المنظمة الآثورية الديمقراطية تدين هجوم وحدات الأسايش الكردية بالقامشلي

 

آدو نيوز
بيان صادر عن المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية:

وقعت ليلة أمس الأول الأحد 11 كانون الثاني 2016، اشتباكات بين عناصر من مكتب الحماية (السوتورو)، وعناصر من وحدات الأسايش الكردية التابعة للإدارة الذاتية، في حي الوسطى بالقامشلي الذي تقطنه غالبية من السريان الآشوريين والمسيحيين عموما، أدت إلى استشهاد أحد عناصر (السوتورو) وأحد المدنيين وتعرض بعض عناصر الطرفين لإصابات نقلوا على إثرها لمشافي المدينة.
وقد اندلعت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، إثر منع عناصر أحد حواجز (السوتورو) لمجموعة من عناصر الأسايش من إزالة الحاجز وتجاوزه بالقوة، وقيام الاسايش بفتح النار على عناصر الحاجز وإصابة الشاب كابي داوود بطلق ناري أدى لاستشهاده وجرح زميله كابي برصوم، تلى ذلك هجوم من قبل قوات الاسايش مستخدمين الاسلحة الخفيفة والمتوسطة على مداخل الحي، وقاموا بإزالة معظم الحواجز بآليات هندسية رافقتهم تؤكد توفر النية المبيته، وتم الرد عليهم بإطلاق النار من قبل عناصر (السوتورو)، وسط هلع وخوف الأهالي الآمنين في بيوتهم.
وكانت عناصر (السوتورو) قد قامت بإغلاق المنافذ المؤدية لحي الوسطى بنصب حواجز اسمنتية منذ الصباح الباكر، وبموافقة أو توجيه من الأجهزة الأمنية التي لاتزال تسيطر على هذا الحي القريب جدا من مقراتها، وذلك خشية من تكرار استهداف الحي بعمليات تفجير على غرار ما وقع ليلة الثلاثين من كانون الأول الماضي.
تعبر المنظمة الآثورية الديمقراطية عن إدانتها لهذا الهجوم من قبل قوات الأسايش، وتحملها المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن ارواح الشهداء الذين قضوا خلال الاشتباك، وترى بأن الرعونة في استخدام القوة بالشكل الذي حصل، يتنافى مع معايير الإدارة الرشيدة ذات المصداقية التي يمكن معها بناء الشراكة الحقيقية في الحاضر والمستقبل، وتنظر بعين الريبة في دوافع هذا الهجوم الذي أقرت قوات ما يعرف ب (أسايش روجافا) على موقعها الرسمي بأنه قرار اتخذته نتيجة قيام السوتورو باقامة الحواجز . لا بل بسلوكهم هذا ساهموا بزيادة منسوب القلق والخوف وفقدان الثقة الذي يكاد يفعل فعله الهدام في النسيج الاجتماعي، ويضرب مقومات الثقة والاطمئنان للمستقبل، ويدفع السريان الآشوريين إلى المزيد من الهجرة وبذلك يساهمون إلى جانب النظام والتنظيمات الارهابية، بعملية إفراغ المنطقة من أحد مكوناتها الأصيلة، ضاربين بعرض الحائط كل شعارات تآخي الشعوب والمجتمع الديمقراطي.
كما تعبر المنظمة عن قلقها من التفرد في تنفيذ قرار على هذه الأهمية من قبل السوتورو، وتدعو عناصره الذين هم أهلنا وابنائنا، إلى عدم الانجرار وراء الفتنة، وتقدير حجم التناقض والتداخل في المصالح الذي يسم ملامح المرحلة خاصة في الجزيرة السورية، ووعي الاجندات التي تسعى لاستثمار عنفوانهم وحرصهم على التضحية، التي نقدرها عاليا، خدمة لبعض تلك الاجندات، وان يتعظوا مما وقع، بعد تخاذل قوات النظام ليس فقط في عملية الحماية التي يعول عليها الكثيرون، وإنما في منع وقوع الاشتباك الذي توقعه الصغير قبل الكبير وأولهم تلك الأجهزة نفسها.
ان المنظمة الآثورية الديمقراطية انطلاقا من شعورها بالمسؤولية القومية والوطنية، ووضوح رؤيتها، ونبل اهدافها، وإصرارها على الارتقاء بالوعي لضرورات المرحلة الاستثنائية والخطيرة التي تواجه ابناء شعبنا، ورغم ما عانته و تعانيه من حملات تشويه لنهجها، واعتقال وملاحقة لكوادرها نتيجة مواقفها المبدئية، التي لا ترى مكانا لشعبنا وعموم المسيحيين في هذه البلاد، إلا في ظل الدولة الوطنية والنظام الديمقراطي، والشراكة الكاملة مع بقية المواطنين، فإنها تجدد تأكيدها على أن لا حل سرياني آشوري لشعبنا، ولا حل مسيحي لمسيحيي سوريا، وإنما حل سوري لا يمكننا إنجازه إلا عبر الشراكة مع مواطنينا من ابناء الشعب السوري وقواه السياسية والمدنية ، وأن استمرار الأنظمة القمعية البوليسية الفاسدة لن ينتج استقرارا وسيبقى يهدد المجتمع بالانفجار ولو بعد حين. وتكرر المنظمة توجيه دعوتها لجميع مؤسسات وأحزاب شعبنا إلى الارتقاء بالاختلافات في الرؤى ووجهات النظر، إلى مستوى الحوار الجاد الهادئ والمسؤول من أجل خلق قاعدة تفاهمات ورؤى مشتركة لمستقبل شعبنا في الوطن، وتسخير كل الطاقات للتخفيف من محنته والوصول به إلى بر الأمان.
الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.

عاشت سوريا وطنا حرا موحدا لكل أبنائها.
سوريا في 13/1/2016
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي