آدو نيوز القحطانية
اقيمت في كنيسة السيدة العذراء في بلدة القحطانية، أمس الأول الأحد 6 كانون الأول 2015، صلاة على روح المرحوم الرفيق نعمان حنا (أبو مردوخ).
وبحضور قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية وممثلي بعض القوى والمؤسسات السياسية والمدنية في البلدة، وحشد غفير من أهالي البلدة ومن كل مكونات النسيج الاجتماعي، أقام الخوري سمعان راعي كنيسة السريان، صلاة الجناز على روح الفقيد (أبو مردوخ)، طالبا لروحه الرحمة وملكوت السموات، ومن ثم ارتجل كلمة أشاد فيها بالروح القومية والوطنية التي تميز بها المرحوم، وسلوكه الاجتماعي الذي جعله محبوبا من كل من عرفه وتعامل معه، والخسارة التي مثلها رحيله، ليس لأهله ورفاقه فحسب، بل لكل أهالي البلدة.
وفي كلمة مؤثرة للدكتورة غزالة ملكي، شريكة حياته ورفيقة نضاله، أنارت من خلالها على الجوانب الشخصية والوجدانية والعاطفية في شخصية الرفيق ابو مردوخ، والرسالة الانسانية الحضارية التي حملاها معا الى أسرتهم الصغيرة والى عموم المجتمع الذي زرعوا فيه بذور المحبة والصدق والذي مثل لهما أسرتهم الكبيرة. ولتستعرض مشاهد من ذكريات جمعتهما في أصعب الظروف واحلكها، أبكت الحضور، ولتعود وتجدد لأهل البلدة إصرارها على البقاء مع ابنائها في هذه البلدة واكمال رسالة الفقيد في تعميق الثقة والتفاعل الانساني الخلاق بين مختلف المكونات وبث الامل بالمستقبل وبقدرتهم على بناء مستقبل أجمل للاجيال القادمة.
كما ألقى الرفيق مالك يوحانون كلمة شبيبة المنظمة الآثورية الديمقراطية، نقل من خلالها مشاعر الألم التي أدمت قلوب الشباب الذين عرفوا المرحوم رفيقا وصديقا وملهما ومرشدا، وتحدث عن دوره في بث الروح القومية والوطنية بين صفوف الشباب، وحضوره الدمث والمتواضع والمتفاعل مع الكبار والصغار، الأمر الذي أهله ليكون قدوة للشباب فكرا وممارسة.
وتعبيرا عن طبيعة العلاقات الاخوية التي ربطت الفقيد بمجتمعه وجيرانه التي تخطت كل حدود الهويات، الى فضائها الوطني والانساني، تحدثت الطبيبة شهناز يوسف عن العلاقة التي ربطتهم كجيران، بالمرحوم وأسرته، وعن الرقي في شخص أبو مردوخ والنضج في فكره القومي والوطني، وألقت قصيدة شعرية من نظمها، عبرت بجزالة وعمق عن كل تلك المشاعر الانسانية الصادقة.
كما ألقى كلمة المنظمة الآثورية الديمقراطية، المهندس داوود داوود نائب مسؤول المكتب السياسي، هذا نصها:
الأب الفاضل الخوري سمعان الموقر
الدكتورة غزالة ملكي أرملة الفقيد نعمان حنا (أبو مردوخ)
ابناء وبنات المرحوم – أخوة وأخوات المرحوم – أقارب وأصدقاء ومحبي المرحوم
الرفاق والرفيقات في المنظمة الآثورية الديمقراطية
الأخوات و الأخوة الحضور
في ذلك اليوم الرمادي ماتت الأشجار واقفة , وتجمدت العيون لاتصدق الخبر . فقد فاجأنا الخبر فنغص حياتنا تنغيصا لانعرف له مثيلا .
حرقة الفراق لاذعة جدا . تهز النفس والكيان برحيل عزيز ورفيق وأخ وصديق وانسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد نبيلة وسامية .
هل للكلمات أن تفي بحق قامة ومناضل عتيد بقامتك يا أبا مردوخ . فاليوم ليس مثل باقي الأيام , حيث نفتقد رجلا اجتمعت فيه كل صفات الرجولة والشجاعة والجرأة والاخلاص والائتمان . لقد كنت يا أبو مردوخ مثالا لتواضع الابطال الحقيقيين الذين يناضلون ليحققوا لشعبهم ومجتمعهم ووطنهم الحرية والكرامة .
لقد شغلت قضية شعبك السرياني الآشوري ووطنك سوريا فكرك وحياتك , فكنت متفانيا بكل صدق وأمان متجاوزا عثرات الزمن الرديء بكل رجولة واباء . مؤمنا بأن الغد الآتي سيكون أفضل من الراهن . لم تستسلم للمرض قط , بل اخترت لنفسك درب النضال مذ عرفناك في صفوف المنظمة الآثورية الديمقراطية . وتحملت بسببه العناء والمتاعب والعذابات القاسية في المعتقلات والسجون . وان ملاحقتك ومنعك من السفر لخارج القطر من أجل العلاج بسبب مبادئك ونضالك السياسي المشرف كان عاملا مسرعا في انتقالك للخدور السماوية .
لقد كان الرفيق نعمان حنا يسعى الى مجتمع يشبه احلامه , وعالم على قياس سيرته النضالية . لقد كان عشقه القومي والوطني يملأ شرايين قلبه .
الانسان في نظره كان عبارة عن كلمة وموقف وفعل . وقد جسد ذلك في حياته الخاصة وسلوكه . فالرسالة النبيلة السامية التي آمن بها بقي طيلة حياته حاملا لها وعاملا من أجلها . فربى وثقف عائلته عليها . جسدها في بيته الصغير , وانطلق بها وابنائه وبناته وزوجته الى فضاء المجتمع والوطن . فنسج علاقات اجتماعية وثقافية وسياسية مع جميع ابناء مجتمعه بمختلف مكوناته . وجعل من شخصه همزة وصل في مجتمع متنوع متعدد مؤمنا بأن التنوع عامل غنى واثراء وجمال يجب الحفاظ عليه ورعايته لتتزين بألوانه اللوحة المجتمعية الوطنية في تناغم وانسجام .
لقد كان الرفيق نعمان آثوريا ووطنيا مخلصا . كرس الكثير من وقته وحياته بكل اخلاص قلبا وروحا وفكرا في سبيل الحفاظ على هوية ووجود شعبه السرياني الآشوري وتحقيق حقوقه القومية . ومن أجل وطنه سوريا ليتحقق فيه السلام والأمان والاستقرار من خلال رؤية ثقافية وفكرية وسياسية تفضي الى مجتمع تسوده العدالة والمساواة والحرية والكرامة.
ان كل من عرف أبو مردوخ يشهد ويقر له بذلك , بأصالته القومية والوطنية . ولاغرابة في ذلك يا أبو مردوخ فأنت من سلالة شعب عرف عبر التاريخ بالحصافة واتحف البشرية بالكثير من الهبات العلمية والثقافية والروحية والحضارية .
ذلك هو أبو مردوخ , رجل الظروف والتحولات الكبيرة التي عصفت بمجتمعه فانعكست على شخصيته وحياته التي شهدت معاناة ومراحل ومحطات صعبة زادته اصرارا وتصميما وايمانا بالرسالة والمبادىء التي اعتنقها .
ان انتقالك للخدور السماوية يا أبو مردوخ شكل خسارة حزبية وقومية ووطنية كبيرة . الا أنه بغيابك يتجدد في صميم كياننا كل التطلعات والأحلام والآمال التي اقترن اسمك بها . ولم لا فأنت الزهرة العطرية التي انبتتها بلاد الرافدين بلاد الحضارة والثقافة والابجدية .
سنتذكرك رفاقا ومحبين وأصدقاء في تحديك ومقداميتك وصبرك وجهدك ومناقبك المشرفة . لقد رحلت بالجسد ولكنك ستظل في روحنا وفكرنا ووجداننا .
ان في مقولتك المكررة : (أنه يجب أن نبقى ونصمد مهما حدث ) تصح بك قول رائد الفكر القومي السرياني الآشوري الملفان نعوم فائق : فيك ولدت وفيك أريد أن أموت يا وطني . وتحت ثراك اتمنى أن يدفن بعد الممات جسدي .
تعازينا الحارة في المنظمة الآثورية الديمقراطية لأرملة الفقيد الدكتورة غزالة ملكي المناضلة الرائعة نطلب لك الصبر والارادة الصلبة في تحمل المصاب الجلل .
تعازينا لابناء وبنات المرحوم الذين نتشرف بهم تربية واخلاقا ورفاقا
تعازينا لاخوة وأخوات المرحوم – تعازينا لأقاربه وأصدقائه ومحبيه
تعازينا لنا نحن رفاق دربه الذي كان مثالا وقدوة في النضال والاخلاص والمبدئية والالتزام
تعازينا للجميع
رحمك الله يا أبو مردوخ واسكنك ملكوته السماوي
شاهد أيضاً
المنظمة الآثورية الدينقراطية والحزب الآشوري الديمقراطي في سوريا يقيمان احتفالاً مشتركاً بيوم الشهيد الآشوري
08-08-2024 أقامت المنظمة الآثورية الديمقراطية والحزب الآشوري الديمقراطي في سوريا احتفالاً مشتركاً في ذكرى يوم …