ADO – آكي : أثار اغتيال المعارض الكردي السوري البارز مشعل التمو استياءً وغضباً في صفوف المعارضة السورية العربية والكردية، وبين المحتجين والمتظاهرين الذين أنهوا ليلة الجمعة بتظاهرات في العديد من المدن والبلدات السورية تعبيراً عن غضبهم لاغتيال التمو رئيس تيار المصتبل الكردي والناطق باسمه والناشط في لجان المجتمع المدني وإعلان دمشق وعضو المجلس الوطني السوري المعارض.
ونعى التمو العديد من القوى السياسية السورية المعارضة، وعدد كبير من مراصد ومنظمات حقوق الإنسان، وفعاليات ثقافية وأهلية سورية، عربية وكردية ونعت منظمات حقوق إنسان سورية في بيان مشترك القيادي الكردي والكاتب مشعل التمو (53 سنة) الذي اغتاله مسلحون في مدينة القامشلي (شمال شرق)، وأكّدت أن الحركة الوطنية الديمقراطية في سورية خسرت "أحد أعمدتها الوطنية"، وطالبت الحكومة السورية بالعمل سريعاً من أجل الكشف عمن قام "بهذا العمل الإجرامي الآثم"، والقبض عليهم وتقديمهم إلى محاكمة عادلة.
ووقع على البيان 6 منظمات حقوقية سورية هي (لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان، المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، اللجنة الكردية لحقوق الإنسان، المنظمة العربية لحقوق الإنسان، منظمة حقوق الإنسان في سورية، والمنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة".
إلى ذلك نعت رابطة الكتاب والصحفيين الأكراد في سورية التمو، وأشارت إلى أن "إحدى عصابات الشبيحة المجرمة في سورية: عي التي اغتالته، ووصفته بأنه "من أشجع الكتاب والمثقفين الأكراد في سورية من خلال خطابه الوطني الذي لم يعرف المساومة، ومن أوائل دعاة المجتمع المدني وحقوق الإنسان في سورية"، وأكّدت أن قتلته "لابد سيقدمون للمحاكمة في سورية الجديدة" حسب تعبيرها كما استنكرت أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سورية اغتيال التمو وشددت على أنها "جريمة اغتيال سياسي"، وأدانت بشدة هذه العملية "التي تستهدف بدون شك إثارة القلاقل والفتن وإلى ضرب استقرار محافظة الحسكة"، وحمّلت السلطة السورية مسؤولية أمن وحياة المواطنين ودعت إلى أن يكون السبت يوم حداد عام في سورية.
إلى ذلك أصدر اتحاد تنسيقيات شباب الأكراد في سورية بيان إدانة لاغتيال التمو قال فيه لقد "اغتالته يد الغدر بدم بارد تدل على قبح وجوههم المخبأة والملتفة بعباءة الشبيحة والبعث ومن على شاكلتهم" وحمّلت التنسيقيات الشبابية الكردية الاتحاد السلطات السورية والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن اغتياله، كما حملته "تبعية التصعيد الذي ستؤول إليه الأوضاع في المدن والأرياف الكوردية"، ودعت السوريين إلى النضال والاستمرار في الثورة.
كذلك أدانت الهيئة العامة للثورة السورية اغتيال المعارض الكردي وحملت النظام السوري ورموزه المسؤولية المباشرة عن الاغتيال، وأشارت في بيان لها إلى أن "عصابات الشبيحة" التابعة للنظام المسؤولية عن الاغتيال، وأكّدت على أن الشعب السوري "كلما قدّم من دماء أبنائه الأحرار ازداد إصراراً على التقدم في ثورته لإسقاط النظام بأركانه ورموزه وعلى رأسه بشار الأسد" حسب تعبيرها أما هيئة التنسيق الوطنية في سورية، التي تمثّل 15 حزباً سورياً معارضاً، فقد نعت "ببالغ الأسى والحزن" التمو، وقدّمت عرضاً مطولاً عن حياته وتاريخه النضالي الطويل واتهمت الأمانة العامة للجمعية الوطنية السورية "يد غدر النظام" باغتيال التمو، وتعهدت بإكمال مسيرته "حتى إسقاط النظام من رأسه حتى قاعدته".
واتهمت لجان التنسيق المحلية في سورية "شبيحة النظام السوري" باغتيال التمو، واعتبرت اغتياله "يشكل منعطفاً في غاية الخطورة في أسلوب تصدي النظام المجرم في سورية للحراك الثوري باعتماده الاعتداءات المباشرة والاغتيال السياسي لرموز وقادة المعارضة بعد أن مارس الاغتيال المباشر والتصفية الجسدية تحت التعذيب في المعتقلات لقادة الحراك الثوري الميدانيين، ما يؤكد أن النظام يصر على اعتماد التصفية الجسدية أسلوباً وحيداً في تعامله مع الثورة مستغلاً تراخي المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات رادعة لجرائمه بحق الشعب السوري ورموز انتفاضته الشعبية المطالبة بالحرية".
ودعت تنسيقيات مدينة القامشلي جميع الأحرار للمشاركة في تشييع التمو ظهر اليوم (الثلاثاء)، وأعلنت أنه اليوم (السبت) سيكون يوم غضب في كل أنحاء سورية، ودعت الجميع، "عرباً وكرداً" للتظاهر و"الإسراع في إسقاط النظام" حسب تعبيرها وكان المعارض الكردي السوري البارز مشعل التمو اغتيل بالرصاص بيد مسلحين في القامشلي كما أصيب ابنه ومعاونته في الحزب والتمو منتقد بارز للنظام السوري، ويعتبر حزبه من أكثر الأحزاب الكردية السورية انتقاداً للنظام السوري ورموزه، وله مواقف غير مؤيدة لأحزاب كردية مقربة من النظام.
وكان تمو قد تعرض لمحاولة اغتيال في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي في أحد أحياء المدينة من قبل من وصفهم بأنهم "مجموعة من الشبيحة"، ونجا منها، دون أن يوجه اتهامات مباشرة وعلنية لأي جهة، ورأى أن محاولة الاغتيال تأتي في سياق "محاولة السلطة القمعية وأتباعها حرف مسارنا النضالي المتجسد في إسقاط النظام من جهة ورفضنا لتكريد الصراع.
من جهة ثانية" حسب تعبيره وكان تمو قد قال في آخر تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء في 14 تموز/ يوليو الماضي حول رفض المعارضة السورية الحوار مع السلطة "من خلق بيئة القتل غير قادر على خلق بيئة معاكسة لأنه بالأساس لا يفهم لغة الحوار، وبنائه وتكوينه وتركيبته واستمراريته دامت كل هذه الفترة مستندة إلى منظومة القتل والتغييب وكتم أنفاس المجتمع ككل، ونحن نرى أنه غير قادر على بناء أي منظمة أخرى، والنظام بالنسبة لنا فقد شرعيته التي لم يكن يمتلكها بالأساس".
وأضاف "علينا أن لا نكتفي بالتظاهر لأن كل حراك ميداني يجب أن يكون له غطاء سياسي، وعلى المعارضة أن تطرح نفسها كنواة بديل عن السلطة، ويجب أن نخطو هذه الخطوة ونعلن للنظام وللعالم وللمجتمع العربي والإقليمي والدولي بأن هناك قوى سياسية في سورية مؤهلة لمرحلة ما بعد النظام".
ويشار إلى أن التمو اعتقل أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة، كان آخرها منتصف عام 2008 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف بتهمة إضعاف الشعور القومي، وإثارة النعرات العنصرية والطائفية، ونقل أنباء كاذبة لوهن نفسية الأمة، وأطلق سراحه في حزيران/ يونيو الماضي بالعفو الأخير الذي أصدره الرئيس السوري.
سوريا 8 تشرين الاول 2011