في الذكرى الثالثة لاختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي
تعرض نيافة المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي بتاريخ 22 نيسان 2013 لعملية اختطاف في ريف مدينة حلب ولا يزال مصيرهما مجهولا لتاريخه، في ظل غياب أية معلومات مؤكدة حول مصيرهم وطبيعة الجهة الخاطفة، الأمر الذي يكاد يخرج قضية اختطافهم عن سياق عمليات الاختطاف المعهودة التي شهدتها الساحة السورية خلال السنوات الخمس الماضية نظرا لما تمثله الشخصيتان من مكانة اجتماعية وروحية ذات بعد رمزي يمس الوجود المسيحي في سوريا، ولغياب أية مطالب سياسية أو مالية كفدية مقابل إطلاق سراحهم ولا حتى تحرك دولي أو إقليمي لعملية تبادل أسرى أو مختطفين ( في حال كانوا مختطفين من قبل جهات مسلحة في الصف المعارض للنظام السوري) قياسا لما حصل مع أسرى حزب الله أو حتى مع راهبات معلولا على سبيل المثال.
إن مضي ثلاث سنوات دون ان تتمكن كل أجهزة الاستخبارات المحلية والإقليمية والدولية وبكل ما تملكه من وسائل تنصت ورصد، من تقديم أي معلومة تساهم في فك شيفرة هذه القضية (اللغز) ، لا يمكن تبريره وفق أدوات العقل و المنطق، بل يدفع أكثر باتجاه إضفاء أبعاد غير تقليدية تحيط بالقضية قد تدخل ضمن صراع المصالح المتناقضة في سوريا وحولها في الدائرتين الإقليمية والدولية، ويضع كل تلك القوى في موضع المسؤولية الأخلاقية.
وبغض النظر عن طبيعة الجهة الخاطفة أو المستفيدة من عملية الاختطاف، فإن اغتيال واختطاف رموز مسيحية بهذا الوزن هو استهداف للوجود المسيحي في سوريا وبالقدر نفسه فهو استهداف للتنوع ولقيم العيش المشترك التي كرسها آباؤنا وأجدادنا عبر مختلف العهود، من هنا فإن مسؤولية الكشف عن مصير المطرانين وإطلاق سراحهما ليست مسؤولية المسيحيين فحسب بل مسؤولية كل قوى الشعب السوري بكل أطيافه، وهي بذات القدر مسؤولية الحكومات المنغمسة في الصراع السوري وفي كل محاور الصراع وبمستوييه الإقليمي والدولي.
وبهذه المناسبة فإن المنظمة الآثورية الديمقراطية، التي لم توفر جهدا في سبيل الكشف عن ملابسات القضية وطلب العون من مختلف الحكومات الإقليمية والدولية للعمل على إطلاق سراح المطرانين، فإنها تجدد مطالبتها لمختلف الحكومات الإقليمية والدولية بالتخلي عن هذه اللامبالاة بمصير المطرانين يوحنا وبولس، وتسخير كل الإمكانيات في سبيل استعادة حريتهم، فباستعادتهما استعادة للأمل والثقة بالمستقبل وقيم العيش المشترك، وللمعاني التي يمثلانها في سلوكهما كقامتين وطنيتين لم يحملا يوما إلا غصن الزيتون ولم ينتهجا يوما إلا سلوك المحبة والتآخي ولم يدعوا إلا إلى التسامح والسلام.
الحرية لنيافة المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي.
الحرية لكل المعتقلين والمختطفين.
عاشت سوريا وطنا حرا نهائيا لكل أبنائها.
سوريا في 22 نيسان 2016
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي