رسالة مفتوحة من المنظمة الآثورية الديمقراطية إلى أصحاب القداسة والغبطة بطاركة كنائس شعبنا

بعد سلسلة التعديات التي طالت شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، في كل من مدينة الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، والتي تمثلت في تهجيره من أرضه التاريخية، ونهب ممتلكاته، وتهديم وحرق كنائسه بما تمثله وتكتنزه من موروث بالغ القيمة روحياً وتاريخياً وإنسانياً، شهدت الساحة تحركاً ومواقف مشرفة صدرت عن رؤساء كنائس شعبنا بكل طوائفه، بشكل فردي وجماعي، نددت بما يتعرض له هذا الشعب والمسيحيين عموماً، من ممارسات إجرامية على يد عصابات ( داعش ) الإرهابية والمتحالفين معها، ودقت ناقوس الخطر الذي يهدد وجود هذا الشعب وعموم المسيحيين المشرقيين، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، من أجل طرد الإرهابيين وتأمين حماية لهذا الشعب في منطقة آمنة بضمانات محلية ودولية، وتوفير كل مقومات العودة الآمنة والكريمة لبلداتهم وقراهم، وتعويضهم عن الممتلكات المنهوبة وإعادة إعمار البنى التحتية وما تم تدميره على يد الإرهابيين، وذلك لكي يستعيد هذا الشعب الشعور بالأمان ويتمكن من الدفاع عن نفسه ويعود لممارسة حياته ودوره الحضاري الوطني المميز مع بقية شركائه في الحاضر والمستقبل.

إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية، إذ نثمن عالياً تلك المواقف وهذا الحراك، فإننا بدورنا نؤكد على مطلب حماية شعبنا في العراق، ونعبر عن استعدادنا لبذل كل الجهود التي من شأنها تطوير وإنضاج عمل جماعي يتسم بالتوافق والتكامل، على كافة الصعد، خدمةً لوجود شعبنا ولنيله حقوقه القومية والوطنية المشروعة في أرض الآباء والأجداد.

كما ننتهز فرصة التقارب والتحرك الجماعي لكنائسنا، لنؤكد على ضرورة تطويره ليتكرس واقعاً عملياً، وليتسع لكل قوى شعبنا السياسية والإجتماعية، وبخطوات مدروسة، على قاعدة رؤية استراتيجية موحدة واستشراف مشترك لتحديات الواقع والمستقبل، والعمل على تذليل العقبات التي قد تقف في وجه وحدة هذا الشعب على المستويين القومي والكنسي.

بوركت جهودكم  لخدمة هذا الشعب وتأمين وجوده في وطنه .

                                 المنظمة الآثورية الديمقراطية

                                             المكتب السياسي