شهدت مدينة القامشلي خلال الأيام الثلاثة الماضية، اشتباكات عنيفة بين التشكيلات المسلحة التابعة للإدارة الذاتية من أسايش ووحدات حماية الشعب من جهة، و قوات النظام والدفاع الوطني من جهة أخرى، أدت إلى سقوط العشرات من المسلحين من الطرفين، وتسببت في قتل وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء، نتيجة أعمال القنص، و الاستخدام العشوائي للسلاح المتوسط والثقيل في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين، كما تسببت في نزوح مئات العائلات من منازلهم إلى مناطق بعيدة عن ساحة الاشتباكات، وما ترافق معه من حالة من الخوف والذعر التي أصابت المدنيين وما ترتب عليها من إغلاق الأسواق وفرض لحظر تجول منع السكان من تأمين حاجياتهم اليومية.
على الرغم من أن هذه الاشتباكات ليست الأولى بين هذين الطرفين، والتي انتهىت جميعها بالمصالحات وعقد اتفاقيات مؤقتة في المكان والزمان فرضتها موازين قوى ميدانية في سياق (تنافس) على بسط نفوذ أوسع لكلا الطرفين، إلا أن ما حصل خلال الأيام الماضية كان غير مسبوق إن كان من ناحية نوعية السلاح المستخدم وكثافة النيران أو من ناحية تجاوز بعض الخطوط التي بدت حمراء لدى الكثير من المراقبين تجلت باستهداف المربع الأمني وبعض مراكز الإدارة الذاتية وحشد أعداد كبيرة من القناصة والآليات الثقيلة ضمن الأحياء السكنية. بالرغم من أن الأسباب المباشرة التي أدت إلى اندلاع الاشتباكات، لم تخرج عن سياق سابقاتها والتي طغى على معظمها طابع الإشكال الجزئي بين عناصر ميدانية من هذا الطرف أو ذاك، الأمر الذي بات يثير لدى الأهالي مزيدا من الخوف والقلق من تجدد الصراع والخشية من انتقاله إلى مستويات أخطر، قد تطيح بما تبقى من أمل بالمستقبل لمن صمدوا في أرضهم متحملين أقسى الظروف المعيشية.
المنظمة الآثورية الديمقراطية إذ تدين استهداف المدنيين وتحويل الأحياء السكنية إلى ساحة اقتتال بالأسلحة الثقيلة، فإنها ترى فيما حدث تهديدا لأرواح المدنيين، و للسلم الأهلي و وضع المكونات في مواجهة بعضها البعض، .
وعليه فان المنظمة الآثورية تدعو أبناء محافظة الحسكة بكل تعبيراتهم السياسية والاجتماعية والمدنية والروحية، إلى التلاقي والحوار على قاعدة الشراكة الحقيقية، وحتمية العيش المشترك، لاستعادة دورهم في حماية حاضرهم وصياغة مستقبلهم بإرادتهم الحرة والعمل معا على منع تكرار ما حدث، وإخراج المناطق السكنية والخدمية عن ساحة الاشتباكات المسلحة، حماية لأرواح الأبرياء وصونا للأمن والسلم الاجتماعي.
تعازينا القلبية لأسر وأهالي الضحايا الأبرياء، وتمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
عاشت سوريا وطنا حرا نهائيا لكل أبنائها.
سوريا في 23 نيسان 2016