آدو نيوز عن موقع يكيتي ميديا:
في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، السياسية منها والعسكرية كان لموقع يكيتي ميديا لقاء مع الأستاذ داوود داوود نائب مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية للتحدّث حول آخر المستجدات كونهم جزء من الإئتلاف السوري المعارض وفصيل سياسي قومي وطني وله دوره في مناهضة النظام السوري ، ودفع ضريبة ذلك العديد من المعتقلين الذين يتواجدون في سجون النظام للآن ،وهذا نص اللقاء كاملاً:
السؤال الأول:
الأستاذ داوود بداية حبّذا لو تطلعنا على وضع مسؤول منظمتكم كبرئيل موشيه كورية المعتقل لدى النظام السوري منذ قرابة عامين ، وهل لديكم أي تواصل معه ، وما هي التهمة الموجهة له؟
جواب: بتاريخ 19/12/2013 تم اعتقال الرفيق كبرئيل كورية من قبل فرع أمن الدولة بالقامشلي وتمت احالته إلى دمشق واليوم هو في سجن عدرا ومحال إلى محكمة الارهاب وهي جريمة معظم الناشطين والسياسيين السلميين في نظر النظام .
ومن خلال التواصل مع الرفيق كبرئيل في سجن عدرا عبر الزيارات وأشكال أخرى يمكن القول بأن معنوياته عالية وأنه مؤمن بأن القضية التي ناضل من أجلها تستحق جميع أشكال التضحية ومنها الاعتقال وهو دوماً يبلغنا في المنظمة بأن نستمر في فكرنا ونهجنا لتحقيق الهدف المنشود في الحرية والكرامة والديمقراطية يداً بيد مع القوى الوطنية السورية.
الرفيق كبرئيل يعتبر من الشخصيات السياسية الفاعلة والنشطة في الساحة القومية السريانية الآشورية وكذلك في الساحة الوطنية وكان دوماً يعبر ويعكس توجهات المنظمة الآثورية الديمقراطية القومية والوطنية والمتمثلة في تحقيق الحقوق القومية للشعب السرياني الآشوري وكذلك لجميع القوميات الموجودة في سوريا ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً وفي ظل نظام ديمقراطي تعددي علماني قائم على مبدأ المواطنة الكاملة والمتساوية والتشاركية الحقيقية وذلك في خطاب عقلاني كان له بصماته الشخصية المتميزة فيه.
إن اعتقال الرفيق كبرئيل هو استهداف للمنظمة الآثورية الديمقراطية بفكرها ونهجها القومي والوطني الهادف لتحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة ومواجهة الفكر الظلامي المتطرف وتحقيق مجتمع مستقر آمن.
إعتقال الرفيق كبرئيل يشكل حلقة في سلسلة من الضغوطات والمضايقات والاعتقالات التي تعرضت لها المنظمة الآثورية خلال مسيرتها النضالية منذ تأسيسها عام 1957 والتي وصلت إلى 52 حالة اعتقال لتاريخه.
السؤال الثاني:
ما موقفكم كمنظمة من المناهج الكردية التي أقرتها الإدارة الذاتية وخاصة أنكم اشتركتم في بيان صادر عن بعض المنظمات بهذا الخصوص؟ وما هي النتائج المنبثقة من اجتماعكم مع وفد لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي بخصوص موضوع المناهج وحسب المعلومات التي نملكها فأنكم اتفقتم على اصدار بيان مشترك حول ذلك إلى ماذا وصلتم؟
جواب: من حق أي شعب أن يتعلم ويعلم بلغته، وهذا حق طبيعي أقرته المواثيق الدولية وهو أحد الحقوق القومية في الحفاظ على الهوية وممارستها.
غير أن قانون الإدارة الذاتية في تعليم المناهج باللغة الكردية جاء في ظرف وآلية غير صحيحين فمن ناحية الظرف فإن سوريا تمر في حالة غير مستقرة وفي معظم مناطقها تشكلت إدارات ومجالس محلية بوظائف ومهام محددة ومؤقتة لحين حل القضية الوطنية السورية بشكل كامل ونهائي وبالتالي تشكيل نظام سياسي جديد وفق دستور وقوانين جديدة تحدد الشكل الاداري والسياسي ومختلف المناحي لسوريا الجديدة يسري مفعولها على كامل الأرض السورية والادارة الذاتية كونها سلطة أمر واقع فيسري عليها ما ذكر.
ومسألة المناهج التعليمية هي من القضايا ذات الأهمية البالغة في المجتمع واقرارها يحتاج لإجماع وتوافق وطني وهو ما ليس بالإمكان اليوم إلا بعد إنجاز الحل السياسي للصراع في سوريا فأي منهاج تعليمي يحتاج لاعتراف وتصديق من السلطة المركزية وكذلك من المنظمات الدولية ذات الصلة (يونيسيف).
أما من حيث الآلية فإن تعليم المنهاج بلغة جديدة فيتم بشكل تدريجي كأن تدرس بعض المواد باللغة الجديدة ليتم التوالف معها ثم يستكمل مع الزمن تدريجياً ليشمل جميع المواد وذلك وفق خطة مدروسة من قبل أخصّائيين آخذة بعين الإعتبار توفر الكوادر التعليمية والتوافق حول قاموس وقواعد اللغة كما أن التعليم لمنهاج معين بلغة معينة لا يتم بشكل قسري إنما يترك للطالب حرية التعلم باللغة التي يشاء كما أن ممارسة حق التعلم يجب أن لا يؤدي إلى انعكاسات تضر بالمصلحة الوطنية والمجتمعية في خلق شرخ اجتماعي وتمييز عنصري كما أن العلم يجب أن يكون بعيداً عن الادلجة مثله مثل القضاء والجيش والوطني .
بناء على ما ذكرت أقول إن قانون تدريس المناهج باللغة الكردية سوف يؤدي إلى جهل وتخلف الطالب وكذلك إلى تحطيم مستقبل جيل هام وأساسي وهو جيل الطفولة وبالتالي الإضرار بالمصلحة الوطنية حاضراً ومستقبلاً وعليه نتوخى من الجهة المصدرة للقانون توخي العقلانية والمسؤولية وإلغاء هذا القانون.
وبخصوص اجتماعنا مع وفد مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي فأننا تبادلنا فيه وجهات النظر بخصوص هذا القانون وكانت وجهات النظر متوافقة ومتطابقة إلى حد كبير.
السؤال الثالث
كيف تنظرون إلى التدخل الروسي في سوريا وما هي نتائج هذا التدخل العسكري على المنطقة؟
جواب: إن تدخل روسيا في مساعدة النظام ليس حديثاً إنما هو موجود منذ بداية الأزمة .
ولكن اليوم تتدخل روسيا بشكل مباشر من خلال السلاح الجوي وغيره من أنواع الدعم لمساندة النظام . وذلك من أجل تغيير موازين القوى على الأرض لصالح النظام .
فهي لا تقصف مواقع داعش فقط إنما تقصف مواقع الفصائل المسلحة المعارضة الأخرى أيضاً وذلك ما أدى إلى مقتل ما يقارب 1500 مدني لتاريخه .
إن التدخل الروسي اليوم يشكل خرقاً لقرار مجلس الأمن 2118 لعام 2013 والمتضمن تأييد تام لبين جنيف الصادر بتاريخ 30/6/2012 والذي أقرته مجموعة العمل وروسيا واحدة منها.
هذا البيان الذي يحدد عدداً من الخطوات الرئيسية بدءاً بإنشاء هيئة حكم انتقالية تمارس كامل السلطات التنفيذية ومروراً بإجراءات السلامة من معالجة المسائل الانسانية ووقف العنف والإفراج عن المعتقلين ومنع أي زيادة في عسكرة النزاع . وحضور أطراف الصراع (نظام ومعارضة) المؤتمر الدولي جنيف 2 في شباط 2014 هو اقرار واعتراف من الجميع بما ورد فيه وعليه فأن الدور المطلوب من روسيا هو السعي للحل السياسي وتطبيق بيان جنيف وليس زيادة العنف والعسكرة .
ومواجهة داعش وجميع قوى التطرف والارهاب لا يمكن أن تتم إلا من خلال هيئة حكم وطنية انتقالية تجمع جميع السوريين صفاً واحداً في مواجهة الخطر القائم.
“جدير بالذكر أن المنظمة الآثورية الديمقراطية تأسست في عام 1957 في محافظة الحسكة في الجزيرة السورية هي حزب سياسي قومي وطني تسعى لتحقيق الحقوق القومية للشعب السرياني الآشوري ولتحقيق نظام ديمقراطي تعددي علماني في سوريا على الصعيد الوطني وتحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري .
لها فروع في المهجر منها فرع في أميركا وكندا وفرع في أوربا الوسطى (ألمانيا – سويسرا – النمسا – فرنسا – بلجيكا – هولندا -) وفرع في السويد وفرع منطقة في لبنان وبعض الرفاق في تركيا.
منذ تسعينات القرن الماضي انفتحت المنظمة الآثورية على الساحة الوطنية السورية وعلاقات مع مختلف القوى الوطنية السورية وعلاقات مع الأحزاب الكردية في محافظة الحسكة ومع الأحزاب الشيوعية بمختلف تسمياتها.
في بداية 2000 انخرطت في الحراك الوطني السوري من خلال لجان المجتمع المدني ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية.
في 2005 دخلت في اعلان دمشق وكانت من المؤسسين.
فيما بعد، انضمت من خلال اعلان دمشق إلى المجلس الوطني السوري وفيما بعد في الإئتلاف الوطني السوري ولا زلنا ضمن الإئتلاف من خلال ممثلين وهما عبد الأحد سطيفو في الهيئة السياسية وسنحاريب ميرزا ممثل عن المكون السرياني الآشوري في الهيئة العامة للإئتلاف .
وتمثلت المنظمة في مؤتمر القاهرة الأخير وفي لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر”