الرئيسية / مقالات آشورية / فيسبوكيات آثورية (1) رسالة مفخخة الى مخبر متنكر

فيسبوكيات آثورية (1) رسالة مفخخة الى مخبر متنكر

عزيزي الجنرال.. تحية لك ولأسيادك
اتمنى من الباري جل وعلا أن تصلكم رسالتي هذه وأنتم في أسوأ أحوالكم وأردئها (ولا أشك في ذلك طبعا). أما إن جاز حسن سؤالكم عني (وأنا أشك بذلك جدا) فأنا وللأسف الشديد، بعكس توقعاتكم، في أتم الصحة والعافية وفي أحسن حالاتي الجسدية والمعنوية والرفاقية والثورية. مولانا الجنرال الأحمق:

أرسل لك هذه “الفيسبوكية” المطولة بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على وجودي ضمن صفوف المنظمة الآثورية الديمقراطية (أعلم أنكم تشتمونها ليل نهار هذه الأيام وهذا حقكم ههههه) وبمناسبة فشل جميع محاولاتكم البائسة في إرغامي على ترك رفاقي في المنظمة لأصبح ولدكم المدلل عملا بنصيحتكم البريئة “اترك المنظمة الآثورية نتركك”. للتذكير فقد جربتم الضغط علي طيلة السنوات المنصرمة عبر استدعائي المتكرر الى مقرات مفارزكم الكريهة ومراكز فروعكم المتهاوية عقب كل مقال أكتبه أو خبر أغطيه أو نشاط أقوم به، ومارستم علي أبشع فنون الإهانة النفسية والجسدية طيلة فترة اعتقالي، وحاربتموني في لقمة عيشي عبر فصلي من وطيفتي ومنعكم المدارس الخاصة من توظيفي، وجربتم التشويش على استقراري عبر نقلي تعسفيا من مدينة الى أخرى، وأردتم توريطي في تهم فساد عبر تنصيبي رئيسا للجان مشبوهة، وعملتم جاهدين على تشويه صورتي عبر تشكيل أفواج من المخبرين والعواينية كي تشتمني وتهدد عائلتي ليل نهار، وأردتم ابتزازي أثناء الاستدعاءات الأمنية لأدفع لكم المال، وأرغمتموني على مغادرة الوطن، وممارسات أخرى كثيرة لا أتذكرها لبشاعتها .. حاولتم وحاولتم وحاولتم .. وفشلتم في كل هذه المحاولات.

لكن أكثر ما أضحكني في قائمة أساليبكم الغبية العديدة – يا مولانا – هو محاولتكم الحمقاء الأخيرة التنكر بزي مسؤول آشوري “رفيــع” لمحاولة الضغط علي عبر إقصائي المستمر، وشيطنتي وأبلسة نشاطاتي، وإظهاري بصورة “الرفيق غير المنضبط”، و “المتمرد الذي يجلب المتاعب”، ومحاولاتكم الحثيثة عبر هذا “الرفيع” لاصطياد وتضخيم الأخطاء التي أقع بها بسبب نشاطاتي الكثيرة والمتعددة الأوجه في هذا الظرف العصيب. لكم ولمندوبكم الجديد القديم الرفيع أقول: لن تفلحوا في التنكر يا “حلوين”، فأنا أشم رائحة تعفنكم على بعد ألف حبكة، وأعرفكم بالفطرة، وفي كل مرة أنتصر فيها عليكم وأهزمكم بآثوريتي، أنزع عنكم قناعكم الجديد فيظهر لي ذات الوجه القبيح (اعذرني على صراحتي يا مولانا !!) فأعرف أنكم أنتم وراء المصيبة، فأضحك كثيراً وأنطلق من جديد.

وكما أن المنظمة الآثورية لم تنهزم طيلة خمسة وخمسين عاما من حربكم الشعواء عليها، لم أنهزم طيلة السنوات الخمسة عشر الماضية، أتعلمون لماذا؟ لأني رجل يعشق التحدي والمغامرة، رجل لا ينكسر ولا يخشى المواجهات، رجل لم يرث الانتماء الى المنظمة من الأقربين ولم يتلقاه من الأبعدين. أنا أنسحب فقط عندما تخسرون أنتم كل معارككم ضدي، وتفشل كل محاولاتكم لابعادي. أنا أنسحب فقط حينما يسقط نظامكم وتتهاوى مفارزكم وتنهار قلاعكم فأنسحب طوعاً لانهزامكم. وقد أنسحب في حالة استثنائية: عندما يكون خصمي على درجة عالية من القذارة، عندها يتحول الموضوع الى ما يشبه اصطدام الوردة بالوحل، ويصبح السؤال حينها: أيهما سيستسخ، الوردة أم الوحل؟؟ عزيزي الجنرال الأخرق:

رسالتي لك ولمندوبيك ولأسيادك واضحة: نحن في المنظمة الآثورية، وخصوصا رفاقنا الأبطال في الوطن، باقون رغما عن أنوفكم، رقيما آشوريا مغروسا في أرض بيث نهرين وترتيلة سريانية تصدح في سمائها، ليشهدا للعالم أن هنالك ثلة من الأبطال غير العاديين صنعت الحرية والمجد لهذا الشعب المقهور على يد الطغاة وأذنابهم من أمثالك. إن مصيبتكم أكبر من إرغامي على المغادرة بكثير، لأني حتى لو غادرت المنظمة فإن المنظمة لن تغادرني.

الجمعة 7 ايلول 6762 آ 2012م

أسامة إدوارد
عضو المجلس الوطني السوري عن كتلة المنظمة الآثورية

شاهد أيضاً

الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع

الأكيتو بين خيال الأسطورة وتجليات الواقع بقلم الأستاذ سعيد لحدو لم تأتِ احتفالات رأس السنة …