الرئيسية / اخبار اشورية / فايز ساره:” كبرئيل موشي كورية واحد من الآشوريين، الموصوفين بأنهم من أقدم سكان سوريا، والحاملين اسمها بالصورة الأكثر وضوحا.”

فايز ساره:” كبرئيل موشي كورية واحد من الآشوريين، الموصوفين بأنهم من أقدم سكان سوريا، والحاملين اسمها بالصورة الأكثر وضوحا.”

كبرئيل موشي: حكايا من حياة سوريا
بقلم فايز سارة – مدار اليوم
آدو نيوز – عن موقع مدار اليوم
قبل أكثر من عامين بقليل جاء كبرئيل موشي كورية بزيارة إلى اسطنبول، المدينة الواصلة بين حضارتين، استطاعت المدينة أن تدمجهما في علاقة قل، أن قامت بها مدينة في العالم. لم تكن زيارة كبرئيل للمدينة، زيارة سياحية، بل كانت زيارة عمل، لأن اسطنبول غدت في أحد وجوهها، أحد أهم مراكز المعارضة السورية، تماماً كما اصبحت تركيا الموئل الأهم للسوريين الهاربين من عنف نظام الأسد، قتلاً واعتقالاً وتشريداً وتدميراً، وصارت اسطنبول مقراً للعديد من تنظيمات وشخصيات المعارضة السورية، ومنهم قيادات وأعضاء في المنظمة الآثورية الديمقراطية، التي يتزعمها كبرئيل موشي كورية، فقد بدا من الطبيعي أن يحل فيها الرجل لفترة، يلتقي ويتباحث مع شخصيات في المعارضة السورية بمن فيهم قيادات في المنظمة.
كان من الطبيعي، أن ألتقي كبرئيل، فقبل أن يكون القيادي الأول في المنظمة الاثورية الديمقراطية، كان صديقاً شخصياً، عرفته للمرة الأولى وكثير من رجالات منظمته أثناء انتفاضة القامشلي في العام 2004، عندما خرجت المدينة في مواجهة جبروت النظام، تعلن التمرد في حركة احتجاج واسعة على أساليب القمع والارهاب، التي سار عليها نظام الأسد في مواجهة تظاهرات سكان المدينة من أكراد وعرب وآشوريين سريان وغيرهم.
كانت انتفاضة القامشلي في ذلك الوقت تعبير عن حراك شعبي، بدأت ملامحه في أكثر من مدينة وقرية سورية، وإن تركزت فعالياته الأهم في دمشق، وقد بدأ حراك مجتمعها المدني، يبث الروح والرسائل إلى بقية الانحاء السورية عبر نشاط شخصيات شكلت منظمات ومنتديات على عجل من أجل إجراء تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية في الحياة السورية، التي أثقلها نظام البعث وحكم الأسد الابن بعد الأسد الأب الذي مات في العام 2000.
كبرئيل موشي كورية واحد من الآشوريين، الموصوفين بأنهم من أقدم سكان سوريا، والحاملين اسمها بالصورة الأكثر وضوحاً. ووسط جلسة مسائية في أحد أحياء مدينة القامشلي، ضمت بشير سعدي زعيم المنظمة الآثورية الديمقراطية آنذاك، تعرفت وأصدقائي القادمين من محافظات أخرى للتضامن مع انتفاضة القامشلي إليه وسط لفيت من قيادات المنظمة بينهم سليمان يوسف وآخرين، وفي تلك الأمسية، قدم الأشوريين لضيوفهم شرحاً عن أوضاع الاشوريين في الجزيرة، ونشاطهم من أجل مستقبل أفضل لسوريا والسوريين من خلال عمل سياسي واجتماعي وثقافي، تقوده منظمتهم المؤؤسة في العام 1957 إلى جانب الجماعات السياسية العربية والكردية، وقد تعرضت المنظمة وقياداتها، كما بقية التنظيمات والقيادات الأخرى إلى الملاحقة والاعتقال مرات ومرات.
منذ تلك الجلسة أصبحنا أصدقاء وشركاء في المعركة من أجل الحرية والديمقراطية في سوريا ومن أجل مستقبل أفضل لكل السوريين بلا تمييز من أي نوع. وتشاركنا معاً في لجان احياء المجتمع المدني، وانتقلنا بالشراكة ذاتها نحو تشكيل إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في العام 2005.
طوال سنوات لاحقة، كان كبرئيل في قلب العمل الوطني الديمقراطي في حركة دائبة بين القامشلي، حيث يعيش وينشط وسط حاضنته السياسية والاجتماعية الصغيرة ودمشق التي كانت تدار فيها معركة رئيسة من أجل التحول الديمقراطي السلمي والمتدرج وسط ممانعة النظام ورفضه دخول مسار الاصلاح، واخراج سوريا من عهد ادكتاتورية والاستبداد.
ولم تتأخر المنظمة الآثورية والآشوريين عن التفاعل الايجابي مع الثورة السورية عند انطلاقتها في آذار 2011، وقد رأت فيها أمل السوريين بالخلاص، فانخرطت ومحيطها السياسي والاجتماعي في حركة المعارضة المدنية من جهة وفي حركة المعارضة السياسية، وكانت بوابتها في الأخيرة المشاركة في تأسيس المجلس الوطني السوري أواخر العام 2011، ثم مشاركتها في تأسيس الائتلاف الوطني السوري عام 2013، وكان كبرئيل أحد أكبر الداعمين لهذه المشاركة، ومنادياً من أجل تعميقها لتحقيق مطالب السوريين في الحرية والكرامة الوطنية، والمجتمع الديمقراطي التعددي، بعيداً عن العنف والقتل والتدمير الذين سعى النظام وجماعات الارهاب إلى تكريسهما في الواقع السوري لافشال الثورة، وأخذها إلى مآلات اخرى أبعد ماتكون عن طبيعة السوريين وأهدافهم.
في زيارة كبرئيل الأخيرة إلى اسطنبول، دارت نقاشاته مع الأصدقاء حول ماآلت اليه الحال السورية، والسبل الممكنة من أجل تصحيح الأوضاع سواء لجهة واقع المعارضة السورية وجماعاتها بمافي ذلك أوضاع الائتلاف الوطني السوري، أو لجهة التدقيق في تحول الثورة من النشاط المدني الى العسكري والذي استغلته قوى الإرهاب والتطرف لتتمدد على هوامشه، وتأخذ ثورة السوريين إلى غير أهدافها في الكرامة والحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين، وهو هدف رئيس عمل نظام الأسد وحلفائه عليه منذ اللحظات الأولى لإنطلاقة الثورة,
وفي غمرة حوارات كبرئيل مع أصدقائه ورفاقه، سمع مرات، دعوات لبقائه في اسطنبول للمشاركة في تعزيز أوضاع المعارضة التي ينتمي اليها، وتقوية صفوفها، لكنه كان يؤكد أن ثمة حاجة لوجوده هناك في القامشلي، التي لايستطيع البعد عنها، وذات مساء رحل كبرئيل عائداً إليها، وبعد وصوله إليها بقليل، اعتقلته مخابرات أمن الدولة، ثم حولته مرفقاً بتهمة دعم الارهاب إلى دمشق، ليودع في سجن عدرا المركزي.
عامان مرا على اعتقال كبرئيل موشي كورية في سجن عدرا المركزي، وسط ظروف هي الأصعب في تاريخ الاعتقال السياسي في سوريا، حيث أسوء الظروف العيش والمعاملة، لا لذنب ارتكبه كبرئيل وأمثاله من معتقلي وسجناء الرأي سوى أنهم، أحبوا أهلهم وبلدهم، وطالبوا بالحرية والكرامة وبمستقبل أفضل لسوريا، فكان نصيب أغلبهم الإتهام بالارهاب، والاعتقال بتلك التهمة!.

 
 

شاهد أيضاً

المنظمة تهنئ بمناسبة الذكرى 175 ليوم الصحافة الآشورية

31-10-2024 بمناسبة حلول الأول من تشرين الثاني، يوم الصحافة الآشورية، والمتمثل بالذكرى الخامسة والسبعين بعد …