي ظل هوية سورية جامعة، متصالحة مع حقائق التاريخ وقادرة على أن تستوعب وتعكس واقع الغنى والتنوع في سوريا الموحدة أرضا وشعبا، باعتبارها وطنا نهائيا لكل أبنائها . وهي أيضا دعوة لأبناء شعبنا في بلاد الشتات والمهجر، لأن يكونوا عونا ودعما لثبات شعبنا وصموده، وصدى لمعاناتهم وواقعهم الصعب، وعامل دفع إيجابي باتجاه المزيد من التلاحم ووحدة الصف، وزيادة فسحة الأمل والثقة بأن المخاض رغم آلامه، لابد وأن ينتهي بولادة مستقبل أفضل، علينا أن نوفر له شروط الحياة والديمومة لنا وللأجيال القادمة من بعدنا.
عاشت سوريا وطنا حرا نهائيا لكل أبنائها.
سوريا في 15 تموز 2016
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي