آدو نيوز
تلبية للدعوة الموجهة من قبل (كتلة أحزاب المرجعية السياسية الكردية في سوريا)، شارك وفد من المنظمة الآثورية الديمقراطية ضم الرفيقين حنا حنا عضو المكتب السياسي وبشير سعدي عضو اللجنة المركزية، في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر التأسيسي (للتحالف الوطني الكردي في سوريا)، وقد القى الرفيق بشير سعدي كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية، هذا نصها:
الأخوات والأخوة في قيادة أحزاب المرجعية السياسية الكردية المحترمون
السيدات والسادة الحضور
يسرنا في المنظمة الآثورية الديمقراطية أن نشارككم اليوم تأسيس هذه المرجعية التي تضم عدد من القوى السياسية الكردية، والتي جمعتنا بها وببقية قوى الحركة الوطنية الكردية في سوريا علاقات قديمة، سادتها علاقات الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتي تعمقت أكثر عبر النضال المشترك على المستويين الوطني الديمقراطي، والنضال في سبيل احقاق الحقوق القومية المشروعة لكل من الكرد والسريان الآشوريين في سوريا ولبقية المكونات القومية الاخرى وفق العهود والمواثيق الدولية.
وبهذه المناسبة، نكرر موقفنا وقناعتنا بأهمية وحدة ورؤية وخطاب القوى السياسية الكردية، لما فيه من مصلحة مشتركة ليس للإخوة الكرد فحسب، بل لعموم الحركة الوطنية الديمقراطية في سوريا، ولما تمثله من منصة موحدة تعكس خطابا ورؤية كردية سورية منسجمة مع تطلعات الشعب السوري بكل تنوعه لإنجاز التغيير الديمقراطي المنشود والانتقال بالبلاد نحو دولة علمانية لامركزية تعددية قائمة على مبدأ المواطنة المتساوية وشرعة حقوق الانسان في ظل هوية وطنية سورية جامعة تحتوي وتعكس حقيقة تنوعها القومي والديني في لوحتها الفسيفسائية الجميلة، وإرثها التاريخي الرائع كبلد للأبجدية والحضارات.
أيتها الأخوات أيها الإخوة
كلنا يعي حجم الكارثة التي يعيشها السوريون يوميا، وحجم التحديات والمخاطر التي تواجهنا في ظل التعقيدات والانسدادات في مسار الحل السياسي، وكذلك حجم الأخطار التي تهدد مجتمعنا في منطقة الجزيرة، من قبل المجموعات الارهابية المتمثلة بداعش وأخواتها، وكلنا شهدنا أعمالا ارهابية وحشية طالت واستهدفت واحدا من مكوناته الاصيلة ممثلة بالشعب السرياني الاشوري بشكل خاص والمسيحيين بشكل عام، بالتفجرين الارهابيين اللذين طالا أهدافا مدنية بامتياز في حي الوسطى بالقامشلي، الأول مساء 30-12-2015 والثاني في 25-1-2016، راح ضحيتهما العشرات من الابرياء قتلى وجرحى، وهدف التفجيرين كان واضحا جليا، وهو استهداف الوجود القومي للشعب السرياني الاشوري بشكل خاص والمسيحي بشكل عام في الجزيرة ودفعهم لمغادرة وطنهم وأرض آبائهم وأجدادهم، بما يشكله ذلك من خسارة وكارثة وطنية عامة لحاضر بلدنا ومستقبله. وبهذه المناسبة ندعو مؤسسة الاسايش التي أعلنت رسميا أن لديها معلومات مفترضة حول الجناة، المتابعة الجادة لهذه القضية والكشف عن المعلومات ونتائج التحقيق عبر وسائل الاعلام، من أجل تبديد أجواء الشكوك القائمة بالمجتمع بشكل عام وأهل الضحايا بشكل خاص حول سؤال يدور في كل منزل وفي كل لقاء من هو الفاعل؟؟!!، ومن أجل إعادة أجواء الثقة وروح العيش المشترك التي تصدعت للأسف نتيجة هذه الجرائم الارهابية البشعة.
ونرى أنه في مثل هذه الظرف بالذات أننا معنيون جميعا أكثر من أي وقت مضى، بالمباشرة بحوار جدي ينطلق من حاجات مجتمعنا، ومن واقع التنوع القومي والديني والسياسي الذي يميزه، ومن حتمية الشراكة الحقيقية والعيش المشترك، حوار يسعى لإعادة انتاج ادارة ذاتية ديمقراطية جديدة لمنطقة الجزيرة، تعكس تمثيلا حقيقيا لقوى المجتمع، و مبنية على ثوابت سياسية وطنية توافقية، ورؤية مشتركة لحاضر ومستقبل المنطقة، إدارة تكون قادرة على تحقيق مبدأ الشراكة الفاعلة والمتوازنة لمختلف قوى المجتمع، في إدارة شؤونها من كافة الجوانب.
ختاما: اتقدم اليكم باسمي وباسم الرفاق في قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية، بالتهنئة بمناسبة انعقاد مؤتمركم، متمنين لكم النجاح والتوفيق لما فيه خير ومصلحة مجتمعنا ووطنا سوريا.
عاشت سوريا حرة ديمقراطية، وطنا نهائيا موجدا لكل أبنائها.
عامودا 12-2-2016