الرئيسية / اخبار اشورية / كلمة المنظمة الاثورية الديمقراطية خلال احتفال االذكرى السابعة والخمسون لتأسيسها في مدينة القامشلي

كلمة المنظمة الاثورية الديمقراطية خلال احتفال االذكرى السابعة والخمسون لتأسيسها في مدينة القامشلي

السيدات والسادة ممثلو الاحزاب الوطنية العربية والكردية الكرام

السيدات والسادة ممثلو المؤسسات القومية والاجتماعية والدينية الآشورية السريانية

السادة والسيدات الحضور –  مساء الخير

قبل سبعة وخمسين عاما وفي مثل هذا اليوم، في الخامس عشر من تموز وعلى ربوع هذه الارض الحبيبة، مدينة القامشلي ، كانت ولادة المنظمة الآثورية الديمقراطية , كأول تنظيم قومي سياسي في صفوف شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. وذلك في مرحلة كانت تعيش فيه سوريا أول تجربة ديمقراطية بعد انجاز استقلالها الوطني،  وفي ظرف لم تلحظ الأحزاب السياسية في خطابها التنوع القومي الذي تزخر به البلاد ، فكان لا بد والحالة هذه من ملئ الفراغ بتأسيس حزب سياسي يحمل على عاتقه العمل من اجل تحقيق حقوق شعبنا القومية في سوريا , وحقيقة كونه شعبا اصيلا أعطى سوريا الوطن اسمه.

ان فكر المنظمة الآثورية منذ بداياته عكس ثقافة وحضارة شعبنا وتجربة آلامه ومعاناته لقرون خلت, وتماهى مع تطلعاته نحو مستقبل جديد, ينتفي فيه الغبن والظلم وتتحقق فيه المساواة والعدالة والحرية وتصان فيه كرامة الانسان، فجاء فكر المنظمة ليعكس التاريخ والذاكرة والأمل، وهكذا تلخص فكرها في ثلاثية متماسكة جدليا ومترابطة عضويا, لا تقوم الواحدة دون وجود الأخرى، القومية والوطنية والديمقراطية، ففي بلد متعدد الثقافات والقوميات كسوريا، لا  يمكن ان تتحقق المساواة الا في ظل نظام يؤمّن الحقوق القومية المتساوية للجميع، ولا يمكن ان تتحقق هذه الحقوق الا في ظل دولة قوية متماسكة , ترعى حقوق جميع ابنائها وتربطهم بهوية وطنية مشتركة تكون عاملا جامعا لهم , ويرى الجميع نفسه في ظلها عبر رابطة وطنية مشتركة تربط الجميع، ولا يمكن أن تتحقق الحقوق و الرابطة الوطنية الا في ظل نظام ديمقراطي حقيقي , بكل ما تعنيه كلمة الديمقراطية من معان وتعاريف تتعلق بالحرية الفردية وفصل السلطات والتداول السلمي للسلطة وحرية الرأي والاعلام والصحافة وضمان حقوق الاقليات، والعلمانية بما تعنيه تماما فصل الدين عن السياسة والدولة، ومبدأ المواطنة المتساوية، وكان السبيل لتحقيق هذا الحلم هو اختيار النضال السياسي السلمي , بعيدا عن كل اشكال التطرف والتعصب والغلو ونبذ العنف سبيلا بكل اشكاله والوانه.

لم تمضي سنة على التأسيس والتنعم بمناخ الحرية التي كانت سمة الحالة الديمقراطية في عام التأسيس , حتى اجهضت التجربة الديمقراطية السورية بقيام الوحدة السورية المصرية عام    1958 وإقامة نظام استبدادي شمولي صودرت خلاله الحريات وحلّت الاحزاب، وأسس لاحقا لاستمرار وتكريس نهجا استبداديا لازالت تعاني منه البلاد.

ورغم أجواء الاستبداد وهيمنة الاجهزة الأمنية على مفاصل الحياة، استطاعت المنظمة خلال سنوات قليلة نشر أفكارها في اوساط شعبها وخصوصا في وسط الشباب، وتأسيس أطر تنظيمية في معظم اماكن تواجد شعبنا في الوطن و المهجر، اضافة لتأسيس مؤسسات قومية قامت بدور كبير في نشر الفكر القومي بين ابناء شعبنا , و التعريف بقضيته وعدالتها في المجتمعات المتواجد فيها.

لم يكن طريق نضال المنظمة سهلا وممهدا , بل اعتراه صعوبات كثيرة، ولأن المنظمة دعت للنضال من اجل حقوق شعبها ومن اجل الحرية والديمقراطية ، لذلك طالها الاستبداد قمعا وتنكيلا واعتقالا، بدءا من عام 1986 مرورا بعام 1987 و1993ولاحقا في عام 1997 وتاليا مع بدايات انطلاقة الثورة السورية تحديدا في/20ايار 2011/ وانتهاء باعتقال الرفيق كبرئيل موشي مسؤول المكتب السياسي ورفيق دربه الرفيق ابجر موشي، اعتقلا لأنهما ناديا بالحرية والكرامة لشعبهم ولمجمل الشعب السوري بسلاح الرأي والكلمة، وهذه فاتورة لابد من  أن يدفعها المناضلون، والمنظمة حاضرة لدفعها في كل وقت وفي كل مكان وزمان.

ايها الاخوة والاخوات

في نهج المنظمة الثابت لربطها النضال القومي بالنضال الوطني ، خطت دربها بما وفرته لها الظروف بالانفتاح على رحاب الساحة السورية وحركتها الوطنية , والمشاركة الفاعلة في معظم الاستحقاقات السياسية، بدءا من الاستحقاق النيابي عام 1990 الذي تم بتحالف وتعاون ومشاركة مع القوى السياسية العربية والكردية، هادفة من هذه المشاركة تثبيت حضورها السياسي وتعريفها بقضية شعبها وحقوقه القومية كجزء من القضية الوطنية السورية، واستطاعت ان تنجح في تثبيت حضورها ونيل الاعتراف بحقيقة وحقوق قضية شعبها من قبل مجمل الحركة الوطنية السورية، تجلى ذلك في مجمل الوثائق والبيانات السياسية التي صدرت خلال السنوات الاخيرة، بدءا من مؤتمر دير الزور عام 2005، وفي وثائق إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، وفي البيان التأسيسي للمجلس الوطني السوري عام 2011، وانتهاء في وثائق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. اضافة لعديد من المؤتمرات واللقاءات والندوات السياسية والبحثية التي شاركت فيها المنظمة.

الاخوة والاخوات الحضور

قامت الثورة  السورية في سياق موجة ثورية عمت معظم دول المنطقة , داعية شعاراتها للحرية والكرامة واقامة نظام ديمقراطي يلبي تطلعات عموم السوريين، بدأت سلمية قابلها النظام بعنف مفرط وبحل أمني بهدف كسر ارادة الشعب الثائر، مما حولها عن اطارها السلمي ،ودفع الى العنف المضاد , وانزلقت الأوضاع الى الصراع المسلح والقتل والدمار الذي عم البلاد , مما أوقعها في أزمات كارثية وأصبحت ساحة مفتوحة لكل أشكال تدخل القوى والاجندات الخارجية ، وبروز القوى الدينية المتطرفة الجهادية , و نفوذها على مساحة واسعة من البلاد بشعارات وأفكار هي نقيض للثورة وشعاراتها واهدافها , مما أدى إلى تشويه صورتها وفقدها لكثير من مناصريها وحاضنتها الاجتماعية محليا، والتردد من قبل مناصريها دوليا.

 وبعد دخولها سنتها الرابعة اضحى واضحا ان الخيار العسكري خيار لا جدوى منه، والخيار السياسي هو الخيار الوحيد الذي يمكنه وضع البلاد على سكة الخلاص , وانقاذها من دمار وفوضى وتقسيم وتهديد لأمن واستقرار المنطقة برمتها.

اننا في المنظمة الاثورية ومنذ مشاركتنا في تأسيس المجلس الوطني وبعده الائتلاف , كنا نضغط دوما ونلح على الخيارات السياسية ، واستثمار اية بادرة لإيجاد حل سياسي للازمة ، وكنا لاحقا ايضا في مرحلة الاعداد لمؤتمر جنيف مع قوى سياسية اخرى , نسعى جاهدين لاتخاذ قرار المشاركة به، ورأينا فيه فرصة تاريخية قد لا تتكرر لإنقاذ البلاد، عبرنا عن ذلك رسميا في بيان خاص، ونعتقد أنه كان للمنظمة دورا هاما في قرار المشاركة، ولازلنا نرى ان في الحل السياسي عبر جنيف خيارا قائما نظريا وقانونيا، ونرى ضرورة إحيائه من خلال قرار أممي يفرض على كل الاطراف، أو عبر اية مبادرة أممية مماثلة تضمن الانتقال السلمي من نظام الاستبداد إلى نظام ديمقراطي عصري يلبّي طموحات السوريين جميعا، ونرى أنّ أي تأخير أو مماطلة في معالجة الأوضاع المتفاقمة في سوريا، يعني انهيار الدولة وتمزُّقها، وتحوّلها إلى مرتع لقوى التطرّف والإرهاب، وسيكون لهذا تداعيات ومفاعيل خطيرة على الأوضاع في عموم دول المنطقة.

وبموازاة ذلك نناشد المجتمع الدولي، للعمل من أجل وقف العنف والقتل، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدن والبلدات المنكوبة و المناطق المحاصرة بفكّ الحصار عنها.

الحضور الكرام:

إنّ المنظمة الآثورية كجزء من الحراك السلمي، وشريكا للمعارضة الوطنية الديمقراطية، فإنّها تدعو قوى المعارضة والثورة إلى الارتقاء لمستوى تضحيات الشعب السوري من خلال العمل على توحيد صفوفها ورؤاها وأطرها، وتفعيل دورها في شتى المجالات السياسية والإنسانية والإغاثية لتكون ممثلاً حقيقياً لطموحات وتطلعات السوريين، والتأكيد على  البعد الوطني  للصراع مع نظام الاستبداد والحدّ من المظاهر الدينية المتطرفة وعزلها، والتأكيد على الالتزام بمعايير حقوق الانسان، ووضع قواعد صارمة للمساءلة والمحاسبة ضد كل من يسيء الى الثورة وأهدافها، ويقترف انتهاكات بحق المدنيين من قبل قوى تحسب نفسها على الثورة وتغليب المصلحة الوطنية ومصالح الشعب السوري، وتأكيد استقلالية قراراتها ومواقفها.

 الإخوة الحضور :

تعتبر الجزيرة السورية عنوانا ونموذجا للتنوّع القومي والديني، ففي لوحتها الفسيفسائية الجميلة يعيش ويتعايش العرب والكورد والارمن والآشوريين السريان، المسلمين والمسيحيين واليزيديين، وهي بمكوّناتها تختزل صورة سوريا الحقيقية. ولكن تنتاب أبنائها الكثير من الهواجس والمخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية ، مما دفع ويدفع كثير من ابنائها للهجرة التي باتت تشكل خطرا وجوديا حقيقيا.

إنّ الواجب الوطني يفرض على كلّ القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية في الجزيرة السورية للعمل معاً بمسؤولية وعقلانية من أجل تعزيز صمودها وتعزيز الثقة المتبادلة بين ابنائها ومكوناتها، والتمسك بالرابطة الوطنية للتعامل مع الاخطار والتحديات، بما يحافظ على السلم الاهلي وقيم العيش المشترك .

وبهذه المناسبة لا بد من الاشارة الى تداعيات الصراع الجاري في الساحة العراقية ، وما شكله من خطر على حياة المدنيين  في المدن الواقعة في ساحة الصراع، وبشكل خاص ما يشكله من مخاطر وجودية تطال ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مناطق تواجده التاريخية  ، وعليه نتوجّه إلى أحزاب ومؤسسات شعبنا إلى مزيد من التنسيق والتعاون فيما بينها والتعاون مع جميع القوى الوطنية بمختلف طيفها من أجل تعزيز القدرة على مواجهة الاستحقاقات والتحدّيات والمخاطر المحتملة.

أيها السيدات والسادة، نحن محكومون بالأمل، وأملنا وتفاؤلنا بغد أفضل لشعبنا ووطنا قائم وراسخ، ولن نستسلم لليأس والإحباط، فما يجمعنا في هذا المكان مدعاة لتفاؤلنا بقوة مجتمعنا السوري وقواه الوطنية الحية فهي تعبير حقيقي وأصيل على حقيقة وطننا ومجتمعنا السوري، وعلينا أن نؤسس على هذه الحالة الوطنية الحقيقية، لنبقى معا يدا بيد في مسيرتنا المشتركة من أجل سوريا حرة ديمقراطية وطنا نهائيا لك أبنائها.

الخلود لشهداء سوريا

الحرية للمعتقلين ومنهم الرفيق كبرئيل كورية مسؤول المكتب السياسي والرفيق ابجر كورية .

الافراج عن المخطوفين ومنهم المطرانين الجليلين يوحنا ابراهيم وبولص يازجي .

ختاما نشكر مشاركتكم ونفخر بها ، وشكراً لكم جميعا

سوريا 15 تموز 2014                                    

المنظمة الآثورية الديمقراطية

المكتب السياسي

شاهد أيضاً

الائتلاف الوطني يدين اختطاف الناشط الصحفي حسام القس

04-06-2021 تصريح صحفي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دائرة الإعلام والاتصال 04 حزيران، 2021 …