آدو نيوز – سوريا
أصدر المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية اليوم الاثنين 25 كانون الثاني 2016 بيانا، أدان فيه عملية التفجير الارهابية التي استهدفت حي الوسطى بالقامشلي أمس الاحد، واعتبرها جريمة ضمن سلسلة جرائم تعرض لها السريان الآشوريين والمسيحيين عموما، بهدف تهجيرهم، وأنها جاءت لضرب السلم الأهلي وضرب عوامل الثقة بين مكونات المنطقة، وحملت السلطات الأمنية والعسكرية المسيطرة على المنطقة المسؤولية القانونية والأخلاقية نتيجة تخاذلها في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية المدنيين و الكشف عن ملابسات الجرائم السابقة التي طالت أبناء هذا المكون، وآخرها الذي وقع في الثلاثين من الشهر الماضي.
كما جددت دعوتها لقوى شعبنا لتشكيل مرجعية قومية وسياسية، ودعت السريان الآشوريين للابتعاد عن خطابات التخوين والتحريض، ودعت الامم المتحدة لارسال مراقبين دوليين وأعضاء من لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، للاطلاع على واقع أبناء الشعب السرياني الآشوري في منطقة الجزيرة ورفع تقارير إلى الجهات الدولية المعنية من أجل حماية هذا المكون الأصيل، وتحديد الجهات التي تقف وراء والجرائم التي تمارس بحقه، تمهيدا لتقديم المرتكبين للعدالة الدولية.
نص البيان:
تعرض حي الوسطى ذو الغالبية المسيحية بمدينة القامشلي لاعتداء إرهابي آثم من جديد أمس الأحد 24 كانون الثاني 2016، عبر دراجة هوائية مفخخة هذه المرة، استهدف محالا تجارية في شارع ميامي، أدى إلى استشهاد ثلاثة من أبناء المدينة وإصابة العشرات بجروح بليغة، كما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة بالمباني السكنية المجاورة.
إن المنظمة الآثورية الديمقراطية إذ تدين بأقسى العبارات هذا الهجوم البربري الذي طال مدنيين عزل في منطقة مأهولة بالسكان، فإنها تؤكد أن هذا الاستهداف الجديد للسريان الآشوريين ليس معزولا عن سابقاته من الاعتداءات الممنهجة ضد مسيحيي المنطقة عموما، وضد السريان الآشوريين خصوصا، لترهيبهم وتهجيرهم.
إن من يقف خلف هذه الاعتداءات، يستهدف ضرب السلم الأهلي في منطقة الجزيرة السورية، وتفتيت النسيج المجتمعي لمكوناتها الدينية والقومية، وزعزعة ثقة هذه المكونات بعضها ببعض تمريرا لمخططات عنصرية شريرة. ويهمنا في هذا السياق التأكيد على الأهمية القصوى للحل السياسي السلمي في سوريا، وأن الحلول الأمنية والعسكرية بمفردها لا يمكن لها أن تصمد وتنجح في حماية المدنيين إلا إذا جاءت في سياق حل سياسي شامل على مستوى البلاد ينهي الصراع الدموي الدائر في سوريا، ويحقق تطلعات السوريين في الحرية والمساواة في ظل نظام ديمقراطي ودولة علمانية.
إن جميع السلطات الأمنية والعسكرية المسيطرة على المنطقة، تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الاعتداءات، من خلال تقاعسها في اتخاذ التدابير اللازمة والكفيلة بحماية المدنيين، خصوصا في ظل صمت هذه القوى وعدم اتخاذها تدابير جدية في كشف ملابسات الاعتداءات المتكررة على مناطق وبلدات وأحياء السريان الآشوريين، لعل أبرزها الهجوم الآثم على مدينة القامشلي عشية عيد رأس السنة الذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى.
تجدد المنظمة الآثورية الديمقراطية دعوتها إلى أبناء شعبنا السرياني الآشوري بكل مؤسساته السياسية والروحية والمدنية والعسكرية، لتحمل مسؤولياتها التاريخية في تشكيل مرجعية قومية وسياسية موحدة في سوريا، للتصدي لكل ما يواجه شعبنا في الحاضر والمستقبل، لأن وحدتنا اليوم باتت مطلب الحد الأدنى الذي يمكن أن نواجه به هذه الهجمة الشرسة.
كما تدعو المنظمة أبناء شعبنا الى التعالي على الجراح، والابتعاد عن خطابات التخوين والتحريض العبثية التي لن تزيدنا الا ضعفا وانقساما، واحترام جهود كل التيارات العاملة في أوساط شعبنا كل من موقعه، و بما يقدمه، دعما لصمود أبناء شعبنا على أرضهم ريثما لحين تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تعصف بالمنطقة.
وتدعو المنظمة الآثورية الديمقراطية، المجتمع الدولي، ممثلا بمجلس الأمن الدولي وهيئات الأمم المتحدة المعنية، لتحمل مسؤولياتها في حماية مكون أصيل من مكونات المنطقة، مهدد بالاقتلاع الممنهج من موطنه الأصلي، عبر الضغط على سلطات النظام السوري وقوى الأمر الواقع للسماح الفوري بدخول مراقبين دوليين وأعضاء من لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، للاطلاع على واقع أبناء الشعب السرياني الآشوري في منطقة الجزيرة ورفع تقارير إلى الجهات الدولية المعنية من أجل حماية هذا المكون الأصيل، وتحديد الجهات التي تقف وراء والجرائم التي تمارس بحقه، تمهيدا لتقديم المرتكبين للعدالة الدولية.
ختاما نتقدم بتعازينا الحارة لذوي الشهداء الذين سقطوا بهذا التفجير الآثم، ولعموم أبناء القامشلي، وأبناء شعبنا في الوطن والمهجر، ونطلب الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
عاشت سوريا حرة موحدة، وطنا نهائيا لكل أبنائها.
سوريا في 25 كانون الثاني 2016
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي