الرئيسية / اخبار اشورية / كبرئيل موشي: الكرد لن يستطيعوا إدارة منطقة الجزيرة مهما بلغت قوتهم

كبرئيل موشي: الكرد لن يستطيعوا إدارة منطقة الجزيرة مهما بلغت قوتهم

عامر مراد
القامشلي(سوريا ) الكردية نيوز: استبعد مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية، كبرئيل موشي، تفرد الكرد مهما بلغ حجمهم وقوتهم بإدارة منطقة الجزيرة السورية. وقال موشي في حوار مطول مع موقع "الكردية نيوز" الإخباري إن أي إدارة مستقبلية لهذه المنطقة يجب أن تأتي تعبيراً عن الشراكة الوطنية الكاملة بين جميع المكونات دون إقصاء أو تهميش لأي طرف. نص الحوار بالكامل :

س 1 ـ المجلس الوطني الكردي في سوريا والكثير من الكرد في المظاهرات وغيرها يطالبون بالفدرالية، فهل تقبلون بمثل هذا الطرح؟
ج 1 ـ من حقّ المجلس الوطني الكردي وكذلك الكرد وغيرهم من القوميات، أن يرفعوا الشعارات التي تعبّرعن تطلعاتهم بعيداً عن أي استفزاز للآخرين، وأعتقد أن الأكراد والسريان الآشوريين وكافة القوميات ستنال حقوقها كاملة في سوريا الجديدة بعد إزالة الاستبداد، وبناء دولة ديمقراطية عصرية، وسيتم الاعتراف بهويتها وبوجودها وبحقوقها، وضمان ذلك دستورياً. برضى وتوافق جميع المكونات الوطنية.

س 2 ـ هل تقبلون بقيادة كردية وحيدة للمنطقة؟
ج 2 ـ تعتبر سوريا وبامتياز بلد التعدد والتنوع القومي والديني والثقافي، والجزيرة السورية تعتبر التجسيد الحيّ لهذا التنوع. من هنا أستبعد تماماً مثل هذا الطرح، ولايمكن لأي أحد أن يدير المنطقة بشكل منفرد وإقصاء بقية الشركاء، مهما بلغ حجمه، وبلغت قوته. كما أني لم ألمس وجود مثل هذا التوجّه عند أطراف الحركة الوطنية الكردية أو رغبة في استنساخ تجارب الاستبداد في الاحتكار والاستئثار. وإذا كان ثمة ميل أو نزوع لمثل هذا التوجه لدى بعض الأطراف، فأن الجميع مطالب بتطويقه، وقطع الطريق عليه، حفاظاً على الشراكة وعلى الاستقرار والعيش المشترك بين جميع المكونات.

س 3 ـ في حال كان هناك أي نوع من الإدارة الكردية للمنطقة فهل تقبلون بالمشاركة، وماهي شروط هذه المشاركة؟
ج 3 ـ سبق أن قلت أن الجزيرة السورية تختزل كل التنوّع القائم في سوريا، ففيها العرب والأكراد والآشوريين السريان والأرمن، وهناك مسلمين ومسيحين ويزيدين. وأي إدارة مستقبلية لهذه المنطقة يجب أن تأخذ هذا بعين الاعتبار، بحيث تأتي تعبيراً عن الشراكة الوطنية الكاملة بين جميع المكونات دون إقصاء أو تهميش لأي طرف.

س 4 ـ هل لديكم طروحات لإدارة آثورية لمناطق معينة؟
ج 4 ـ لا يوجد مثل هذا الطرح عند المنظمة الآثورية الديمقراطية، كما لا يوجد مناطق سريانية آشورية خالصة باستثناء بعض القرى الآشورية على شريط الخابور التي تتداخل مع قرى أخرى لإخوتنا العرب والأكراد. بينما في المدن يتواجد شعبنا مع الإخوة العرب والكرد، لذلك ليس منطقياً أو واقعياً تقديم مثل هذا الطرح من قبلنا.

س 5 ـ تأخر المنطقة في الدخول جدياً وبشكل مسلح، فيما يجري في سوريا، ورأيكم به؟
ج 5 ـ أبناء المنطقة لم يتأخروا في الانخراط في الثورة السلمية للشعب السوري، بل كانوا من أوائل من خرج في تظاهرات واحتجاجات، وسبقوا بذلك العديد من المحافظات، وعلى مدى عشرين شهراً من عمر الثورة السورية حافظوا على الطبيعة السلمية لتحركاتهم، والنظام بدوره تحاشى الاستفزاز في هذه المنطقة، نتيجة لضعف وتآكل قدراته من جهة، ولتوفير هذه القدرات واستخدامها في مناطق اخرى. كل هذا جعل من مدن وبلدات الجزيرة ملاذاً آمنا لكل أبناء شعبنا السوري الذين نزحوا من المناطق المنكوبة.

س 6 ـ هناك نوع من التحرك والهجرة المسيحية نحو أوروبا، ما رأيكم بذلك؟
ج 6 ـ ظاهرة هجرة السريان الآشوريين والمسيحيون عموماً في الجزيرة سبقت قيام الثورة بعقود، وبعد انطلاق الثورة السورية، ارتفعت وتيرة الهجرة بسبب تنامي مشاعر القلق وعدم الاستقرار، و خوفا من المجهول، والخشية من الإنزلاق نحو الفوضى والاقتتال الداخلي مثلما حدث في العراق، وكذلك الخشية من مجيء نظام سياسي ذي ملامح أصولية متطرفة. إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية، موقفنا كان ومايزال مناهضاً للهجرة لأنها تعني الضياع والذوبان. وإذ نتفهم هذه الهواجس، فإننا نعتقد بأن مسؤولية تبديدها لاتقع على عاتق المنظمة والنخب المسيحية فقط، وإنما هي مسؤولية وطنية بامتياز، ينبغي على جميع النخب الوطنية العمل عليها لوقف هذا النزيف الذي يشكل خسارة وطنية للجميع.

س 7 ـ أي الوضعين أفضل لكم قبل النظام أو بعد النظام في ظلّ المقولة المنتشرة عنكم والتي مفادها أنكم تظلون دائماً مع الطرف الأقوى؟
ج 7 ـ إذا كان سؤالك ينطوي على نبرة اتهامية لشعبنا وللمسيحيين، فإن هذا غير مقبول وغير دقيق في آن واحد، فكلّ المكونات فيها موالون وفيها معارضون للنظام، وما ينطبق على العرب والأكراد والمسلمين السنة ينطبق على السريان الآشوريين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف. واستطيع القول بأن النظام لو لم يكن له مؤيدين كثر ضمن الغالبية العربية والسنية وكذلك بين الأكراد لما استطاع الصمود إلى اليوم. وأريد التأكيد على أن المسيحيين ليسوا بحمى وذمّة النظام، وغالبيتهم تتطلع إلى بناء دولة ديمقراطية علمانية، ترتكز إلى أسس العدالة والمساواة والمواطنة الحقيقية، ويريدون الوصول إلى ذلك عبر الطرق السلمية وهذا شأن معظم السوريين. وإذا كنت تقصد بسؤالك المنظمة الآثورية الديمقراطية، فالمنظمة ليست طارئة أو مستجدة على المعارضة الوطنية الديمقراطية، بل كانت عضواً مؤسّساً في معظم أطر المعارضة بدءاً من إعلان دمشق وصولاً إلى المجلس الوطني السوري. ولم تتوقف يوما عن المجاهرة بالحق والإفصاح عن مواقفها بصراحة، في وقت كان الكثيرون يعتبرون الصمت فضيلة.

س 8 ـ هل لديكم احتياطات كطرف لوحدكم أو بالمشاركة مع أطراف أخرى لحماية المنطقة أولاً من صراعات طائفية وثانياً من المشاكل في المجال الأمني وسلامة المواطن وأمنه ؟
ج 8 ـ المنظمة الآثورية الديمقراطية لا تعمل بشكل منفرد، وهي ترى في العلاقات المتينة بين القوى السياسية وبين كافة مكونات الجزيرة، صمّام أمان للحفاظ على علاقات الشراكة وقيم العيش المشترك. وتعزيز هذه العلاقات من شأنه توفير شبكة أمان اجتماعي كفيلة بحماية المنطقة وتجنيبها أية صراعات طائفية. لهذا بادرت مع قوى أخرى لتشكيل هيئة للسلم الأهلي تضم كافة المكونات. كما طرحنا فكرة تشكيل هيئة سياسية وطنية عليا تضم كل القوى السياسية المؤمنة بأهداف الثورة، توفر مظلة سياسية للحراك الثوري، وتكون بمثابة قيادة بديلة في المرحلة الانتقالية، ولازالت المشاورات مستمرة في هذا الخصوص.

س 9 ـ من الملحوظ عدم مشاركتكم الفعلية وبشكل واسع في التظاهرات حيث كانت المشاركة متواضعة فما سبب رأيكم؟
ج 9 ـ لقد حسمت المنظمة الآثورية الديمقراطية خياراتها بالانضمام إلى الثورة السورية بشكل مبكر. ومواقفها السياسية في هذا المجال تتقدم على الكثير من القوى، أما المشاركة في التظاهرات على رمزيتها فإنها تعتبر مقبولة قياساً إلى البيئة التي تتحرك فيها المنظمة، والأهم من ذلك أن هذه المشاركة تأتي كتجسيد وتأكيد لانحيازنا الكامل إلى ثورة الشعب السوري بكل أطيافه.

س 10 ـ هل لديكم مخاوف من تسلم قوى إسلامية للسلطة بعد رحيل هذا النظام، وفي حال حدوث ذلك فعلياً هل لديكم أي خطة للتعامل مع هذا الوضع؟
ج 10 ـ نحن لا نخاف الإسلام لأنه يؤكد على مبادئ وقيم الحقّ والعدالة والحرية والشراكة، ويدعو إلى ترسيخ قيم الخير والتسامح، مثله في ذلك مثل المسيحية، لكن التخوّف يأتي من محاولات بعض تيارات الإسلام السياسي التي تتخذ من التكفير وإلغاء الآخر منهجاً في سلوكها وممارساتها، وهذه لا تخيف المسيحيين فحسب إنما تخيف غالبية المسلمين أيضاً. وعلى العموم نستبعد تسلّم تيارات إسلامية متطرفة للسلطة في سوريا، لأنّ غالبية الشعب السوري تميل للاعتدال، وتمثّل قيم ومفاهيم العصر، كما أن كل قوى المعارضة تدعو لبناء دولة مدنية تعددية تشاركية، لا احتكار فيها ولا استئثار ولا هيمنة لفئة على أخرى.

القامشلي (سوريا) 21 تشرين الأول 6762 آ 2012م

………………………………………………………
جدير بالذكر أن المنظمة الآثورية الديمقراطية تأسّست في مدينة قامشلو في الخامس عشر من تموز 1957، وتتبنى في نضالها الوسائل السلمية الديمقراطية، وتعمل من أجل الحصول على الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للشعب السرياني الآشوري، وضمان كافة حقوقه ضمن إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً، كما تسعى لبناء نظام ديمقراطي علماني يستلهم قيم الحداثة والعصر، وبناء دولة القانون والمؤسسات والمواطنة.
……………………………………………………..

شاهد أيضاً

الائتلاف الوطني يدين اختطاف الناشط الصحفي حسام القس

04-06-2021 تصريح صحفي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دائرة الإعلام والاتصال 04 حزيران، 2021 …