السادة المحترمون.. رئيس وأعضاء المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
السادة ممثلو الأحزاب والمؤسسات القومية والوطنية
الأخوات .. الإخوة الحضور
أربيل- مطاكستا++ صباح الخير .. جئنا إليكم وقلوبنا تفيض بمشاعر الأخوة والمحبة…جئنا إليكم، حاملين رسالة الوحدة والتضامن .. جئنا لمدِ جسور التفاهم والتوافق بين جميع قوى ومؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري على طريق تحقيق كافة حقوقنا القومية في العراق الجديد. هذه العناوين تشكل الأساس الذي اعتمدته المنظمة الآثورية الديمقراطية في التعاطي مع أحزاب ومؤسسات شعبنا في العراق وفي كل مكان، من أجل النهوض والارتقاء بقضيتنا القومية ، وتحقيق التطلعات المشروعة لشعبنا ضمن الإطار الوطني.
لهذا يسعدنا اليوم أن نشارك معكم في افتتاح المؤتمر الثاني لمجلسكم الموقر‘ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري الذي حقق لنفسه مكانة متميزة في الساحة القومية إلى جانب القوى الأخرى بفضل(دعم راعيه الأستاذ سركيس أغاجان وهمة ونشاط أعضائه). وذلك خلال فترة قصيرة لا تعدو السنتين أطلق خلالها حراكا سياسيا نشطا في ساحتنا القومية، وتقدمت بموجبه مطالبنا القومية إلى دائرة الضوء، وزاد اهتمام أبناء شعبنا بتحقيق هذه المطالب سواء في الوطن أوفي المهجر بالرغم من بعض الانتقادات التي طالت أدائه العام وبعض العثرات التي واجهت مسيرته. لقد شكلت قضية وحدة شعبنا بهويته القومية الواحدة وبكل تسمياتنا التي نعتز بها، ومسألة نيل حقوقنا المشروعة بما في ذلك حقنا في الحكم الذاتي وتثبيت ذلك دستوريا، عنوان اللقاء الأبرز ما بين المنظمة الآثورية الديمقراطية والمجلس الشعبي ، وتجسد هذا في البلاغ المشترك الذي صدر عن المجلس والمنظمة أواخر العام الماضي أثناء زيارة وفد قيادي من منظمتنا إلى العراق. وتلا ذلك العديد من الأنشطة المشتركة التي توجت بعقد لقاء بروكسيل في شهر شباط الماضي كخطوة هامة لإنشاء مكتب لتنسيق العمل القومي ودعم مطالب شعبنا في الوطن وكإطار متقدم للعمل المشترك.
إن هذه الخطوة مازالت تحتفظ بضرورتها وأهميتها كإطار جامع للحوار والتفاعل بين قوى ومؤسسات شعبنا وتطوير قدراتها على العمل المشترك البناء والمثمر من خلال بناء الجسور وإزالة الجدران التي فيما بينها. إننا إذ نقدر عاليا موقف حكومة وبرلمان إقليم كوردستان العراق اللذين تجاوبا مع مطالب شعبنا في تثبيت التسمية الموحدة، وإقرار حقوقنا القومية بما في ذلك الحكم الذاتي في دستور الإقليم كتعبير عن تعزيز روابط الأخوة وترسيخ قيم ومفاهيم المواطنة وإرادة العيش المشترك. فإننا في الوقت ذاته لابد وأن نشيد بالجهود التي بذلها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري لتبني هذه المطالب وتحقيق هذا الإنجاز الذي لن يكتمل ما لم يتم إقراره أيضاً في دستور العراق الاتحادي وتوفيرالمناخات والشروط الموضوعية الكفيلة بترجمته إلى واقع عملي معاش وقابل للحياة والتطور.
من هنا فإننا نرى أن المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، يكتسب أهمية كبيرة في هذه المرحلة بما تنطوي عليه من تحديات واستحقاقات. تحتاج إلى المزيد من العمل والتكاتف والوحدة. وليس سرا أن الكثير من أبناء شعبنا يترقبون ما سيتمخض عنه من نتائج وتوجهات وما سيكون لها من تأثير على دعم وتعزيز وجود شعبنا ومستقبله في العراق وانعكاسات ذلك على مجمل وجودنا القومي في دول المشرق. ولاشك أن تبني المؤتمر لشعار( الحكم الذاتي ضمان وحدتنا القومية والعيش المشترك في الوطن) وإدراج العديد من المحاور الهامة مثل الهجرة ومستقبل شعبنا في الوطن، والتغيير الديمغرافي وأثره على وجود شعبنا، يدل على إحساس عال بالمسؤولية، وإدراك عميق لحجم المخاطر التي تحدق بشعبنا.
وهذا يرتب أعباء إضافية على المجلس الشعبي وعلى مجمل حركتنا القومية من أجل مواجهة هذه التحديات بأسلوب وذهنية جديدة تتخطى منطق الصراع والتناحر، وتنبذ عقلية الإقصاء والاستحواذ، إذ أن شعار المؤتمر من أجل تفعيله وتطبيقه يفرض على الجميع توسيع دائرة التفاهم والتوافق حول الأهداف والقضايا الأساسية كمقدمة لابد منها لبلورة صيغة متطورة للعمل القومي المشترك تستوعب الجميع ولا تستثني أحدا. خصوصا وأن المحاور المطروحة في المؤتمر تحظى باهتمام الجميع. ولنا ملء الثقة بأن القيادة الجديدة للمجلس الشعبي ستبادر إلى الانفتاح على كافة أحزاب ومؤسسات شعبنا العاملة في العراق وعلى اختلاف تسمياتها وإطلاق حوار جدي ومسؤول معها من أجل بناء الثقة وتعزيز التواصل والتفاعل فيما بينها على قاعدة الشراكة والمشاركة بكل ما يخدم ويعزز مصلحتنا القومية والوطنية.
وندعوها لوضع هذه المهمة النبيلة على رأس قائمة الاهتمامات والأولويات في المرحلة المقبلة، ومن جهتنا لن نوفر أي جهد للمساعدة وحث كل الأطراف على سلوك درب المصالحة والتفاهم . إن الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق والنتائج التي ستفرزها سيكون لها بكل تأكيد أثرا بالغا في صياغة ورسم ملامح عراق المستقبل. ومع إقرار مبدأ الكوتا وتخصيص مقاعد لشعبنا نجد أن هناك فرصة لدخول الانتخابات بصفوف وبرامج وتوجهات موحدة، كمقدمة لتشكيل كتلة نيابية وازنة وقادرة على تثبيت مطالبنا المحقة دستوريا وضمان وحفظ مصلحتنا القومية التي تصب في المصلحة الوطنية العامة. وإذا كانت حركتنا القومية ومؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري معنية ومسؤولة عن رفع هذه المطالب، وتعزيز وجود شعبنا في الوطن من خلال الوقوف ضد محاولات الهجرة والتهجير والتغيير الديمغرافي الذي يطال قرى وبلدات شعبنا.
فإن المسؤولية الوطنية تفرض على المكونات الكبيرة والأطر السياسية الرسمية( حكومة وبرلمان)، الاستجابة لمطالب شعبنا وبقية المكونات الصغيرة وضمان حقوقها وصونها دستوريا ، وكذلك رد الاعتداء عنها وتأمين الحماية لها وتوفير عودة آمنة وكريمة لأبنائها المهجرين واللاجئين في الداخل والخارج، والسعي لتنمية مناطقها وتجمعاتها في كافة المجالات كشرط ضروري لتعزيز بقائها واستقرارها في الوطن باعتبارها شعوبا أصيلة، وبهذا يمكن الحفاظ على الصورة الحضارية للعراق .. العراق الديمقراطي التعددي الموحد.
ختاما ..
باسمي وباسم رفاقي في المنظمة الآثورية الديمقراطية نتمنى النجاح لمؤتمركم والخروج بنتائج إيجابية ترضي طموحات وتطلعات شعبنا في كل مكان. كما نتمنى دوام التقدم والازدهار لإقليم كردستان العراق على طريق تحوله إلى نموذج للمجتمع المدني العصري.كما نتمنى أن يعم الأمن والاستقرار والسلام في ربوع العراق لينهض من جديد وطنا مزدهرا ومتقدما لكافة مكوناته. وشكرا للاستماع.
– أربيل 3 كانون الأول 2009
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي