الرئيسية / مقالات حول سوريا / النظام والمتاجرة بالاقليات

النظام والمتاجرة بالاقليات

وحدة جنيف الإعلامية : يستغرب المتابع لأعمال مؤتمر جنيف 2 الطريقة الرخيصة لوفد النظام في متاجرته بقضية المسيحيين السوريين، وللنظام السوري باع طويل في العزف على وترّ الاقليات، فالحياة تشبه عادةً بالآلة الموسيقية ذو الاوتار السبعة، ستٌ منها تعزف لحن الالام والحزن، وواحدٌ يعزف لحن السعادة، وأي سعادة عاشها المسيحيون في سوريا في ظل آل الاسد، فقد شهد هذا المكون هزات عنيف خلال حكم الاسد الاب أهمها حملات الهجرة الرهيبة التي طالت سكان الجزيرة السورية وحلب وحمص خلال عقدي الثمانينات والتسعينات، واما اوتار الالام الستة فحدث عنها ولاحرج، فهي آلالام كل السوريين، لابل كل سكان المنطقة، آلالام سببها نظام طائفي يتخذ العلمانية رداءاً له، على قول المسيح : حملان بثياب ذئاب.

البارحة كاد العالم ينفجر بكاءاً من تصريحات بثينة شعبان بخصوص المسيحيين، ما يقاسوه من صعوبات بسبب المجموعات الارهابية، التكفيرية ، لابل تعدت ذلك لتتهم العالم اجمع باضطهاده لمسيحي سوريا، كأن لسان حالها يقول: كل مصائب نظامنا أتت نتيجة دفاعنا على المسيحيين في سوريا. ولا أعلم إن كانت قد ذرفت الدموع (دموع التماسيح) أيضاً، على شعب ارهقوا كاهله بفسادهم وإرهابهم، وتحويل سوريتهم إلى جحيم.

ولكن حبل كذبهم قصيرّ، فجاء الرد على "شعبان" من قبل وفدهم المفاوض، وسريعاً جداً خلال الجلسة الصباحية اليوم الثلاثاء، عندما وصفوا السوريين الحماصنة (مسلمين ومسيحيين) المحاصرين منذ اشهر بدون طعام او شراب بصحبة الراهب فرانس في دير الاباء اليسوعيين بالإرهابيين، كونهم ومن خلال صمودهم في حمص القديمة يكشفون زيف النظام، واكاذيبه للمجتمعين السوري والدولي، نعم وصفهم بالإرهابيين كونهم كانوا شاهدين على تدمير احياءهم من قبل ألة القمع الأسدية.

هذا دليل دامغ على مدى محبة النظام وحمايته للاقليات، فهو من اجل بقائه على الكرسي، مستعد لأن يضحي بسوريا بأكملها، وها قد بدأ في حربه من أجل البقاء منذ ثلاث سنوات، فهل من رادع له.

شاهد أيضاً

من هم السريان الاشوريين في سوريا

10 juli 2019 نص المحاضرة التي قدمها الرفيق كرم دولي عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الآثورية …